الخارجية: ننسق مع الجانب السوري لمواجهة تجارة المخدرات

اتفقت الحكومتان العراقية والسورية على عدد من القضايا المشتركة، أبرزها محاربة الاتجار بالمخدرات.

وبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زيارة إلى بغداد التقى خلالها عدداً من المسؤولين في مقدمتهم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوادني.

وقال وزير الخارجية فؤاد حسين خلال مؤتمر صحفي عقده مع المقداد، إن “الموقف العراقي من الوضع السوري كان موقفاً واضحاً دوماً”.

وأضاف حسين: “نسعى ونتحدث عن مواقفنا الثابتة سواء في الجامعة العربية أو في الاجتماعات الأخرى في أوروبا وواشنطن ونيويورك، من منطلق مبدأي عن معاناة الشعب السوري واللاجئين والنازحين السوريين، ومن منطلق مبدأي له علاقة بالوضع العراقي أي الأمني مع سوريا، لأنه يؤثر مباشرة على الوضع الأمني في العراق والعكس صحيح”.

وأشار، إلى أن “موقف الحكومة العراقية والحكومات المتعاقبة منذ 2005 لحد الان هو دعم الشعب السوري والعمل لمساعدته، لاسيما كنا من المبادرين في اجتماعات الجامعة العربية، وسعداء بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، كما كانت لدينا اجتماعات في عمّان توصلنا خلالها إلى إعلان عمان وستكون لنا خطة للعمل المستقبلي في هذا الفريق، وستكون لدينا مباحثات مستمرة مع وزير الخارجية السوري، لبحث كيفية التعامل مع الوضع الإنساني في سوريا”.

ولفت حسين، إلى أن “الوضع الانساني في سوريا صعب جداً، ويحتاج إلى تحرك على المستوى الإقليمي والدولي، كما أن قضية اللاجئين السوريين جزء من هذه المشكلة، وخاصة المتواجدين في الدول المحيطة”، مضيفاً: “من المعلوم أنه في العراق استقبلنا حوالي 250 ألف لاجئ وأكثرهم في المخيمات في إقليم كردستان”.

وأوضح أن “التحرك في المرحلة القادمة سيكون حول كيفية إيصال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري”.

حول المباحثات التي جرت اليوم مع وزير الخارجية السوري، أشار فؤاد حسين إلى مناقشة “كيفية العمل المشترك بين العراق وسوريا، وتجارة المخدرات، فمن المعلوم أن العراق ممر لهذه الحركة، ولكن مع الأسف بدأ المجتمع العراقي باستهلاك المخدرات، لذلك من المهم العمل مع الدول المحيطة للعراق لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمعين العراقي والسوري”.

وأضاف: “تطرقنا إلى بعض القضايا التي تتعلق بسوريا في أوروبا والعراق سيشارك في مؤتمر بروكسل، حيث سنطرح فيه وجهة نظر الوزراء التي تمت الموافقة عليها من قبل الجامعة العربية، كما سنلقي النظر على الوضع المزري الصعب”.

من جانبه، قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، “أشعر بالاعتزاز بزيارة بغداد عمق التاريخ، ورمز الحضارة، فعندما نزور بغداد فهذا يعني أننا في فجر التاريخ، وهذا يعطينا الإلهام لنبذل كل الجهود لنستمر بتعزيز أواصر العمل”.

وأضاف المقداد أن “ذلك كان أقرب إلى المستحيل لكن عندما تتوحد إرادات شعبينا في سوريا والعراق، ويكون هناك تواصل بين قيادات البلدين نضع حداً للمستحيل”.

ونوه إلى أن “العراق هرع بكل أبنائه، لكي يؤدوا ما شعروا أنه يجب أن يؤدوه في نصفه الآخر في سوريا. شكرا لكم أيها العراقيين على كل ما قدمتموه لأهلكم في سوريا”.

ووصف المقداد المباحثات مع وزير الخارجية العراقي بـ”الممتازة، حيث ناقشنا العلاقات الثنائية، ووجدناها تتقدم في مختلف المجالات ويجب أن يكون السعي مستمراً لتحقيق المزيد من التنسيق السياسي والاقتصادي”.

وأكد، أن “سوريا والعراق تقفان موقفاً مشتركاً فيما يتعلق بالتحديات التي نواجهها، لأننا نؤمن بالتنسيق السياسي وسنعزز هذه الآليات، وسنلتقي قريباً في اجتماع هيئة المتابعة العربية في القاهرة”.

وشدد المقداد، على “ضرورة أن يكون هناك خط عربي في إطار دعم إعادة تطبيع الاوضاع في سوريا وإنهاء الاختلالات التي نواجهها وخاصة من خلال الوجود الإرهابي في الشمال الغربي من سوريا أي في ادلب كداعش وجبهة النصرة والتنظيمات الارهابية الاخرى، وفي الجانب الشمالي الشرقي لإنهاء الاحتلال الخارجي الأميركي لبعض الأراضي السورية”.

وأردف المقداد، “نريد حلاً لهذه المشاكل يفضي لاحترام وتعزيز سيادة البلدين الشقيقين سوريا والعراق، هذه السيادة التي يجب أن نحرص عليها لأن ما يؤذي سوريا يؤذي العراق والعكس”.

وأضاف: “إذا كنا قادرين على حماية مصالح بلدينا فالأمور ستنساب بين البلدين بالطريقة المرجوة”، مثمناً دور العراق في متابعة الوضع السوري “على الأصعدة الإقليمية والدولية للتأكيد على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”.

ومضى المقداد، إلى “ضرورة العمل سوية لمحاربة الارهاب، وتصفيته والقضاء على خطر المخدرات من خلال التعامل فيما بيننا وبين الآخرين، وكذلك إنهاء العقوبات الاقتصادية التي تتعرض لها سوريا لأنها لا معنى لها إلا تجويع الشعوب وهي عقوبات لا أخلاقية، ويجب أن نمضي سوية لإقناع الآخرين بأن هذا الاسلوب ليس هو الذي يحكم العلاقات بين الدول فالشعوب هي التي تعاني”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here