لاعبة نادي النصر قالت إن الصراع مع أندية الهلال والاتحاد قتالي ومشوق
الدوري السعودي الذي ظفر به النصر كان مثيراً حتى اللحظات الأخيرة
الرياض: لولوة العنقري
سجلت اللاعبة الفرنسية لينا بوساحة حضوراً كبيراً عبر فريقها النصر الحاضر في الدوري السعودي لكرة القدم حينما انضمت إليه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي قادمة من نادي لوهافر الذي ينافس في الدوري الفرنسي، وذلك بعد مسيرة طويلة من الانتقالات في بلادها.
وأكدت لينا بوساحة في حديثها الخاص لـ«الشرق الأوسط»، أنها بدأت رياضة كرة القدم منذ أن كانت في التاسعة من عمرها في نادي سان دوني في فرنسا، وفي مشاركتها بإحدى البطولات تم اكتشاف موهبتها من قبل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها.
وتابعت: «انضممت لنادي العاصمة في سن مبكرة جداً، وبدأت رحلتي منذ الصغر، ومررت بمراحل التطور إلى أن وصلت لفئة الشباب، ووقعت حينها عقداً احترافياً مع النادي، وخلال تلك الفترة انتقلت إلى نادي ليل على سبيل الإعارة لاكتساب المزيد من الخبرة، وفي سنتي الأخيرة من العقد كانت فترة (كورونا)، لذلك كانت فترة تحدٍّ كبير بالنسبة لي».
ولفتت إلى أنه بعد سنواتها الاحترافية في باريس سان جيرمان وقعت مع نادي لوهافر الفرنسي، وهو نادٍ يملك مشروعاً رائعاً ويتميز بطموح، وهو محترف للغاية، ولكن لسوء الحظ تعرضت لإصابة قوية في إحدى مباريات دوري الدرجة الأولى، وبعد عامين من النضال والصعوبات تلتها إصابة غير متوقعة وفي الوقت غير المناسب؛ لأنها كانت تريد أن تبدأ بقوة من جديد، ولربما كانت فترة أيضاً شجعتها على أن تتغير قليلاً في حياتها الخاصة، وهو ما دفعها لاختيار فريق النصر وتوقيع عقد احترافي معه في ديسمبر 2022 الماضي. تشير لينا قائلة: «لقد وُلدت وأنا بداخلي عشق كبير للعبة كرة القدم، وسبب هذا الشغف أخي الكبير؛ إذ كان له دور عظيم في نمو هذا الشغف والموهبة العظيمة لديّ، لطالما كان معي ويشجعني ونتدرب معاً كل يوم ويحفزني لأتعلم الجديد وأتطور للأفضل وأكتسب مهارة تجعلني أتميز دائماً».
وثمّنت في حديثها أن الفتاة تستطيع أن تشق طريقها نحو الإنجازات الوطنية والكبيرة عبر الرياضات، وكرة القدم تخدم وتسهل طريقة الوصول لصناعة التاريخ وتسجل اسمها، فنحن نتحدى بذلك الصورة النمطية، ولدينا القدرة على كسر الحواجز، خصوصاً في عصرنا عصر تمكين المرأة.
وأردفت: «رياضة السيدات لديها القدرة على كسر جميع الرواسب الخاطئة عن عدم قدرة المرأة على تحقيق أحلامها والسعي خلف طموحها، فرياضة كرة القدم قوة جديرة بترك أثر في المجتمع».
وتضيف: «لدينا فرصة للحضور وتعزيز الإمكانات والمساهمة في صنع التاريخ لفرقنا ومنتخباتنا».
وشددت لاعبة فريق النصر السعودي على أنه يمكن للاعبة كرة القدم أن تحسن وتطور من مستواها الرياضي من خلال عدة طرق، منها أن تكون ملتزمة في التدريبات الرياضية داخل النادي وخارجه، وتعمل على تطوير نقاط قوتها وتحسين نقاط ضعفها، وسرعتها وخفة حركتها وقدرتها على التحمل، وأيضاً اللياقة البدنية، كما من الضروري لتحقيق الأداء الأمثل والامتناع عن الوقوع في خطر الإصابات، اللعب على مستوى تنافسي والاهتمام بتحليل طريقة لعبها.
