ضرُّ المَلَل

ضرُّ المَلَل

بحر الكامل

عمر بلقاضي / الجزائر

كم من المشاريع الواعدة التي يوقفها أصحابها بسبب الملل والسآمة والإحباط ، الملل ضرٌّ يحجب الأحلام ويسبب النّكسات والإخفاقات

***

مَلَلُ الفتى يُثْنِيهِ عن آمَالهِ

ويَصُدُّهُ عن كلِّ سَعْيٍ نافِعِ

كم في الوَرى من مُلْهَمٍ ذاق الوَنَى

في عَيْشِهِ لسآمةٍ وزَعازِعِ

لا تَسأمنَّ إذا عزمتَ ولا تَهُنْ

مهما اصْطدمتَ بعارضٍ ومواجعِ

العيشُ كدحٌ يا فتى فاصمدْ ولا

تنظرْ إلى جُدُرِ العنا كالخَانِعِ

كلُّ الأمورِ إذا كَسَلْتَ عَسيرةٌ

والعُمْر يفنى كالسَّرابِ الضَّائعِ

قاوِمْ عَراقيلَ الورَى كنْ ثابتاً

الصَّبرُ يُفضي للمصير الرَّائعِ

لا لستَ وحدَك في الزَّعازع يا فتى

ما أنتَ إلا آية ٌللصَّانعِ

اذكرْ إلهكَ في شؤونكَ كلِّهَا

واطلبْ مُرادكَ بالفؤادِ الخاشعِ

اكدحْ على دربِ الهدى مُتوكِّلاً

لا يُوهِيَنَّكَ ما بدا من مَانعِ

الفتحُ في هذا الوجودِ مُقدَّرٌ

والمرْءُ يسعى في ثنايا الواقعِ

والوَهْنُ يَعتصِرُ النُّفوسَ جَميعَها

حتَّى وإنْ حَظِيتْ بفكرٍ بارعِ

والشَّمسُ يَطمِسُها الكسوفُ فيَختفي

منْ قُرْصِها نورُ الشُّعاعِ السَّاطِعِ

لولا نزولُ المُوهِناتِ لَمَا بَدَا

هَمٌّ لإحياءِ الحَماسِ الدَّافِعِ

فالشيءُ يُعرَفُ يا أريبُ بِضِدِّهِ

والنَّفسُ تزكو بالهُدى والوازِعِ

فانهضْ من المَلَلِ الملازمِ يا فتى

من قبلِ أن تُمنَى بِعَيٍّ قامِعِ

وتكونَ عِبرة َمن تهاونَ فارتمَى

في قعْرِ جُبٍّ من بوارٍ قارعِ

اصنعْ مصيركَ بالكِياسةِ والهُدَى

ذُو الجِدِّ أرْجَى من كَسيفٍ قابِعِ

ورِضَا النُّفوسِ يَصونُها من يَأسِها

فالرَّوْحُ عُنوانُ المُجِدِّ القانِعِ

عمر بلقاضي / الجزائر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here