أزمة المياه تهدد الملايين بالنزوح.. والخزين في أسوأ حالاته منذ 90 عاماً

بغداد/ حسين حاتم

وصلت أزمة الجفاف في العراق إلى مراحل خطرة، في ظل غياب المفاوضات مع دول المنبع، بالإضافة إلى التغير المناخي الذي دفع العراق ليكون في المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر تأثيرا في العالم.

وسبق أن حذّرت ممثلة الأمم المتحدة، جينين بلاسخارت، في إحاطتها الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، من أن العراق وبحلول العام 2035 ستكون لديه القدرة على تلبية 15% من احتياجاته للمياه فقط، وكذلك، حذرت بلاسخارت من “خسارة الجميع”، في حال كان الحصول على المياه عن طريق المنافسة وليس بالتوزيع العادل.

ويقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، إن “الحكومات العراقية المتعاقبة، لم توفق بتوقيع اتفاقيات تفضي الى بإقناع دول الجوار بتوفير حصص مائية عادلة الى العراق”.

وأضاف شمال، أن “غياب الاتفاقيات المائية، ألقى بظلاله على الواقع المائي للعراق وأدى الى استنزاف الخزين المائي، وشح مياه نهري دجلة والفرات”.

واشار، إلى أن “التغيرات المناخية، ظاهرة عالمية، تسببت بارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري وقلة الامطار، مما وسع من ظاهرة الجفاف”.

ولفت الى، أن “العراق يقع ضمن أحد الدول شبه الجافة، وهو أكثر دول الاقليم تضرراً”، مبينا أن “العراق في المرتبة الخامسة بالدول الأكثر تضررا في العالم بالجفاف”.

وأوضح شمال، أن “التغير المناخي مرتبط بطبيعة المناخ العالمي وطبيعة النشاط البشري بالاضافة الى طبيعة المشاريع المنفذة والانبعاثات من تلك المشاريع”.

وبين، أن “الوزارة لا تستطيع ضخ المزيد من كميات المياه للأنهر بسبب قلة المناسيب وعدم وجود إطلاقات كافية من منابع دجلة والفرات”، مشيرا الى أنّ “الضخ الحالي الذي تقوم به وزارة الموارد المائية يقتصر على الزراعة واستخدامات مياه الشرب”.

وأكد شمال، أنّ “الخطوات المقبلة لوزارة الموارد المائية، ستكون لإزالة التجاوزات على الحصص المقررة للأراضي الزراعية أو بحيرات الأسماك على نهري دجلة والفرات للحد من الأزمة والدفع باتجاه الاستخدام الأمثل للمناسيب المتوفرة فقط”.

وكانت وزارة الموارد المائية، قد أعلنت سابقا أن العراق فقد 70 بالمئة من حصصه المائية بسبب سياسة دول الجوار، وأن الانخفاض الحاصل بالحصص المائية في بعض المحافظات الجنوبية عائد إلى قلة الإيرادات المائية الواردة إلى سد الموصل على دجلة وسد حديثة على الفرات من تركيا.

بدوره، يقول الباحث بالشأن المائي والزراعي عادل المختار، إن “الخزين المائي في العراق، اسوأ خزين منذ ثلاثينيات القرن الماضي”، مبينا أن “الوضع المائي وصل الى مراحل خطرة جداً”.

وشدد المختار على “ضرورة تشكيل خلية ازمة لإدارة ازمة المياه بصورة صحيحة”، مشيرا الى أن “الازمة في تصاعد، مع عدم وجود أية حلول، وأن ما يتم طرحه هي مجرد حلول إعلامية لا وجود لها حقيقي على أرض الواقع”.

وأشار، الى أن “أزمة الجفاف ستدفع أكثر من 7 ملايين شخص للنزوح من الريف إلى المدينة، وستكون لها تبعات اقتصادية خطيرة على عموم الوضع في العراق”.

وفي وقت سابق، توقع مؤشر الإجهاد المائي أن يكون العراق أرضاً بلا أنهار مع حلول 2040، وأنه في العام 2025، ستظهر ملامح الجفاف الشديد واضحة جداً في عموم العراق مع جفاف كُلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول دجلة إلى مجرد مجرى مائي صغير محدود الموارد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here