المدارس النائية في ميسان تشكو نقصاً كبيراً في الملاكات الوظيفية

المدارس الريفية النائية في ميسان تعاني من نقص في ملاكاتها التربوية، اسوة بمدارس المحافظة الاخرى ولكن بنسبة أكبر، وقد بينت مديرية تربية المحافظة احتياجها الفعلي للكوادر التربوية الى 16000 درجة وظيفية لمعالجة النقص، الا انه وفي الوقت ذاته يحمل معلمي تلك المدارس عبئا كبيرا في سد ذلك النقص ويقطعون المسافات مشياً متحملين سوء الاحوال الجوية خلال فصل الشتاء، فضلاً عن مخاطر الطريق وعدم مراعاة ذلك من قبل الجهات المسؤولة.

وقضى المعلم حيدر هاشم الذي يعمل معلما في احدى المدارس الابتدائية النائية في ميسان، طورا في رحلاته اليومية الى مدرسته البعيدة بشكل متواصل، لإقامة دروس التقوية لتلاميذه بمعية مجموعة من زملائه المعلمين، خلال ايام الامتحانات النهائية للمرحلة المنتهية.

يقول هاشم لـ(المدى) “عمدنا الى خلق بيئة تعليمية مناسبة، وتوفير الماء والعصائر والحلوى للتلاميذ وعلى حسابنا الخاص، من اجل تشجيعهم على الحضور والمواظبة على دروس التقوية التي اتممناها على أكمل وجه، وبانتظار حصد النتائج”، مشيراً الى ان “اغلب اولياء امور التلاميذ لا يجيدون القراءة والكتابة، او يكونون منشغلين في تدبير لقمة العيش لعوائلهم، مما يجعل التلاميذ في فجوة انقطاع ويعرضهم للنسيان لذا عمدت ومجموعة من زملائي للحضور الى المدرسة التي تبعد اكثر من 100 كم ذهابا وايابا، من اجل اقامة دروس تقوية ومراجعة المنهج الدراسي استعدادا للامتحانات”.

من جهته، قال مدير احدى المدارس الابتدائية النائية في ميسان حسين علي لـ(المدى) انه “وبرغم من هجرة العديد من العوائل لمناطق سكناهم في الاهوار خصوصا التي طالها الجفاف، وتوجههم نحو المدن الا ان نسبا كبيرة من الاهالي ما زالت متمسكة بمناطق سكناهم.

وعلى الرغم من هجرة بعض تلك العوائل نحو مناطق اخرى ما زالت تعج المدارس النائية بالتلاميذ، ويسعى حيدر ورفاقه من الكوادر التعليمية لاتمام مهمتهم التربوية على أكمل وجه.

ابراهيم جلوب أحد ابناء اهوار السناف في ميسان يقول في حديثه لـ(المدى) “هاجرت بعض العوائل نحو مراكز المدن في الاقضية والنواحي، ولكن النسبة الاكبر ما زالت باقية في محل سكناهم خصوصا اصحاب المواشي، كونهم لا يستطيعون الانتقال الى اماكن أخرى”.

الى ذلك اشادت مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التربوية في محافظة ميسان بجهود معلمي المدارس الابتدائية النائية التي تقع في مناطق الاهوار، خلال امتحانات البكالوريا للصف السادس الابتدائي بسبب تواصل معلمي تلك المدارس مع تلاميذهم ايام الامتحانات بشكل يومي، من اجل اقامة دروس التقوية رغم بعد المسافة وارتفاع درجات الحرارة.

حيث اوضح الاعلام التربوي في مديرية تربية ميسان، وعبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تثمين مديرها العام لجهود معلمي احدى مدارس المحافظة النائية، في بيان اطلعت عليه (المدى) ورد فيه “للنجاحات أناس يقدرون معناها وللتفاني رجالات جسدوا أروع الصور المشرقة للمعلم العراقي، ونحن اليوم نقف أمام نموذج مثالي من مدرسة الزرقاء الابتدائية الذين ثمن جهودهم المضنية مدير عام تربية ميسان رياض مجبل، في شرح وتبسيط المادة للتلاميذ أيام العطل والامتحانات بشكل يومي، متمنياً لهم الموفقية ومزيدا من العطاء خدمة للمسيرة التربوية”.

امتحانات البكالوريا للمرحلة الابتدائية في ميسان شهدت مشاركة “أكثر من 30000 تلميذ وتلميذة، وزعوا على 300 قاعة امتحانية بواقع 159 مركزا امتحانيا في مركز المحافظة، و141 في الاقضية والنواحي”. بحسب بيان مديرية تربية المحافظة. وقال مدير تربية ميسان رياض مجبل في تصريح سابق نقلته وكالة الانباء العراقية، إن “المديرية رفعت كتاباً الى الحكومة المركزية، تضمن 46 كشفاً لبناء مدارس جديدة ضمن الخطط المركزية للوزارة، وكذلك ادخال واشغال لأبنية مدرسية عديدة تم استلامها من الحكومة المحلية بعد أن نفذت وفق تخصيصات تنمية الأقاليم، لافتاً الى أن “المحافظة بحاجة مستمرة لتشييد المدارس لأكثر من 450 بناية مدرسية”. وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد كشفت في وقت سابق، عن استمرار العمل لبناء 52 بناية مدرسية في ميسان ضمن الاتفاقية الاطارية الصينية العراقية (القرض الصيني)، وأن هناك وجبة أخرى تمثل المرحلة الثانية من الاتفاقية.

ويعد ملف الأبنية المدرسية واحدا من المشكلات المعقدة في العراق، حيث تسعى الحكومة إلى معالجته من خلال تشييد عدد كبير عبر مجالات مختلفة، لكن تلك الجهود يعرقلها تأخر إقرار الموازنة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here