مؤتمر طريق التنمية العراقي: مفهوم التنمية في القرآن الكريم (ح 10)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن آثار الإمام محمد باقر الحكيم في الاقتصاد الاسلامي للباحثين محمد حسين الشويطي وعلي خوير مطرود: المؤلفات التي خصصت للاقتصاد الإسلامي: دور الفرد في الاقتصاد الإسلامي: هذا الكتاب في الأصل مجموعة محاضرات للإمام الحكيم، عملت مؤسسة تراث الشهيد الحكيم على جمعها وتبويبها وفهرستها وإخراجها على شكل كتاب يقع في أربع وثمانين ورقة. استندت فكرة البحث الى إشعار الفرد بمسؤوليته في الاقتصاد الإسلامي وأثره الكبير في تنمية موارد الأرض واستثمارها لصالح عامة المسلمين، بوصفه خليفة الله سبحانه وتعالى في الأرض، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” (الانعام 165) وتكمن أهمية هذه الدراسة التي قل من تناولها من الباحثين بشكل مستقل في بحوث الاقتصاد الإسلامي في تحديد أثر الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية، وبالتالي معرفة الحدود العامة لعمل الدولة فيها، فضلاً عن تشخيص المسؤوليات التي يتحملها الفرد والدولة . وتضمن هذا الكتاب الأطر العامة للنظرية الاقتصادية الإسلامية، التي تماشت مع فطرة الإنسان ورغباته ضمن الحدود الألهية، ومنها (حب المال والتملك ـ الحرية الاقتصادية والفطرة ـ التفاوت في القدرات ـ الانتفاع المحدود ـ الملكية والحقوق الخاصة)، ثم انتقل الى معالجة الموضوع الرئيس وهو أثر الفرد في الاقتصاد الإسلامي، ووزع ذلك على ثلاثة محاور هي: (مسؤولية الفرد في الإنتاج والتنمية ـ مسؤولية الفرد في التوزيع وتحقيق العدالة الاجتماعية ـ مسؤولية الفرد في التبادل التجاري) فضلاً عن مواضيع اخرى ذات علاقة بهذا الموضوع.

تكملة للحلقات السابقة جاء في موقع الألفية عن التنمية البشرية في ضوء مقاصد القرآن الكريم للدكتور أحمد محمود الزبود: التنمية البشرية بمفهومها الحديث وكما جاء في تقارير الأمم المتحدة للتنمية البشرية موجودة في المنهج الاقتصادي والاجتماعي الإسلامي. حيث كانت الحياة الطيبة وتوسيع الخيارات أمام المسلمين وأطلاق ملكة التفكير والإبداع وتمكينهم من استغلال الموارد دون تمييزهم بحسب اللون أو العرق، بل كان معيار التفاضل هو التقوى، هي أسس التنمية. من خلال البحث في مقاصد الآيات ذات العلاقة بالتنمية البشرية تبين تفوق المنهج التنموي الإسلامي، حيث يشكل الإنسان ركيزة هذه التنمية، كيف لا وهو خليفة الله على الأرض، ومنح الحق في استغلال الموارد التي تمكنه من عمارة الأرض وتحقيق مقاصد الاستخلاف. تبين مدى الحرص على حرية الإنسان وحرمة حياته وأهمية تهيئة الظروف المناسبة لتمكينه من العيش بسلام، من خلال توفير فرص العمل مناسبة لطاقاته وقدراته. تحصين المجتمع ضد العنصرية والكراهية من خلال تأكيد المؤاخاة بين الناس، والعناية بالظروف الصحية. بالإضافة إلى تأمين الظروف الاقتصادية من خلال تحريم الربا والاحتكار والغش. التوصيات: تعميم المنهج التنموي الإسلامي خاصة جوانب التنمية البشرية. العمل على نشر ثقافة التنمية البشرية المستندة إلى آيات القرآن الكريم على المجتمعات الإسلامية كبديل للنظم الغربية، وضرورة تبني الأسس الاقتصادية الإسلامية في المجال التنموي والمالي للدول. العمل على ترسيخ القيم والأخلاق الإسلامية في المجتمعات العربية والإسلامية لتحصينها ضد التطرف والغلو وتربيتها على سمو الأخلاق في مجالات العمل والاستثمار وحتى المجال السياسي. كما نوصى باعتماد تدريس مناهج التنمية الإسلامية في الجامعات والمدارس بهدف ترسيخ القيم والأخلاق الإسلامية في مجال التنمية البشرية خصوصاً وجوانب الحياة الإنسانية عموماً.

تكملة للحلقة السابقة: جاء في موقع شفق نيوز عن تقديرات حذرة في “طريق التنمية” آمال وعقبات أمام العراق: ونقل التقرير عن مدير عام الشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي قوله إن “طريق التنمية ليس مجرد طريق لنقل البضائع أو الركاب”، مضيفا ان هذا الطريق “يفتح الباب أمام تنمية مناطق شاسعة من العراق.” وأشارت “رويترز” في تقرير نشر بالإنكليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن المشروع سيكون بمثابة خروج عراقي واسع النطاق من شبكة النقل القديمة القائمة، موضحة أن خدمة القطارات حاليا تتضمن عددا قليلا من الخطوط، بما في ذلك الشحن البطيء للنفط، وقطار وحيد لنقل الركاب ليلا من بغداد الى البصرة، في رحلة تستغرق ما بين 10 إلى 12 ساعة لمسافة 500 كيلومتر. ونقل التقرير عن الفرطوسي قوله ان ميناء الفاو الكبير الذي تم تصميمه منذ أكثر من عقد من الزمان، تم انجاز نصفه تقريبا. كما ذكر التقرير، بأن فكرة نقل الركاب ما بين العراق وأوروبا تعود الى مطلع القرن العشرين حيث كانت هناك خطط كبرى لإنشاء خط سريع من بغداد الى برلين. وبحسب الفرطوسي فان العراق سيعمل على “تنشيط هذا الخط مجددا وربطه بدول أخرى”، مشيرا الى وجود خطط لنقل السياح والحجاج الى المواقع الشيعية المقدسة في العراق وفي مدينة مكة السعودية لأداء مناسك الحج. ومع ذلك، لفت التقرير الى ان العراق كان يشهد منذ وقت طويل وعودا بمشاريع التنمية، وأن البنية التحتية لا تزال متدهورة حتى برغم قيام حكومة السوداني بالدفع باتجاه إعادة بناء الطرق والجسور. الا ان المسؤولين العراقيين يقولون أن “طريق التنمية” يعتمد على شيء جديد حيث ان هناك فترة من الاستقرار النسبي منذ أواخر العام الماضي، وهم يأملون في استمرارها. وبحسب الفرطوسي، فإنه في حال جرى البدء بالعمل في أوائل العام 2024، فسيتم الانتهاء من المشروع في العام 2029، مضيفا أنه حتى لو ان العراق كان غائبا طوال عقد أو عقدين من الزمن، “فلا بد ان يعود يوما ما، ونأمل أن تكون هذه الأيام هي بداية عودة العراق”. من جهته، قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن البنية التحتية العراقية تعرضت للدمار بسبب عقود من الصراعات، بما في ذلك الغزو الأمريكي والحرب اللاحقة منذ العام 2003، والحرب مع تنظيم داعش الذي هزم في أواخر العام 2017. وبحسب التقرير البريطاني، فإنه برغم ان العراق شهد في السنوات الأخيرة، تراجعا في الإجراءات الأمنية والمواجهات المسلحة والتفجيرات، إلا أن “الجمود السياسي وعدم اليقين أدى إلى ابطاء عملية إعادة الإعمار”. أما صحيفة “غلوب آند ميل” الكندية، تناولت نقطة اخرى مرتبطة بفكرة المشروع المعتمد على التعاون الإقليمي، وقال ان علاقات العراق مع دول الخليج خلال العقود الأخيرة كانت متوترة حيث برزت ميليشيات مدعومة من إيران في العراق بعد الغزو الذي قادته واشنطن والذي أطاح بصدام حسين، وخلق فراغا في السلطة في البلد. الا ان التقرير الكندي، أشار الى وجود مؤشرات على تحسن علاقات العراق مع جيرانه، مذكّرا على سبيل المثال، أن العراق استضاف في كانون الثاني/يناير الماضي، بطولة كأس الخليج الذي يضم ثماني دول في البصرة، وهي أول بطولة دولية لكرة القدم يستضيفها العراق منذ نحو 4 عقود.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here