لو كانت الجبهة الداخلية قوية لما نفذ الأعداء

لو كانت الجبهة الداخلية قوية لما نفذ الأعداء، نعيم الهاشمي الخفاجي

‏نجاح الدول وتطورها يعود لوجود انظمة حكم محترمة، يحكمها الدستور وتقاسم السلطات، ووجود عدالة اجتماعية، ومساواة، وحفظ كرامة المواطن، وصون دماء ابناء الشعب، دول الاستعمار ضحكوا على العرب، خدعوهم واعني العرب السنة، من خلال خيانة مفتيهم وزعيمهم شريف مكة، في الوقوف مع القوات الغازية البريطانية والفرنسية بوعد شفهي في إعطاء مملكة للعرب يكون الخائن شريف حسين ملك على العرب، النتيجة استخدموهم وخلعوهم مثل خلع الاحذية.

وقامت قوات الاحتلال المستعمر البريطاني والفرنسي بتقسيم العرب إلى ٢٢ دولة وكل دولة قابلة للانشطار بظل وجود صراعات قومية ومذهبية ودينية، تقصد الاستعمار وضعها لتبقى دولنا دول فاشلة تعاني من صراعات داخلية، لذلك دول الاستعمار عندما يريدون تخريب بلداننا العربية وخاصة الدول ذات الأنظمة الجمهورية التي حكمها العسكر، فهم لديهم الأدوات المحلية الداخلية بوجود صراعات قومية ومذهبية، ينفذون إلينا من خلال دعم الصراعات الداخلية، السودان على سبيل المثال، كانت مساحته جدا واسعه، أشعلوا صراع ما بين المسلمين والمسيحيين انتهت في استقلال جنوب السودان المسيحي، الآن في السودان اشعلوا صراع مابين العسكر، تمهيدا لدعم الأقاليم الأخرى لاعلان الاستقلال، السبب الأنظمة الحاكمة، من حكم السودان الجبهة الإسلامية وعمر البشير، استعملوا العنف مع أبناء الشعب، النتيجة وصلت السودان لهذا الوضع البائس.

نحن بالعراق، شعب يتكون من شيعة وسنة وأكراد، المستعمر استورد لنا ملك خائن وعميل، وينتمي إلى اقلية مذهبية بوسط اكثرية شيعية كوردية ساحقه، كانت مناهج التعليم في العراق بحقبة صدام الجرذ والبعثيين تعليم الاطفال بالقول، إن الغرب يريد تدمير واستعمار بلادنا وأمتنا، ورفعوا شعارات قومجية فارغة، قام صدام الجرذ بقتل ملايين الشيعة والأكراد، ولو كان فعلا يريد محاربة الغرب بالقليل احترام شعب العراق ولما قام في إعدام ملايين الشيعة والاكراد، بل ان صدام الجرذ كان عميل دول الاستعمار وكلب حراستهم.

علم هندسة العمارة والبناء،ترتكز فلسفة البناء على القوانين الأساسية المهمة وهي، أن يكون البناء قوياً وآمناً، وأن يكون مستقراً، وجميلاً، تكون مواده الخام من نفس المكان ويكون ملائماً للبيئة، وأن يكون الأساس قوي يتحمل بناء عمارات شاهقة.

مشكلة ابناء الشعوب العربية ليست مع الحاكم العميل المعين من دول الاستعمار( كلب الصيد) وإنما مع المستعمر الذي نصب هؤلاء الحكام العبيد، القوى العالميه الأستعماريه

قد زرعت عملائها من قديم الزمن وحصدت ماتريده طيلة القرن الماضي وبداية الألفية الحالية، والان جاء وقت جني ماتبقى من الثروات بسرعة فائقة.

