يا بعضا من البشر : يجب أن تُُصان و تُحترم حرمة الموتى ..

يا بعضا من البشر : يجب أن تُُصان و تُحترم حرمة الموتى ..

بقلم مهدي قاسم

في شرقنا البائس و المتخلف .. حتى الموتى يفقدون حرمتهم أحيانا ،.. أقصد حرمة الموتى كعرف اجتماعي و قيمة أخلاقية وحضارية وهي أصلا المصونة جدا في العالم المتمدن ، بل توجد مادة في كتاب قانون العقوبات الجزائية في عديد من دول أوروبية تُعاقب المسيء لحرمة الموتى ..
رجوعا إلى موضوعنا الأساسي : يحدث ذلك مرارا ، عندما تجري عملية عرض بعض المتوفين أمام الملأ وهم أمواتا عاجزين عن منع أو تصدي لمن يريد عرض شكلهم و منظرهم ، دون أن يستطيعوا ستر أنفسهم وهم في أوضاع الموتى ، بينما وفي واقع الحال يفترض أن يكونوا متغطين مباشرة من أخمص القدم حتى قمة الرأس بعد أن يكونوا قد لفظوا أنفاسهم الأخيرة ، و أصبحوا في أعداد الموتى بشكل مؤكد . ..
هذا ………………
دون أن يفهم المرء لماذا هذا الإصرار العجيب من قبل البعض على عرض المتوفى المسكين على سرير الموت بعيون محدقة ، و أفواه مفتوحة ، و وجوه شاحبة مصفرة من ضراوة الموت ، حيث لا حول لهم ولا قوة ليحتج أو يعترض ..
بينما هذا الشخص أو ذاك الذي يعرض مشاهد الموتى المزرية على الملأ ، يحرص على أن يعتني بنفسه ويمشط شعره قبل أن يخرج إلى الشارع !..
و لعل المتلقي الكريم يتذكر أنه رأى أو شاهد ذات مرة ، في حوادث مرورية أو أفلام سينمائية كيف يجري عملية تغطية المتوفي مباشرة بغطاء خاص من جراء حادثة مرورية أو كارثة طبيعية ، أو نتيجة لإطلاق نار في مواجهة مع العصابات بهدف الستر عليه وهو في وضع الميت ..
بل ليس تغطية الإنسان الميت إنما حتى الحيوان الميت أيضا ..
يبقى أن أقول :عندي ما يقارب 5000 صديقة وصديق من أقوام مختلفة أسيوية وأوروبية وحتى أفريقية : دون أن أشاهد في حساب أيا منهم عرض المتوفي أمام الملأ وهكذا بصورة ميت مكشوف ، أي بدون أية تغطية ..
* ملحوظة الغاية من هذه المقالة هي محاولة تنبيه ولفت انتباه فقط ، أكثر من أن يكون نقدا أو انتقادا لحد ما ، ففي النهاية كل واحد منا حر في ممارسة طبيعة مشاعره أو ذوقه الجمالي في النظر من الزاوية التي يشاء إلى الأمور و الأشياء والمظاهر التي قد تعجبه و تستهويه أو تناسب ذوقه .!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here