بقلم: أ.د. سامي الموسوي
يقاد العالم اليوم بواسطة الأنظمة الرأسمالية التي هي نفسها أنظمة الاستعمار التي برزت خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وعلى رأسها أمريكا والغرب كله. وقد اطلق المقبور جورج بوش الاب على ذلك بالنظام العالمي الجديد والذي ولد بالكذب وسيموت بالكذب. ان مؤشرات وعوامل زوال تلك الامبراطوريات وعلى رأسها أمريكا متحققة والذي سيتولى زوالها هو الله. النظام الرأسمالي الاستعماري الاستعلائي الجديد هو مجموعة أنظمة تقودها أمريكا وذلك لاستعباد البشر بعبودية جديدة تقوم على أساس حرف البشر عن المسار الطبيعي والأخلاقي نحو قيم جديدة خاطئة تحت مظلة حقوق الانسان وماشابهها. الانسان عندهم في هذا العصر اصبح عبدا للشهوات والملذات يحركونه ليلا ونهارا في دوامة من الركض لاهثا وراء الدنيا بما فيها وقد جعلوه بلا قيم ما عدا الماديات وبلا اخلاق بل جعلوه يقبل بما يتنافى وطبيعته وكرامته او على الأقل يسكت عنه لانهم سوف يحاربونه بما يستطيعون اليه.
اليوم اخذوا يربون الأجيال القادمة منذ الطفولة على ان ينشأوا وهم يرون الخطأ صوابا بل وقيما والقيم الصحيحة ليس لها مكان لانها خطأ كما يصورونه للأطفال. هكذا يريدون ان يصدروا ذلك لبقية الشعوب التي لم يعد حد يفصلها فالعالم اصبح مفتوحا بلا جدران يدخل علينا من خلال ما لايعد ولايحصى. هم أي الاستعماريون الجدد القدامى يكذبون على شعوبهم والشعوب الأخرى لكي يفتعلوا الحروب والمشاكل والأزمات فيقتلون البشر في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها باسم الغرب واسم حقوق الانسان والديمقراطية المزيفة وبواسطة ضرائب يجبونها من مواطنيهم المساكين. الديمقراطية والتحرير هي نفس اللعبة التي جاء بها الاستعار البريطاني للعراق وهي نفس الأسطوانة الحقيرة التي جاء بها استعمارهم الجديد للعراق منذ عام ٢٠٠٣ بل قد هيأوا له منذ عام ١٩٧٩ بعد إزالة الشاه والمجيء بخميني ثم زج العراق وايران في حرب كان المستفيد منها أعداء العرب والمسلمين كلهم. واليوم تظهر السلطات السويدية والدنماركية وقبل ذلك الفرنسية بالسماح وحماية حارقي القران الكريم وذلك لانهم يعرفون حق اليقين بان الإسلام سوف يسود العالم شاؤوا ام ابوا وسوف يتحول اليه البشر باعتباره المنقذ الوحيد لمشاكل العالم كلها.
ان ذلك ليس بقول ولا تحليل ولكنه وعد وعده الله الينا في القران الكريم حيث قال عز من قائل: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. كرهوا ام لا فان دين الله سيظهر على الدين كله أي سوف يلجأ اليه الناس لحل جميع مشاكلهم بل سيهربون اليه هربا من الذين يشيعون الفاحشة ويستعبدون الناس ويشنون الحروب بالكذب والدجل والاستهتار ويقتلون الشعوب بالحصار كما فعلوا مع العراق. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط