في مواجهة داء الكَلب… اللقاح ضروري في يوم التعرض لعضة

31-05-2023

صورة تعبيرية
من يربي حيواناً أليفاً يدرك ما لذلك من فوائد، خصوصاً من الناحية النفسية، خصوصاً في ما يزيد التعلّق به ومعها تزيد صعوبة التخلي عنه في أي وقت من الأوقات. لكن اتخاذ قرار تربية حيوان أليف، وتحديداً كلب أو قط، يستدعي حتماً مراعاة أصول معينة والتقيد بما يفرضه ذلك من التزامات للعناية به، وعلى رأسها تلقيه اللقاح السنوي، وهي خطوة يهملها كثيرون، خصوصاً في لبنان في ظل الأزمة. هذا، إضافة إلى زيادة معدلات الكلاب الشاردة في الشوارع بعد تخلي أصحابها عنها بسبب الوضع المعيشي الصعب وعدم القدرة على تحمل النفقات المترتبة عن العناية بها. بذلك يزيد الخطر على حياة كل من يمكن ن يتعرض لعضة الكلب سواء كان مقيماً معه في المنزل أو في الشارع، فالخطر هو نفسه وفق ما توضحه رئيسة قسم طب العائلة في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الدكتورة ريمي ضو التي تشدد على أهمية الالتزام بإعطاء اللقاح للحيوان الأليف في المنزل وأيضاً بحصول كل من يتعرض لعضة كلب للقاح داء الكلب سريعاً لأن أي تأخير يمكن أن يؤدي إلى الوفاة بما أن العلاج غير ممكن.

ما هو داء الكَلَب؟

ينتج داء الكَلَب عن فيروس يمكن الإصابة به جراء التعرض لعضة كلب أو ذئب أو وطواط. لكن في نسبة 96 في المئة من الحالات، تنتج الإصابة لدى الإنسان عن التعرض لعضة كلب. توضح ضو أن العلاج لهذا الفيروس غير متوافر حتى الآن وفي حال الإصابة بخدش أو عضة أو حصل تواصل بين لعاب الحيوان وجرح مفتوح للإنسان يمكن الإصابة بالفيروس.

كيف يتطور الفيروس في جسم الإنسان؟

عندما يدخل الفيروس إلى جسم الإنسان ينتقل إلى الجهاز العصبي بشكل تدريجي بمعدل سنتمتر أو 2 في اليوم عبر العمود الفقري وصولاً إلى الدماغ. قد تتطور الحالة وتؤدي إلى الوفاة خلال أيام وأشهر أو سنة، بحسب الحالة الصحية للشخص وبحسب ما إذا كانت العضة في موضع أقرب إلى دماغ، فعندها تتطور الأمور بشكل سريع ولا يمكن خلالها التدخل أو فعل شيء لإيقاف تطور الفيروس أو العودة إلى الوراء.

كيف يمكن توفير الحماية من الفيروس؟

تشدد ضو على أهمية تلقي اللقاح بشكل طارئ في اليوم ذاته الذي يتم فيه التعرض للعضة. وذلك سواء كان الكلب من الكلاب الشاردة في الشوارع أو إذا كان في المنزل ولم يتلق اللقاح السنوي، وإلا فيؤدي الفيروس إلى الوفاة مع مرور الوقت. فأي تأخير يشكل خطراً يهدد الحياة. لذلك تعتبر الوقاية بشكل طارئ ضرورية. علماً أن اللقاح كان غير متوافر في لبنان طوال الفترة الماضية في ظل الأزمة، وقد أصبح موجوداً حالياً في مستشفى أوتيل ديو.

وعلى الرغم من أنه يمكن تلقي اللقاح في وقت لاحق علّ ذلك يساعد على تجنب الخطر، توضح ضو أن ذلك قد لا يكون مفيداً عندها في حال عدم الحصول عليه في اليوم نفسه الذي يتعرض فيه الشخص للعضة.

ما هي الأعراض التي يمكن أن تظهر في حال الإصابة بفيروس داء الكَلَب؟

– الوجع والحريق في موضع العضّة

– تزايد في إفرازات اللعاب

– التخوف من الماء

– الانزعاج من الأصوات القوية والضجة

– ارتفاع الحرارة

– الوجع في الجسم

– الشلل في الجهاز العصبي وصولاً إلى الوفاة خلال أيام إلى سنة.

هل يعطى اللقاح بعد التعرض لعضة حصراً؟

هناك طريقتان للوقاية من المرض. فإما أن تكون الوقاية مسبقة لمن يعتبرون عرضة لعضة كلب أو قط كالأطباء البيطريين أو الأشخاص الذين يعيشون في لبنان يمكن أن يتعرضوا فيها للفيروس، كما في لبنان حيث ترتفع أعداد الكلاب الشاردة، أصبح الناس يتخلون عن كلابهم وقططهم في الشوارع، أو أنهم لا يلتزمون بإجراء اللقاح السنوي لها في ظل الأزمة.

أما في حال التعرض للعضة، يجب تلقي اللقاح في اليوم نفسه قبل أن ينتقل الفيروس إلى الجهاز العصبي. علماً أن البروتوكول يقضي بتلقي 4 جرعات من اللقاحات في اليوم ذاته ثم في اليوم الثالث والسابع واليوم الـ14. هذا إضافة إلى الحصول على الغلوبولين المناعي خلال 7 أيام حيث تعطى حقنة في الجرح بشكل طارئ حتى لا يدخل الفيروس إلى الجهاز العصبي.

هل تكفي مراقبة الكلب من دون تلقي اللقاح؟

في حال الأكتفاء بمراقبة الكلب للتأكد ما إذا كانت هناك مشكلة، يمكن أن يكون الأوان قد فات، بحسب ضو. فللوقت أهمية كبرى في هذه الحالة وثمة مخاطرة في ذلك. فيبدو من الأهم تلقي الجرعات الأولى من اللقاح في الأوقات المناسبة، أما في حال التأكد من أن الكلب كان قد تلقى اللقاح السنوي، فيمكن الحد من البروتوكول كعدم الحصول على الجرعة الرابعة أو الغلوبولين المناعي. مع ضرورة التشديد على أن الوضع لا يختلف بحسب ما إذا كان الكلب في المنزل ولم يتلقَ اللقاح وما إذا كان من الكلاب الشاردة.

أما اللقاح، فيمكن أن تحصل عليه الحامل أيضاً فهو آمن لها لحمايتها وحماية طفلها. وفي حال تلقيه والتعرض لعضة بعد فترة يمكن الحد من عدد الجرعات والامتناع عن الحصول على الغلوبولين المناعي.
المصدر: النهار العربي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here