“وساطة عُمانيّة” وزيارة سرّية… الكشف عن تواصل أميركي – إيراني بشأن النووي


لما إيران والولايات المتحدة
في الفترة الأخيرة، توالى أكثر من مسؤول إيراني كبير، وفي مقدمتهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، على التصريح عن وجود تواصل غير مباشر بين واشنطن وطهران حول إحياء مفاوضات الاتفاق النووي. قابل ذلك تشدد أميركي في نفي هذا الأمر.
ورداً على تصريحات عبداللهيان حول تبادل رسائل غير مباشرة خلال الأسابيع القليلة الماضية وتأييد حصول “تقدم جيد” في المفاوضات، فضلاً عن وجود مساعٍ دولية للتوصل إلى “صيغة أولية لنص اتفاق نووي”، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الجمعة: “لن نرد على التسريبات المزعومة للمحادثات الدبلوماسية أو الشائعات حول المحادثات الدبلوماسية”.

وأضاف أنّ “كثيراً منها كان خاطئاً في الماضي ولا يزال كاذباً” بحسب ما نقل موقع وزارة الخارجية الأميركية.

لكن ميلر أوضح أنّ بلاده تحتفظ بالقدرة على التواصل مع إيران وتوصيل الرسائل إليها “عندما يكون ذلك في مصلحة الولايات المتحدة”.

وقال المتحدث الأميركي، في ما بدا أنّه تخفيف للهجة التصادمية التي سرت منذ تعثر المفاوضات بين إيران والغرب في آب (أغسطس) الماضي، إنّ “الدبلوماسية هي أفضل طريقة للتأكد بشكل دائم وقابل للتحقق من أنّ إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً”.
زيارة سرّية إلى مسقط

وفي جديد هذا الملف، كشف مسؤولون أميركيون وأوروبيون وإسرائيليون أنّ واشنطن تتواصل مع إيران بشأن البرنامج النووي عبر سلطنة عُمان، بحسب ما نقل عنهم موقع “واللاه نيوز” العبري.

وأوضح المسؤولون الخمسة الذين تحدث معهم الموقع أنّ بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن للشرق الأوسط، سافر إلى عُمان في الثامن من أيار (مايو) الجاري في زيارة غير معلنة لإجراء محادثات حول “تواصل دبلوماسي محتمل” مع إيران بخصوص برنامجها النووي.

وأفاد الموقع بأنّ البيت الأبيض والحكومة العمانية أبقيا رحلة المسؤول الأميركي إلى مسقط بعيدة عن الأضواء، وهي أتت بعد انضمام ماكغورك إلى زيارة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى السعودية، وبعد سفره إلى إسرائيل لاطلاع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على نتائج زيارة الرياض.

“وساطة عُمانية”

وأكد مسؤول إسرائيلي كبير لـ”واللاه” أنّ “العُمانيين يجرون محادثات وثيقة بين البلدين”.

وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أنّ “البيت الأبيض يستكشف من خلال الحكومة العمانية مدى انفتاح الإيرانيين على اتخاذ خطوات لفرض بعض القيود على برنامجهم النووي وتهدئة الوضع الإقليمي، وما يريدونه في المقابل”.

ولفت الموقع العبري إلى أنّ إدارة بايدن “قلقة للغاية” من التقدم في البرنامج النووي الإيراني، و”خطر تصعيد عسكري” في الشرق الأوسط، لذا فإنّها تناقش منذ فترة “إمكانية محاولة الترويج لاتفاق موقت مع إيران” من شأنه أن يشمل تخفيف العقوبات مقابل تجميد أجزاء من برنامج طهران النووي.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أنّ حكومة نتنياهو “قلقة” من مساعي واشنطن المحتملة لإبرام مثل هذا الاتفاق.

يُذكر أنه منذ آب (أغسطس) الماضي، تعثرت المحادثات التي أطلقت من أجل إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 للحد من النشاطات النووية الإيرانية، مقابل رفع العقوبات الدولية.

وأتى هذا التعثر بعد أن رفضت طهران مقترحا أو مسودة شبه نهائية من أجل العودة للاتفاق قدمها الوسيط الأوروبي، وسط تزايد التوترات بين إيران والولايات المتحدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here