June 2, 2023
عرض جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض تفاصيل الاستراتيجية الأميركية بشأن الأسلحة النووية الجمعة بقوله «نحن ندخل حقبة جديدة تتطلب استراتيجيات جديدة»، مع تأكيد الرغبة في الحوار مع روسيا والصين.
وقال مستشار جو بايدن إن الولايات المتحدة مستعدة للالتزام بالقيود المفروضة على عدد الرؤوس الحربية النووية التي نصت عليها اتفاقية نيو ستارت (ستارت الجديدة) للحد من انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها مع موسكو «طالما أن روسيا تفعل الشيء نفسه».
علقت روسيا مشاركتها في هذه المعاهدة وهي آخر اتفاقية ثنائية من نوعها تربط بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة وينتهي العمل بها في عام 2026، لكن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لأن تبحث مع روسيا ما سيحدث بعد ذلك التاريخ.
وقال جايك سوليفان إن أي مناقشة بشأن التزامات عدم الانتشار النووي بعد انتهاء صلاحية معاهدة نيو ستارت يجب أن تأخذ في الاعتبار تطوير ترسانة الصين.
وأكد أنه على الرغم من التوتر الشديد بين القوتين العظميين، فإن الإدارة الأميركية مستعدة لمناقشة الحد من الانتشار النووي «بدون شروط مسبقة» مع الصين، مشيرا مع ذلك إلى أن بكين «لم تظهر إرادة» للقيام بذلك حتى الآن.
وكرر شعار إدارة بايدن بشأن العلاقات مع الصين وهو أنه لا ينبغي أن يتصاعد «التنافس» ليتحول إلى «نزاع».
فيما زار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) وليام بيرنز بكين في ايار/مايو حيث التقى نظراءه في أول زيارة لمسؤول اميركي بهذا المستوى الى الصين منذ اسقطت واشنطن في شباط/فبراير منطادا صينيا، وفق ما اعلن مسؤول الجمعة.
وقال المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته إن بيرنز «شدد (خلال الزيارة) على اهمية إبقاء قنوات التواصل مفتوحة على صعيد الاستخبارات».
وخلال زيارة أجراها مؤخرا إلى اليابان، توقّع الرئيس الأميركي جو بايدن «تحسّنا قريبا جدا» في العلاقات بين واشنطن وبكين.
وفي مؤشر إضافي يدل على أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الجمعة حديثا مقتضبا مع نظيره الصيني لي شانغفو خلال مؤتمر أمني في سنغافورة.
يقدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri) أن الصين تمتلك ترسانة تضم 350 رأسًا نووية – فيما تمتلك روسيا 4477 رأسًا والولايات المتحدة 3708.
لكن واشنطن تتوقع ان تمتلك بكين 1500 رأس نووية بحلول عام 2035.
أكد جايك سوليفان أن الصين لم تُبدِ حتى الآن رغبة في التواصل مع الولايات المتحدة بشأن «حجم» ترسانتها النووية أو سياستها في هذا الشأن. ولكنه قال إن واشنطن لا تنوي مع ذلك الشروع في سباق تسلح.
وقال إن الولايات المتحدة تعمل على «تحديث» ترسانتها النووية، لكنها «لا تحتاج إلى زيادتها»، وهدفها ليس تجاوز عدد الرؤوس الحربية التي يمتلكها منافسوها.
في ما يتعلق بالردع النووي، قال جايك سوليفان إن استراتيجية واشنطن ليست امتلاك «أكثر بل أفضل».
كما دعا إلى تعميق الحوار متعدد الأطراف بين القوى النووية الخمس وهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا.
وقال على سبيل المثال إنه سيكون من المنطقي اعتماد نظام للتحذير المتبادل داخل هذه المجموعة بشأن إطلاق الصواريخ.
وقال «إنها خطوة صغيرة من شأنها أن تقلل من مخاطر سوء التفسير في أوقات الأزمات».
وناقش جايك سوليفان كذلك التهديدات التي تمثلها كوريا الشمالية والبرنامج النووي الإيراني. في كانون الثاني/يناير 2022، وفي إجماع نادر، وقعت الدول الخمس دائمة العضوية بيانًا مشتركًا يعلن أنه «لا يمكن الانتصار في حرب نووية»، وهو ما دأبت موسكو وواشنطن على تأكيده خلال الحرب الباردة. بعد فترة وجيزة، غزت روسيا أوكرانيا وأثارت لاحقًا إمكان استخدام الأسلحة النووية في هذا النزاع.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط