خَوافي العنوسة

عمر بلقاضي / الجزائر

***

تُغازِلُ البحرَ تَسْتوْحِي الهوَى فيهِ

تُفضِي إليهِ بِهَمٍّ أو تُناجِيهِ

غابَ الذي ألِفَتْ أنفاسَهُ فغدَتْ

تَرْوي لَطَافتَهُ للموجِ ، تَبْكيهِ

طالَ الغيابُ فباتَ الشَّكُ ينهَشُهَا

لعلَّه غاصَ في الغيِّ الذي فِيهِ

لعلَّه ذابَ في أحضانِ غانيةٍ

بالقُربِ والودِّ والإيناسِ تُغرِيهِ

بعدُ القلوبِ عن الحِبِّ الذي ألِفَتْ

قد يوقعُ النَّفسَ في الإخلافِ والتِّيهِ

كم من حبيبٍ سَهَا عن حِبِّهِ وغَدَا

في البُعدِ نَهْبًا، عُيونُ الرِّيمِ تَغوِيهِ

العمْرُ يمضي وما للحِبِّ من أثَرٍ

فاسْتوْحَشَتْ وغدَتْ دومًا تُناديهِ

خابَ النِّداءُ وخابَ الإنتظارُ وَمَا

عادَ الصَّدى بِمُنَى قلبٍ تُدارِيهِ

ضاعَ الحبيبُ فما للأنْسِ من أمَلٍ

ليلُ العُنوسَةِ قد لاحتْ خَوافِيهِ

عمر بلقاضي / الجزائر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here