تريد شركة غوغل دخول معترك الذكاء الاصطناعي عبر إطلاق نسخة تجريبية من خدمة البحث “إس.جي.إي” أو “تجربة البحث التوليدي. ويجمع محرك البحث المعلومات اللازمة للإجابة كما يمكن أن يطرح أسئلة للمزبد من الدقة.
يؤكد خبراء أنهم لا يرون أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدا واضحا ومحددا للبشرية
أعلنت شركة التكنولوجيا وخدمات الإنترنت الأمريكية غوغل اعتزامها إطلاق نسخة تجريبية من خدمة البحث “إس.جي.إي” أو “تجربة البحث التوليدي” (سيرش جنريتيف إكسبيرينس) والتي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم نتائج البحث مباشرة إلى المستخدم.
وعلى عكس محرك بحث غوغل التقليدي، الذي يعرض في نتائج البحث كقائمة روابط زرقاء، فإن خدمة إس.جي.إي تستخدم الذكاء الاصطناعي للإجابة عن أسئلة المستخدم . وبعد إدخال السؤال على محرك غوغل، سيظهر صندوق مربع أخضر أو أزرق يتسع مع إجابة جديدة تم توليدها باستخدام نموذج اللغة الموسع لغوغل، كما هو الحال في منصة محادثة الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي التي تقدمها شركة أوبن أيه.آي المملوكة لإمبراطورية البرمجيات الأمريكية مايكروسوفت.
ويجمع محرك البحث المعلومات اللازمة للإجابة عن سؤال المستخدم من صفحات الإنترنت وروابط المصادر المختلفة. كما يمكن أن يطرح أسئلة تالية عبر خدمة إس.جي.إي لكي يتمكن من تقديم إجابات أكثر دقة.
يذكر أن خدمة إس.جي.إي ليست متاحة في اللحظة الحالية لعموم المستخدمين وتحتاج إلى إنشاء حساب على خدمة “سيرش لابس” من غوغل حتى يمكن استخدامها. وخدمة “سيرش لابس” متاحة حاليا لعدد محدود من الأشخاص في الولايات المتحدة وباللغة الإنجليزية فقط، رغم أنه يمكن للراغبين إضافة أسمائهم على قوائم انتظار للاستفادة من الخدمة.
وردا على سؤال عن “أفضل دراجة مناسبة لأسرة تضم 3 أطفال ولديها كلب”، مع تحديد أماكن وقوف الدراجات في المنطقة الموجود فيها المستخدم، قدمت بارد إجابة تحتوي على المعلومات الأساسية وروابط لمزيد من المعلومات، بالإضافة إلى أسئلة مرتبطة عن أشياء مثل الوقت اللازم للوصول إلى مكان وقوف دراجات محدد.
الألماني هورست أوباشوفسكي كبير علماء المستقبليات في أوروبا
عالم مستقبليات كبير يستبعد حلول تكنولوجيات الذكاء محل البشر
في ذات السياق وفي ظل التحذيرات المتزايدة من التوسع في استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، قال الألماني هورست أوباشوفسكي كبير علماء المستقبليات في أوروبا إنه لا يرى أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدا واضحا ومحددا للبشرية، حتى إن كانت مثل هذه التكنولوجيا تنطوي على مخاطر.
وأضاف أوباشوفسكي في مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية “كيه.إن.إيه” إن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر أبدا، لكنه في أفضل الأحوال يمكن أن يكون قادرا على أن يقلدهم بدرجة بسيطة للغاية.
يأتي ذلك في حين قالت تحذيرات عديدة في الفترة الأخيرة إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤدي إلى إلغاء عدد كبير من الوظائف التي يقوم بها البشر، بل ويمكن أن “تفوق ذكاء البشر”، بحسب جيوفري هينتون الأب الروحي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والذي ترك عمله في أبحاث هذه التكنولوجيا في شركة خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الأمريكية غوغل في أوائل أيار/مايو الحالي.
وقال هينتون إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى فقدان أعداد كبيرة من الوظائف التي سيمكن تأديتها بالذكاء الاصطناعي بدلا من البشر.
وجاء إعلان هينتون عن مخاوفه بعد توقيع رؤساء شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، خطابا يدعو إلى وقف تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمدة 6 أشهر، خوفا من “تطوير عقول اصطناعية يمكن أن تصبح أذكى وأكثر عددا لكي تحل محلنا وتتفوق علينا… وبعد ذلك نواجه خطر فقدان السيطرة على الحضارة الإنسانية”.
ورغم ذلك يتفق أوباشوفسكي مع التنبؤ السائد بأن الذكاء الاصطناعي “سيغير الكثير من الأشياء في المجتمع للأفضل أو للأسوأ… لذلك علينا إيجاد إجابات على الأسئلة عما إذا كانت هذه التغييرات جيدة أخلاقيا، أو عادلة اجتماعيا أو ستجعل الحياة أفضل وأكثر جدارة بأن تعاش”.
ع.أ.ج/ م س (د ب أ)
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط