ذلك الشيخ

ذلك الشيخ

ذلك الشيخ الذي كنت
نفضت الورد
عن روحي
نظرت
في أحداق الشمس
شاهدت
بحر الحب
سفن الشوق
مرافئ الهيام
ونوارس أجنحتها
مبتلة بالغرام .
……
دخلت مخدع الكون
أبصرت
انهارا تسبح في بحر الضياء
رأيت
طائر الفجر
يطارد الغروب
في منحدرات النور بحثا عن جسدي
وعن اشتهاء الشجر
أصغيت
لصراخ صخرة تذبح بسكين النار
يسيل دمها جداولا من جلنار
وتهجيت الشمس في عيون القمر
دخلت حقل النجم
حرثت البحر
زرعت الريح
في خاصرة اللهب
وحصدت الشهب
فوق الماء
شاهدت سواقي النور
تبحر من موانئ البريق
وكل النجوم العاريات
همست نجمة
ما يكون هذا الغريب
ولم هذا الذهول
قالت المجرة
هذا قلب حائر
أضناه عشق
وفار في نفسه
تنور الغرام
فألقت روحي سلامها
على خطى الليل الأبيض
وبكى المشيب لفقد ليله
فأمطرت الروح
حكايا المدن
وجسد الأرض
وكل غرائز الطين
وتجليت كوكبا
يغوص في الغيوب
يبحث عن حيرة الأسرار
فأيقنت بأن الأكوان
جواهر تعوم
في خيال الغيوم
وعلى الشطآن
وبأن قلبي
ملتقى البحرين
……
طفلتي الشمس
تعبث بجدائلها
تبحث عن قمرها
وهو يجوب حانات الأفق
نشوان
سكران
ملتذ
بعشق الجان
للجنان
وجداول النور
تنحدر
من بحور بعيده
يتلألأ منها الجمال
ومراكب الهيام
ترفع الندى
رايات للغيوب
تسحر الألباب
عندها
كنت روحا
تصارع الطين
بنكهة الأسرار .

فراس الوائلي
العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here