وقالت عن رأيها في كرة القدم السعودية للسيدات إنها لا تزال في مرحلة التطور، وتشعر بالتفاؤل بأن الدوري سيستمر في التقدم ويصبح مذهلاً وواعداً في السنوات المقبلة، كما تشير الجهود والاستثمارات التي يتم بذلها لدعم الكرة النسائية في البلاد إلى مسار إيجابي لمستقبل الدوري مع التطور المستمر وزيادة المشاركة وتحسين البنية التحتية.
النجمة الفرنسية شاركت في مباريات الصالات لناديها النصر (الشرق الأوسط)
وأكملت: «رغم أنني التحقت بنادي النصر في نهاية الدوري وما زلت جديدة في الحديث عن الدوري، فإنني رأيت مبدئياً أن مستوى المنافسات بين الفرق السعودية كان ممتازاً وتنافسياً للغاية، لا سيما بين الفرق الخمس الأوائل مثل النصر والهلال والاتحاد واليمامة والشباب؛ إذ يتصف بالقتال والإثارة والتشويق».
وتابعت: «من المتوقع أن يزدهر دوري السيدات السعودي ويوفر منصة متفاعلة ومثيرة للاعبات لإبراز مهاراتهن والمنافسة على مستوى عالٍ، ليس لديّ شك، وهدفي من القدوم لنادي النصر هو اكتشاف مشروع يسمح لي بلعب كرة القدم، وأنا أرتدي الحجاب وكنت أبحث عن نادٍ يمكّنني من الجمع بين كرة القدم وحياتي الخاصة، وكان هذا هو الحال مع النصر، وكان متوافقاً مع طموحي وما كنت أرغب في الوصول إليه».
وتحدثت النجمة الفرنسية بحب بأن تجربة اللعب في باريس سان جيرمان كانت فريدة من نوعها، وقالت: «إنها مدينتي وفريقي العزيز إلى قلبي، وقبل أن أصبح لاعبة في هذا النادي أنا معجبة به، وبصفتي لاعبة في هذا الفريق العظيم كانت لديّ الفرصة في اللعب جنباً إلى جنب مع أفضل المواهب في كرة القدم النسائية، والمنافسة كانت عالية المستوى وقوية للغاية، كل موسم أمضيته مع النادي حقق لي نمواً وتطوراً مذهلاً في مسيرتي الكروية».
وعن الصعوبات التي واجهتها، ذكرت لينا أن إصابتها هي التحدي الأكبر بالنسبة لها؛ إذ واجهت صعوبة كبيرة في تجاوزها وتطلب الأمر منها الكثير من القوة العقلية والجسدية والمثابرة حتى لا تستسلم، مشيرة إلى أن الإصابات تعد هاجس كل لاعب كرة قدم، ولكن مع التفاني والإيجابية والرغبة في شق طريق النجاح يمكنك التغلب على أي عقبة وجعلها مصدر قوة لك لا عثرة توقفك.
وكشفت أن هدفها المقبل في مسيرتها هو ببساطة أن تقدم أفضل ما لديها لفريقها نادي النصر، وأن تساعد اللاعبات والطاقم كاملاً بمهاراتها والاستمرار في اكتساب الخبرة والتقدم للأفضل، و«أن نحرز تقدماً وكسب الألقاب في البطولات المقبلة».
وقالت: «هذه رغبة حقيقية لديّ، وأريد حقاً مساعدة أكبر قدر ممكن من اللاعبات الصغيرات».
وقدمت نصيحتها لكل مترددة في لعب وممارسة كرة القدم: «يجب أن تجرب وترى، اغتنمي فرصة التعلم والنمو والتطور من خلال هذه الرياضة الرائعة، وليس لديكِ ما تخسرينه في هذه التجربة، ولكن حاولي أن تجدي بيئة صحية وداعمة مثل نادٍ أو مجتمع لكرة القدم أو فريق تشعرين بالراحة والاستمتاع باللعب فيه».
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط