صفحات التواصل الاجتماعي و ازدهار الذوق الإقطاعي

صفحات التواصل الاجتماعي و ازدهار الذوق الإقطاعي

بقلم مهدي قاسم

غالبا ما نجد أنفسنا في صفحات التواصل الاجتماعي إزاء صور لنساء بدينات أو سمينات بأثداء كبيرة جدا وبارزة جدا ، و بمؤخرات ضخمة ، مرصوصة جيدا بأكداس مكدسة من لحم مكتنز و مشحم مفرط ، ناهيك عن أفخاذ أنثوية بارزة بحجم أعمدة ، تُعرض هذه الصور من قبل هواة هذا النوع من” الجمال الأنثوي ” ــ وما أكثرهم ــ بهدف الإثارة الجنسية وتحفيز تأجيج الرغبات المكبوتة عند بعض رجال شرقيين الذين لا زالوا يعانون من مجاعة جنسية مزمنة ، رغم أن بعضا منهم بات متزوجا منذ فترة طويلة !.
يمكن ملاحظة ذلك بمجرد أن تظهر هذه الصورة أو تلك ـ حسب المقاييس و المواصفات الجمالية و الأنثوية آنفة الذكر ــ حتى تبدأ تعليقات معلقين ، بعشرات حينا و مئات معلقين حينا آخر متضمنة إيحاءات وتمنيات بلقاء مشوّق، مصحوبة بآهات أو تأوهات شبقية متوترة ..
بطبيعة الحال مع التأكيد من قبلنا على حق التنوع بخصوص الرغبات والقيم الجمالية :
فثمة مَن يحب المرأة البدينة بأثداء ” كبيرة ومؤخرات ضخمة ، وثمة آخر يحبها رشيقة و بنهود نافرة مكتنزة لحد معقول ، بمؤخرات مدورة عادية ..
فضلا عن أولوية الحب ــ أن وجُدت ـ التي يجب أن تكون أساس العلاقة بين الطرفين دون اعتبار جسدي أو جمالي ..

أما كيف يدخل الذوق الإقطاعي في هذه المسألة ؟ ، فربما على النحو التالي :

ففي العهد الإقطاعي القديم كان الكرش الضخم يعتبر دلالة على ثراء ورفاه ، بل رمزا لجاه واعتبار اجتماعيين ، مقابل فلاحين شبه جوعى و فقراء مدن بوجوههم المخسوفة حرمانا وبطونهم الضامرة فقرا مدقعا ،الأمر الذي خلق ــ عبر عقود وعهود ــ ذوقا إقطاعيا عاما معتبرا وقائما ، ليس بخصوص رجال وباشوات من ذوي كروش ضخمة فقط ، إنما بالنسبة لنساء سمينات أو بدينات أيضا ، كنوع من ذوق جمالي ــ على أنثوي مفضل !..
ويبدو استمر هذا الذوق الجمالي والأنثوي المفضل عند بعض الأجيال المتتالية واللاحقة لتورث هذا النمط من المقاييس والمواصفات الجمالية ــ الأنثوية المثيرة للغرائز والرغبات الجنسية ، لتزدهر فيما بعد ، و بشكل ملفت ، عبر بعض صفحات المواقع التواصل الاجتماعي حتى هذه اللحظة .
ولكن الملفت على هذا الصعيد نشاهد نساء سمينات يعرضن ” مفاتن أنوثتهن ” بإغراء مثير للبعض ، وبالأخص طيات كروشهّن و عجيزتهن الضخمة و بفخر واعتزاز ، عبر صور أو مشاهد فيديو !.ثم يأخذن بالشكوى ــ بأسلوب من هي ” مشتهية ومستحية ” من كثرة الاتصالات على ” الخاص ” ! ، وههّن ربما شبه مقتنعات ، و مفتخرات في نفس الوقت ، من كثرة عدد المعجبين والمشاهدين المنثارين ” جنسيا ” !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here