المحاور الدولية دائما تخدم مصالحها بغض النظر عن اي معايير حقوقية او ما شابه، قضية أننا نلوم الخارج دائما على مصائبنا لم يعد هذا الأمر مقبول ابدا، المشكلة داخلية بالأساس{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، شعوب تعيش في جهل وتتحكم بها الاحقاد الطائفية والدينية والقومية، مانراه بالعراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان لو كانت تحكمنا دساتير وأنظمة محترمة لما دارت في بلداننا كل هذه الصراعات والحروب والقتل واعدام ملايين البشر، حكام العرب من حكام دول الرجعية العربية ‏‎مثل أدوات الشطرنج يحركونهم ويتلاعبون في الناس والخاسر الوحيد، المجتمعات والشعوب.

المشكلة ان جميع الطبقات المثقفة وغيرها مؤمنون بذلك، ولكن لا أعلم لماذا هذا الجمود الشعبي، هناك حقيقة الأنظمة العربية القمعية لا تملك رصيد شعبي إنما يحيط بهم المرتزقة وهم نسبة جدا قليلة أمام الاكثريات الشعبية المسحوقة، أنصار بعض الأنظمة لا يتجاوز بضع آلاف في بلدان عربية عدد نفوسها عشرين أو ثلاثين مليون مواطن، هناك حقيقة، لدى العرب سواء كانوا قادة وزعماء قبليين مرض خطير وهو حب ‏‎ التسلط، والانتقام من ابناء جنسهم البشري، وهذه بذرة خبيثة في دماغ وقلب كل عرباني متخلف.

دول الغرب تحكم شعوبها بطرق ديمقراطية، لكن دول الغرب الديمقراطية تدعم الكثير من الأنظمة الدكتاتورية والانقلابية التسلطية الفاسدة في العالم العربي والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ومن مصلحة الغرب وقوع حروب دامية في دول الشرق الاوسط، بل واذا وقعت حرب يعملون على اطالتها، مثل ما امروا تابعهم صدام الجرذ في شن حرب غير مبررة ضد إيران استمرت ثمان سنوات، وورطوه بغزو الكويت واحتلوا الخليج والعراق، دول الغرب لها دور في حروب الصومال ورواندا، لولا الجيوش الغربية بالشرق والشمال السوري لما بقي ارهابي واحد داخل اراضي العراق وسوريا، الدول الاستعمارية دعمت المنظمات الإرهابية في العالمين العربي والإسلامي، وامرت السعودية بنشر الوهابية بإعتراف ولي العهد السعودي الحالي، محمد بن سلمان، وقامت في تجويع شعوب بسبب مواقف حكوماتها المعادية بالشكل للغرب، عندما جاء الربيع العربي، تم استهداف الدول العربية المعادية لسياسات الغرب من خلال تأجيج الجبهات الداخلية بسبب الظلم والقهر والحكم الطائفي، تم إشعال فتيل نيران الإرهاب والقتل، ولو كانت جبهاتنا الداخلية قوية لما تم حرق بلداننا، البعثيين بالعراق كانوا يرفعون شعارات معادية للغرب وفي نفس الوقت يتبعون أسلوب ابادة جماعية على أسس دينية وقومية ضد الشيعة والاكراد، الذي يريد محاربة قوى الاستعمار كان الاولى عليه تحصين جبهته الداخلية وحل النزاعات الدينية والقومية وايجاد عدالة اجتماعية ومساواة بين المواطنين، لذلك تم حرق الكثير من الدول العربية بسبب وجود مشاكل قومية ومذهبية داخل تلك الدول العربية الغير مستقرة، وحتى الدول الخليجية البدوية المستقرة حاليا، تعاني من صراعات مذهبية، وتم تجنيس ملايين الهنود والافارقة والصينيين والفليبينيين والتايلنديين، ببساطة يتم إشعال الصراعات داخل دول الخليج، بل بعض بلدان الخليج أصبح العرب اقلية وأصبحت بعض شعوب الخليج اكثريات من دول جنوب شرق آسيا والهند، البرلمان الهندي لديهم قانون معد في التصويت على ضم امارات خليجية للهند، لكون الجاليات الهندية تشكل الأكثرية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

25/5/2023

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here