آفة المخدرات العابرة للأقطار والقارات ، إلى أين ؟؟؟

قرأت مقالاً صادماً للأستاذة أمل عبد العزيز الهزاني في موقع الشرق الأوسط الصادر في 5 حزيران ، لما احتوى من معلومات وارقام مخيفة ينذر بكارثة مجتمعية إذا إستمر الحال على هذا المنوال ، ولأجل تسليط الضوء على محتوى المقال ذكرت أنه تمّ ضبط 15 مليون حبة كبتاغون
آتية من الأردن ، مهربة من سوريا ولبنان ، و8 كيلوغرام من الحشيش من اليمن في شهر كانون الثاني.
وفي نيسان 3 ونصف مليون قرص من امفيتامين و4 مليون حبة كبتاغون من معبر حدودي من الإمارت مخبئة في أفران تحميص .
و12 مليون قرص امفيتامين مخبئة في ثمار الرمان ضبطت في ميناء جدة
وفي مايو (أيار) وخلال اسبوع 5ملايين قرص امفيتامين واكثر من مليون قرص من النوع نفسه مخبئة في الواح زجاجية .
وبعد يومين ضبطت 8ملايين في شحنة مبيض القهوة ، أي 20 مليون حبة دخلت السعودية في اسبوع .
واردفت الإستاذة أمل قائلة : أن 200 ألف شخص مدمن في السعودية .
وإذا كانت السعودية بهذ الكم من هذا السم القاتل ، رغم القوانين الصارمة وقد تصل إلى الإعدام للمهرّب والمرّوج والمصنّع والمتعاطي ، وتقول : أن المخدر الجديد امفيتامين التي له أسماء دارجة ( الشبو ، الكرستال ، الثلج ) من أخطر أنواع المخدرات لكونه سريع وإدمانه من المرة الأولى ، التي تحيله إلى إنسان مهووساً خائفاً عنيفاً يؤذي نفسه ومن حوله ، وهناك قصص مؤكدة حول حوادث قتل جماعية لعائلات لمتعاطي أحد أفراد العائلة ( الشبو ) أو نوع أخر وفي فترة من الإحباط يقتل أقرب الناس إليه دون إدراك .
وبعد قراءة المقال الصادم ، تذكرت عراقنا الجريح وكل دول الشرق الأوسط ودول العالم ، ما هذا البلاء الذي يدمي القلوب ؟ فإذا كانت السعودية بهذا الكم الهائل من المخدرات رغم القوانين الصارمة كما أسلفنا فكيف يكون الحال في العراق ؟
في عهد صدام رغم دكتاتوريته ، لكن العراق كان شبه خالياً من المخدرات، ومن كان يمسك بالجرم المشهود المهرّب والمرّوج والمتعاطي كان يعدم ، ورغم قسوة القانون لكن كان في صالح المجتمع بلا ريب .
ولا نعلم حجم الكارثة في العراق المتاخمة لإيران وتركيا والأردن وسوريا والسعودية والكويت ، وعلى المسؤولين العراقيين أن يعلموننا دون إبطاء ، وأن تبدأ حملة إعلامية توعوية يشارك فيها الإختصاصيين والتربويين والأسرة والهيئات التعليمية والتدريسية لتنوير الناشئة قبل فوات الآوان ، وتخويفهم من الآثار الصحية والنفسية لهذه السموم القاتلة والهادمة للفرد والأسر ة والمجتمع ، وعدم إرتياد الأماكن المشبوهة وعدم تجربتها لأن بعدها يحدث الإدمان من أول تعاطي ، وسن قوانين رادعة كما كان في عهد صدام ، ولا تستثني احداً مهما كان منصبه وموقعه وصفته ومكانته ، فهل تفعل دولتنا الرشيدة ، وتعي هول الكارثة ؟ فلا تكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال عند الخوف ، وتصارح الشعب بالأرقام الحقيقية ، نتمنى ذلك من الأعماق .
منصور سناطي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here