ذي قار/ حسين العامل
وصف مسؤولون في ذي قار الواقع الصحي في قضاء سوق الشيوخ (29 كم جنوب الناصرية) بالمنهار، لافتين إلى افتقار مستشفاه لكل مقومات الخدمات الصحية والتمريضية، داعين رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني الى التدخل العاجل.
وقال مدير مستشفى سوق الشيوخ محمد حسين في رسالة مفتوحة يناشد فيها السوداني، “اليوم قامت الدنيا ولم تقعد من قبل اهالي سوق الشيوخ بسبب واقع المستشفى المنهار في هذا القضاء الكبير”.
وأضاف حسين، أن “معظم ان لم يكن كل ما يشكو منه مواطنو القضاء من سوء الخدمة الصحية في المستشفى صحيح بل وأسوأ في بعض الجوانب”.
وأشار، إلى “إكمالي اليوم ثلاثة اسابيع كمدير لهذا المستشفى طرقت فيها عدة ابواب من المسؤولين ولم احصل على حلول سريعة لإنعاش المستشفى كون الحلول التقليدية لن تفيد في هذا الواقع المنهار”.
وأكد حسين، أن “المستشفى لا يملك الاموال الضرورية لديمومة تقديم الخدمات بصورة صحيحة، ولا يمكنه تقديم خدماته بصورة صحيحة ومهنية لحين اقرار الموازنة ويحتاج معونة مالية عاجلة”.
وتحدث، عن زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى مستشفى الكاظمية، مؤكداً ان “واقع مستشفى الكاظمية أفضل بعشرين مرة من واقع مستشفى سوق الشيوخ”.
ومضى حسين، إلى أن “اتخاذ اجراءات استثنائية لإعمار مستشفى الكاظمية، ونحن نطلب ان تجرى علينا هذه الاستثناءات لأننا بحاجة ماسة جدا لها”.
وكانت زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، المفاجئة إلى مستشفى الكاظمية التعليمي في (13 تشرين الثاني 2023) قد أثارت صدمته من سوء الخدمات وأبدى امتعاضه من اداء ملاكاتها، واوعز بتأهيله على وجه السرعة.
ويعود حسين ليقول، “من واجبي كوني موظفا في السلطة التنفيذية ان ابين الخطوات التي اتخذتها كمدير لهذا المستشفى خلال الثلاثة اسابيع منذ تكليفي بالمنصب ولغاية اليوم”.
وأضاف، “في اليوم الأول وقبل دخولي لغرفة الادارة اجتمعت بسواق الاسعاف واوعزت لهم بإكمال تصليح جميع سيارات الاسعاف في الحال ومن مالي الخاص واجتمعت بمسؤول الطوارئ وأبلغني بعدم توفر اجهزة ضغط وسماعات ورؤوس اوكسجين صالحة للعمل في الطوارئ”.
وأكد حسين، “الاتصال بأحد اصحاب المكاتب وطلبت منه ارسال 25 جهاز ضغط و25 سماعة طبية حالا على ان تجري تسوية حساباته لاحقاً”.
ونوه، إلى أن “جهاز الاشعة عاطل وفيه مجلس تحقيقي واردنا رفعه وجلب جهاز اخر من احدى المؤسسات الصحية ولكن تم منعنا من تحريك الجهاز بناءً على شروط الشركة المجهزة للجهاز”.
وأكد حسين، “عدم الاستطاعة لجلب الجهاز الاخر لعدم توفر مكان خاص له، ولا نستطيع بناء غرفة خاصة بسبب تعليمات الموازنة، وبقينا ندور حول أنفسنا”.
وذكر، أن “جهاز المفراس عاطل منذ أكثر من شهر بسبب شروط وكلاء الشركة المجهزة الارتجالية وغير الصحيحة اداريا والتي جاريناها للغاية بسبب انهم شركة بوكالة حصرية وفي النهاية امتنعوا عن تصليح الجهاز”.
وأورد حسين، أن “فحص المتزوجين معطل حاليا بسبب مشاكل مع المتعهد الأهلي والوزارة”.
وأكد محاولة “شراء المواد على نفقتنا الخاصة واصطدمنا بالإجراءات القانونية التي لم نستطع ان نتجاوزها”.
وتابع حسين، أن “أسرّة الولادة ممزقة ومكسرة واتصلت بأحد المكاتب وطلبت منه اسرّة ولادة ولم يكن متوفرا لديه الا سرير واحد وطلبته منه على الفور وتم تجهيزه للصالة وابلغته بتجهيز خمسة اسرة أخرى”.
وانتهى حسين، إلى أن “كل محاولاتنا لمعالجة الامر لا تعني شيئا لمستشفى يخدم ثاني او ثالث أكبر قضاء في العراق وان الامر يحتاج تدخلا مباشرا من رئيس مجلس الوزراء”.
ومن جانبه قال النائب حسين البطاط عقب زيارته مستشفى سوق الشيوخ، “على الرغم من الجهود الكبيرة للكوادر الطبية والصحية الا ان هناك مشاكل حقيقية يعاني منها المستشفى”.
وتابع البطاط، أن “المشاكل معروفة ولابد من وضع حلول جذرية لها لان الامر يتعلق بحياة المواطنين”.
وأشار، إلى “قطع شوط في الحصول على الموافقات الرسمية لإنشاء مستشفى جديد في القضاء، وهناك موافقات رسمية وهو متابع لسير الاجراءات في الوزارات المعنية”.
وأكد البطاط، استماعه لـ”شرح من ادارة ومنتسبي المستشفى لأهم المشاكل والمعوقات التي تحول دون تقديم الخدمات بصورة متكاملة للمراجعين”.
وأفاد، بإيصال “طلبات مدير المستشفى الى رئيس الوزراء ووزير الصحة وستكون لنا متابعة في بغداد لطلبات المستشفى لحل تلك المشاكل وتقديم الطلبات بالاحتياجات المهمة التي يحتاجها المستشفى”.
وتأتي مناشدات مدير المستشفى والتحركات الرسمية الاخرى وسط مطالبات شعبية واسعة لتحسين الخدمات وتأهيل البنى التحتية المتهالكة في القضاء الذي يقطنه نحو نصف مليون نسمة.
وكانت حكومة محافظة ذي قار قد اقرت (مطلع شباط 2023) بمشكلة نقص الخدمات في قضاء سوق الشيوخ وبينت ان تأهيل البنى التحتية يتطلب نصف تريليون دينار في القضاء، مشيرة الى استحصال الموافقات الرسمية لإنشاء مستشفى سعة 100 سرير.
وتواجه محافظة ذي قار التي يبلغ عدد نفوسها أكثر من مليونين و300 ألف نسمة وتضم 22 وحدة إدارية 10 منها متاخمة لمناطق الأهوار مشكلة كبيرة في مجال نقص الخدمات الأساسية وتدهور وتقادم البنى التحتية فضلاً عن عجز سريري في المستشفيات الحكومية يقدر بأكثر من 4000 سرير وعجز بالأبنية المدرسية يقدر بأكثر من 700 بناية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط