شنكال (سنجار) توأم للشهادة

حسن شنكالي

على مر العصور التأريخية التي تناوبت على احتلال مدينة شنكال (سنجار) منذ آلاف السنين تعرضت من خلالها لموجات من الإبادة والغزوات والكوارث الإنسانية التي لم تشهدها كسابقة في تاريخ البشرية المعاصر حيث باتت الشجاعة والمواقف البطولية التي سطرها أهلنا الشنكاليين (السنجاريين) عنوانا” لوصف رجالاتها وصناديدها الذين ذادوا عن شرفها وكرامتها وبذلوا الغالي والنفيس وكانوا مشاريع استشهاد من أجل عزتها ورفعتها منذ العهد السومري والاكدي والآشوري والروماني والفارسي والعهد الراشدي والاموي والعباسي والعثماني وختامها بالهجمة البربرية من قبل أعتى منظمة إرهابية لتفريغها من أهلها وناسها لغاية في نفس يعقوب قضاها لكنها وقفت بوجه كل المؤامرات العاتية التي نسجت خيوطها من خارج الحدود بصمود جبلها الشامخ لتتحول إلى مدينة اشباح في سويعات وتم نحر المئات من شبابها واطفالها وشيوخها واغتصاب وسبي نسائها وبناتها بلا ذنب اقترفوه عدا تكفيرهم لاختلاف في العقائد وبعد سنوات عجاف من الإبادة والفاجعة الكبرى تستفيق شنكال (سنجار) بين حين وآخرعلى استكشاف مقبرة جماعية جديدة ليصل مجموع المقابر فيها الى ٩٢ مقبرة وكوكبة من الشهداء المغدورين لتكشف عن بشاعة الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين العزل بدم بارد والتي تقشعر لها الأبدان حيث يسجل التاريخ مواقفهم المخزية لتبقى وصمة عار في جبين الإرهابيين المجرمين من خوارج العصر .
فللشهداء منا سلام طاطأت الحروف رؤوسها خجلة وتنحني قامات أهلها الطيبين إجلالا” لأرواحهم وتغيب الشمس استحياء”من تلك الشموس وهم شموع إحترقت لتضيء الطريق للآجيال القادمة وجعلوا من عظامهم جسورا” ليعبروا عليها نحو الحرية فهم رموز للإيثار والتضحية فتعطر ثرى شنكال (سنجار) بدمائهم الزكية ليسموا في العلالي كقناديل تتلألأ في سماء الشجاعة والفداء ويتم تشييعهم في زفاف ملكي كأعراس للشهداء وبترانيم العزاء والاحزان وحينها تختلط الدموع بالزغاريد التي تحكي فيما بعد حكاية الشهادة التي لا تفارق توأمها شنكال (سنجار) منذ أن تعارفا عبر التأريخ .
فإلى جنة الخلد زفوا أرواح الشهداء وحيوهم بأحلى نشيد فهم شهداءالعقيدة والوطن .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here