الدور الكويتي الخبيث في تدمير العراق

بقلم: أ. د. سامي الموسوي

لعبت بريطانيا عندما استعمرت البلدان دورا خبيثا بزرع الفتن في تلك المستعمرات على مبدأ فرق تسد لكي يسهل عليها التدخل واضعاف كافة الأطراف حتى بعد انتهاء استعمارها للشعوب. زرعت على هذا الأساس فتن عديدة كتسليط الأقليات في الحكم او ضم القوميات الصغيرة الى بعضها وزرع الفتن بينها مثل الاحواز العربية الى أقليات أخرى مثل البلوش ومنح الحكم للفرس او بواسطة تأييد التمرد ات في مناطق أخرى وتسليحهم و زرع النزاعات مثل الصراع على كشمير والصراع الهندي الباكستاني وقضية فلسطين وزرع صراع عربي صهيوني والعديد من التوترات الحدودية بين البلدان. ومن أسوأ ما فعله الاستعمار البريطاني هو إعادة تقسيم الأقاليم والولايات العثمانية بشكل يحقق ويسهل سيطرة بريطانيا لامتصاص خيرات تلك البلدان خاصة بعد الاكتشافات النفطية. ومن ذلك هو فصل الكويت التي كانت قضاء تابع لولاية البصرة في العهد العثماني وما سبقه ومنحها لآل الصباح يديرونها كمشيخة تحت حماية بريطانيا. بعد ذلك لعب النفط دورا هاما في منح تلك المشيخة أهمية اقتصادية حيث سخرت الكويت جزءا كبيرا من عائدات النفط للعب دورا خبيثا تجاه البلد الام العراق لكي لا يطالب العراق او يعمل على استعادة الكويت وكان ذلك في العهدين الملكي والجمهوري.

خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية دافع العراق بدماء زكية وطاقات هائلة ومئات الالاف من الشهداء طوال ثمان سنوات من حرب مستمرة يوميا دافع ليس عن العراق فحسب بل عن جميع البلدان العربية التي كان خميني يهددها ويعمل على الإطاحة بأنظمتها خاصة تلك المجاورة منها مثل الكويت. وعندما خرج العراق منتصرا في هذه الحرب ويمتلك قوة عسكرية هائلة كان ذلك يغيض العديد من القريبين قبل البعيدين وبالخصوص الكويت والكيان الصهيوني. كان يمكن للعراق اثناء الحرب مع ايران ان يدخل في العمق الكويتي ويمركز قواته في بعض الجزر الكويتيه كوربة وبوبيان بحجة حماية البصرة من الهجمات الإيرانية ولكن ذلك لم يحدث رغم كون حدوثه يعد سهلا ولا احد حينها يمكن له التدخل لأنه حينها يكون قد اصبح طرفا من اطراف تلك الحرب فسوف يسكت الجميع على مضض ويتقبلون الحال الواقع. بعد انتهاء الحرب اصبح الدور الكويتي لتدمير العراق يعمل باتجاهين الأول بشقيه الداخلي و الاقليمي والثاني هو اتخاذ الدول الكبرى الكويت كذريعة لتدمير العراق وذلك بإعطاء العراق الضوء الأخضر للدخول بالكويت وبتدبير صهيوني امريكي غربي ثم بعد ذلك تجميع العالم ضد العراق وضربه بقوة وما عدا هذا سوف لن يكون هناك مبرر لتدمير القوة العراقية والرصيد العراقي الهائل من الطاقات البشرية وغير البشرية. وكانت الكويت هي المبرر الوحيد فعلا وكانت رأس الحربة في ذلك وهذا بالضبط ما عملت عليه بريطانيا سابقا عندما استقطعت الكويت فقد جاء قطاف ذلك لتدمير العراق. تجمعت جيوش واموال ومقدرات ٣٣ دولة ضد العراق بينما صمت الاخرون صمت الشياطيين اما بالرشوة او بالتهديد او بالوعيد خيره وشره. هذا التجمع الهائل ضد العراق لم يكون له مثيل في التاريخ حتى ضد هتلر في الحرب العالمية الثانية. هكذا دمروا العراق واستخدموا اليورانيوم المنضب والأسلحة المحرمة وضربوا على العراق حصارا بربريا لم يشهد له التاريخ مثيلا كذلك. واستمر الدور الكويتي الخبيث بعد ان شكلوا لجان من مجلس الامن حول التعويضات التي بلغت اضعاف مضاعفة جدا مما كان مستحقا ولم تفرض تعويضات على البلدان بعد الحروب مثل ذلك الحصار حتى على المانيا واليابان. كان الشخص الذي فقد فلسا عوضوه ملايين الدولارات ناهيك عن الشركات والنفط وغير ذلك. انها فضائح سوف يكشفها الزمن بعد حين. واتخذت الكويت ملف الاسرى والمفقودين هولوكوست كويتيه لاتزال قائمة بينما تم حرق الجنود العراقيين ودفنهم احياء في الصحراء من قبل قوات التحالف الصهيوني الأمريكي العربي الغربي. قتلوا في الحصار مليون طفل عراقي بررتها المقبورة الصهيونية مادلين البرايت بان ذلك مقبول! المهم بعد الحرب والحصار والتعويضات المجحفة بقيت الكويت تعمل على اضعاف العراق الى ان نضج الامر بعد عشرين سنة لغزو العراق عام ٢٠٠٣ والذي حدث لاسباب كاذبة اعترف بها المقبور كولن بأول عندما وصفها نادما بانها لطخة عار في حياته بل كانت ولاتزال لطخة عار على جبين توني بلير وجورج بوش الصغير والغرب المؤيد لذلك كله فقد زحفت القوات الغازية ومرتزقتها من العلوج تتبعها الذيول من ارض الكويت نحو العراق. ثم جرى ما جرى ولحد هذه اللحظات لايزال الشعب العراقي يعاني الامرين من ذلك والكويت لاتزال تنكأ بالجروح العراقية ومن حيث تعلم او لا تعلم هي من خلال هذه التصرفات تقوم بزرع قنبلة موقوته عندما تنفجر ستكون هي اول الخاسرين. ان العراق له الحق بان يطالب الكويت إضافة للقوت الغازية بدفع تعويضات للشعب العراقي منذ حينها وحتى هذه اللحظة لانها سمحت باستخدام أراضيها ومياهها بل وعملت على اسقاط النظام والدولة في عام ٢٠٠٣ رغم عدم شرعية تلك الحرب البربرية. ثم ان الكويت ساعدت على ما كان يسمى المعارضة العراقية على تولي الحكم بعد احتلال بغداد من قبل اسيادها وهؤلاء اكملوا التدمير وتفتيت الشعب بالفساد والخيانة والسرقات بحيث أصبحت أموال العراق تنهب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا في كل اتجاه ودولة. وعلى الكويت ان لا تزيد جروح العراق الما ولا تنكئها تعمدا فان العراق باقي في شمالها وهي باقية في جنوبه ولكل زمن حديث يختلف عن الذي سبقه واحوال ومصالح الدول ليست باقية كما هي. هذا والعراق يحتفظ بحق التعويضات وحق الأهالي في البحث عن أبنائهم الذين فقدوا والذين دفنوا احياء والذين احرقوا في طريق الموت وهم في حالة تراجع وليس قتال في حربي ١٩٩١ و٢٠٠٣.

لله درك يا عراق الصابرين وليخسأ الخاسئون

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here