بقلم: أ.د. سامي الموسوي
الى الذين حكموا العراق منذ عام ٢٠٠٣ بعد الغزو الأمريكي الصهيوني ومن الذين يدعون بأنهم يسيرون على خط الامام الحسين وعلي (عليهم السلام) او الذين يدعون انهم ينهجون نهج الصحابة والتابعين، نقول لهم انكم بعيدون كل البعد عن أئمة اهل البيت وأصحاب النبي وانتم ظالمون. انتم سرقتم المال العام وعطلتم المصانع وخربتم الزراعة وتدهورت كافة الخدمات بسبب وجودكم في الحكم وانشغلت عن ذلك في المحاصصة الطائفية وكنتم عملاء لبلاد واوطان هي ليست وطنكم الذي فيه تحكمون وارسيتم دعائم التفرقة بين أبناء البلد الواحد وفعلتم بالعراق ما لايمكن ان تحصيه الأقلام والكتب. شغلتكم مصالحكم الشخصية والسلطوية عن ما يحتاجه الشعب والوطن واكن ولايزال همكم الوحيد الحكم والسلطة وتقاسم الأموال والوضائف بينما تركتم الشعب يعاني من الظلم في الكهرباء والماء والصحة والتعليم حتى ترعرع الجهل والامية والفقر والمرض والبطالة. اصبحتم في وادي الظالمين الفاسدين السراق والخونة والشعب العراقي في واد الفقر والاقتصاد المنهار والذل والمهانة. قسمتم الشعب الواحد الى طوائف ومذاهب حتى يسهل عليكم حكمه وسرقته على أساس المستعمرين اسيادكم (فرق تسد). فالذين يمثلون السنة منكم شغلتهم أموالهم وغير منتبهين للسنة ومعاناتهم المتعددة والذين يمثلون الشيعة منكم قتلوا أبناء الشيعة في ثورة تشرين بابشع صورة وحولوا مدنهم الى مكبات للنفايات بلا خدمات ولا كرامة ولا عمل تنخر فيهم الامراض والتجهيل والذين يمثلون الاكراد هم منقسمون ما بين السليمانية واربيل يسعون لمصالحهم وليس لهم من الوطن الاضرعه الحلوب.
كلكم ظالمون وكلكم ضد مباديء الخليفة عمر بن الخطاب والحسين وعلي بن ابي طالب الذي يقول: (وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَغَاصِباً لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ وَكَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا وَيَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وَقَدْ أَمْلَقَ حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً وَرَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ غُبْرَ الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ وَعَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَكَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي وَأَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقَتِي فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا وَكَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَتَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَلَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى). فأين هؤلاء من هذا القول لعلي بن ابي طالب؟! وقال عليه السلام: وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا ، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ ، وَ إِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا ! هكذا كان علي ومن اجل هذا خرج ابنه الحسين مصلحاً فكم ظلمتم أيها الحاكمون في العراق بعيد الاحتلال البغيض؟ علي لايقبل ان يظلم نملة ان يسلب منها قشرة شعيرة ويستهين بالسلطة فيوصفها على انها اهون من ورقة في فم جرادة تقضمها! بل هو يصف دنياكم هذا التي تتقاتلون عليها فيقول (ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز)! وهذا عمر بن الخطاب يقول: لَوْ مَاتَتْ شَاةٌ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ ضَائِعَةً ، لَظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى سَائِلِي عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أيها الذين حكمتم العراق (كلكم سنة وشيعة واكراد) ما بعد ٢٠٠٣ غدا ستقفون امام الله فماذا ستقولون له اذا سألكم بل واخرج لكم على رؤوس الاشهاد ظلمكم وجرائمكم وما تسببتم به من فساد وسرقات وخراب وتفرقة وتسلطكم باسم الدين والمذهب على رقاب الناس؟ ولعل الله سينتقم منكم من اجل طفل ظلمتموه او انسان قتلتموه او مال شعب سرقتموه او خدمات خربتموها او ام اثكلتموها او بسبب باقي جرائمكم التي لاتعد ولا تحصى. ولعل هذا الانتقال سوف يجعله الله على ايدي الذين ظلمتموهم من الشعب العراقي فيسدد الله ثورتهم ويحاكموكم سواء كنتم احياءا او اموات فالشعوب لاترحم الذين ظلموا أهلها وان الله سينصرها لان الله لايحب الظالمين.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط