الوثائق المسربة تفضح النظام الايراني شر فضيحة

محمد حسين المياحي

بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي کانت أکثر إنتفاضة تأثيرا على النظام الايراني ولاسيما بعد إستمرارها لستة أشهر وماترکته من آثار وتداعيات عميقة، فإنه وفي خضم محاولات النظام الايراني المستميتة من أجل تحسين أوضاعه وتجميل وجهه القبيح، فقد جاء الاعلان عن الوثائق المسربة التي تم الحصول عليها بعد أن قامت جماعة معارضة تسمي نفسها”الانتفاضة حتى النصر” بالاستيلاء على الخوادم والمواقع الإلكترونية الرئاسية الآمنة للنظام الإيراني، بمثابة ضربة مٶلمة للنظام وعقبة في وجه محاولاته المخادعة هذه.
هذه الوثائق التي يتم الکشف عنها رويدا رويدا، فقد جاء في واحد منها کيف إن النظام الايراني قام بإهدار مليارات الدولارات لدعم نظام الديكتاتور السوري بشار الأسد. هذه الوثيقة هي رسالة كتبها محمد مخبر، نائب رئيس إبراهيم رئيسي، إلى المرشد الأعلى للنظام حول علاقات طهران بدمشق. و في رسالته إلى خامنئي، أقر مخبر بأن ديون سوريا لإيران في القطاعين المدني وغير الأمني وحدهما بلغت حوالي 11.6 مليار دولار بحلول عام 2020. كما يقر بأن المبلغ الذي أرادت طهران منحه لدمشق في عام 2021 «محسوب»، مما يشير إلى أن النظام الديني يعتزم الاستمرار في تبديد الثروة الوطنية لإبقاء ديكتاتور شرير في السلطة.
وبحسب هذه الرسالة، فإن “ديون الأمن والجيش التي يجب على سوريا إعادتها إلى إيران ستحسب من قبل قوات الحرس القدس وستضاف إلى هذه القائمة بمجرد تصديق وزارة الدفاع السورية عليها”. وبعبارة أخرى، يعترف مخبر بتدخل النظام المدمر في سوريا منذ بداية الاحتجاجات في ذلك البلد.
في جزء آخر من هذه الرسالة، يذكر مخبر أن الوضع الحالي لنظام الأسد في سوريا يتطلب دعما عسكريا وأمنيا أقل من النظام الإيراني مقارنة بالفترة التي كان نظام الأسد يكافح فيها من أجل البقاء. ويلاحظ أيضا أن مرتزقة النظام في سوريا لم يعودوا يتمتعون بنفس حرية العمل التي كانوا يتمتعون بها من قبل، مما يبرز الحاجة إلى وضع خطة بشأن هذه المسألة. علاوة على ذلك، تنص الرسالة على أنه لا يوجد احتمال للاستثمار في سوريا بسبب احتياجات إعادة الإعمار الهائلة للنظام السوري، والتي تتطلب موارد وأموال تصل إلى عدة مئات من مليارات الدولارات.
هذه المعلومات المهمة تميط اللثام مرة أخرى عن الوجه البشع جدا للنظام الايراني وکيف إنه يسعى من خلال تدخلاته السافرة التلاعب بالاوضاع السائدة في المنطقة والوقوف الى جانب نظام دکتاتوري قمعي قاتل لشعبه، أن يتصيد في المياه العکرة على حساب الجميع وأن يحقق الاهداف والغايات الضيقة المشبوهة للنظام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here