ترجيحات لتكرار الصدر سيناريو 2021 بالعودة إلى الانتخابات بعد المقاطعة

بغداد/ تميم الحسن

يتصرف الاطار التنسيقي وكأن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري المعتكف عن السياسة منذ 9 اشهر، سيعود لخوض الانتخابات المحلية.

وعلى الرغم من عدم وجود تصريح او تلميح من الصدر بشأن استئناف نشاطه السياسي الا ان التحالف الشيعي يرى بان سيناريو انتخابات 2021 سيتكرر.

ويهدد بقاء الصدر خارج الخريطة السياسية لوقت طويل بحدوث “انشقاقات” داخل التيار بحسب مراقبين خاصة بوجود ما يعرف بـ”اصحاب القضية”.

وفي اخر ظهور للصدر خلال زيارة قبر والده محمد صادق الصدر (اغتيل عام 1999) انتقد بشدة تلك المجموعة التي لمح بانها تمثل “المنشقين والفاسدين”.

واتهم زعيم التيار المجموعة التي تدعي ان الاخير هو الامام المهدي، بان وراءهم “اياد خارجية”. وقال ان الحرب مع خصومه تحولت من “سياسية الى عقائدية”.

وكان الصدر قد منع في وقت سابق “اصحاب القضية” من حضور ذكرى اغتيال والده السنوية قبل ان يلغي الحدث بعد معلومات عن احتمال حدوث فوضى في النجف، بحسب مصادر صدرية.

وتزامن صعود “اصحاب القضية” على ساحة الاحداث مع خوض القوى الشيعية حوارات “غير معلنة” لتشكيل تحالفات تمهيدا للانتخابات المحلية التي يفترض ان تجري قبل نهاية العام.

ويقول سياسي قريب من الاطار التنسيقي في حديث لـ(المدى) ان “التيارات الشيعية تكاد تكون مقتنعة تماما ان التيار سيشارك بالانتخابات”.

ويتحدث السياسي الذي اشترط عدم الاشارة اليه عن ان “الاطار” يعتقد بان الصدر “سوف يعيد تكرار سيناريو انتخابات 2021″.

وكان زعيم التيار قد انسحب لمدة شهر ثم تراجع وشارك في الانتخابات التشريعية عقب توقيع ما عرف بـ”وثيقة الاصلاح” التي اشتكى الصدر بعد ذلك من تنصل الشركاء الشيعة عن تنفيذها.

ويعتبر السياسي المطلع ان “ذات الظروف والمصالح التي دفعت زعيم التيار في ذلك الوقت الى الانسحاب والعودة سوف تحدث مرة اخرى”.

واعتبر حينها ما فعله الصدر بانه “تكتيك انتخابي” زاد من رصيده الشعبي ومنحه بالنهاية 73 مقعدا في البرلمان كأعلى رصيد يحققه التيار بالانتخابات منذ عام 2005.

ولنفس الاسباب تعتقد بعض الاطراف الشيعية ان زعيم التيار يستثمر مَن يطلق عليهم “اصحاب القضية” لاستئناف نشاطه السياسي.

لكن اوساط الصدر تشدد على ان هذه المجموعة تخطط لـ”اغتيال الصدر” وتشويه سمعة التيار قبيل الانتخابات.

ويرى محمد نعناع الباحث في الشأن السياسي، ان خطاب الصدر الاخير فيه اشارات الى وقوف سياسيين شيعة وايران وراء “اصحاب القضية”.

وقال نعناع في حديث مع (المدى) ان زعيم التيار الصدري “لم يقصد ان الحرب تحولت الى عقائدية بل قصد ان خصومه الذين أسماهم بـ(الفاسدين) حولوها الى عقائدية عبر (اصحاب القضية)”.

وبين الباحث ان الصدر: “يرفض تلك الحرب او التعامل معها كما يرفض استخدام العقائد المهدوية التي يستخدمها خصومه ضده بعد ان حاربوه سابقا بتشويه سمعته واتهامه بتنفيذ اجندات خارجية وافشال مشروعه (الاغلبية السياسية) والتحالف الثلاثي”.

ومساء الثلاثاء، زار الصدر مرقد والده في محافظة النجف، تزامناً مع الذكرى 25 لاغتياله، وتلا هناك بياناً قال فيه إن “الحرب السياسية مع الفاسدين قد تحوّلت إلى حربٍ عقائدية، فهذا ديدن الفاسدين والمنشقين، وتدعمهم أيادٍ خارجية”.

واضاف: “كل من أدعى أنني الإمام المهدي فهو عدوك (مؤشراً لقبر والده) وعدوّي وليس من اتباعنا آل الصدر”.

وكانت “اصحاب القضية” قد دعت قبل ايام للذهاب الى النجف لمبايعة الصدر باعتباره الامام المهدي، ثم اسقاط الحكومة، بحسب بيان مصور لتلك الجماعة.

وعن الفاسدين الذين ذكرهم الصدر في خطابه يقول نعناع: “يقصد بهم السياسيين الشيعة لانهم ضده النوعي حين اراد ابعادهم عن الحكومة، العام الماضي، ولأنهم ادوات ايران وهو سبب وراء اشارة زعيم التيار في كلامه الى الايادي الخارجية”.

وكان بيان الصدر الاخير قد تطرق الى وضعه الديني ونفى عن نفسه الاجتهاد او الامامة فيما يرى الباحث في الشأن السياسي ان زعيم التيار هنا “يستبق الاحداث”.

ويضيف نعناع: “كلام الصدر عن انه ليس إماما يمنع عنه محاولات اسقاطه كما جرى مع شخصيات دينية سابقة ادعت ذلك ثم اختفت مثل الصرخي وابو الحسن اليماني”.

وتابع: “اما عن الاجتهاد فهو لا يريد ان يلاقي مصير بعض الشخصيات التي ادعت الاجتهاد ولم تحصل عليه بالأساس مثل اليعقوبي، فاضل البديري، وقاسم الطائي الذين يطلق عليهم لقب (المتمرجعين) وتأثيرهم تناقص عن ما كان في 2003 واول انتخابات بعد التغيير”.

وبين زعيم التيار في كلمته الاخيرة ان: “كل من أدعى أنني الإمام المهدي فهو عدو الله وعدو آل الصدر وعدوي على وجه الخصوص، بل كل من خذلني في إبعاد هذه الشبهة عني ولم يقاطعهم فهو ليس مني في شيء. إلا إذا تاب…”.

ومضى الصدر مخاطبا انصاره: “لا أريد أن أكون من المفسدين ولا مع الفاسدين لا في داخل التيار (في إشارة إلى التيار الصدري) ولا خارجه (…) فإن رضيتوا لي قائداً إصلاحياً غير مجتهد ولا معصوم ولا إمام، فأهلاً بكم، وإلا فهذا فراق بيني وبينكم إلى يوم الدين”.

ورغم تلك التحذيرات الا ان محمد نعناع يعتقد ان زعيم التيار الذي عزل نفسه عن السياسة منذ آب العام الماضي، سيعود الى استئناف نشاطه السياسي ويشارك في الانتخابات.

ويؤكد الباحث في الشأن السياسي ان بقاء الصدريين خارج العمل السياسي سيؤدي الى “انشقاق التيار وتآكله من الداخل ثم تفككه وسيطرة خصومه على المشهد العام وليس امامهم سوى ترميم التيار”.

ويرى نعناع ان الصدر ينتظر فرصتين للعودة، الاولى حدوث احتجاجات تطالب بتدخله، والثانية مشروع سياسي جديد مع القوى الوطنية وإحياء تحالفه مع السُنة والكرد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here