الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في منتدى جامع الأئمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: انه لا شك أن العنصر الرئيسي في ارتفاع اهمية نظم الشعر العربي في الإسلام عامة وفي المذهب خاصة وتعمقه وكثرته انما سببه ثورة الحسين عليه افضل الصلاة والسلام وحركته المقدسة التي أوجبت واوجدت كما يقول الخبر: (حرارة في قلوب شيعته لن تخمد الى يوم القيامة). الامر الذي انتج ان تقول مئات الشعراء بل الاف الشعراء في هذه المناسبة الشجية انواعا من الشعر كما قال الله تعالى “إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا” (الشعراء 227) بما فيها الشعر القريض والشعر الشعبي. وهو الامر الذي سبب ايضا ان يختص الشعراء الموالين جزاهم الله خيرا في كل الاجيال بافضل القصائد العربية واكثرها رصانة وجمالا مما هو غير موجود في سائر مذاهب الإسلام فضلا عن غير المسلمين وهو (وهذه العبارة أيضا مشهورة والتفكير فيها راجح جدا) وهو الذي عبر عنه الدكتور طه حسين الذي هو أشهر الادباء في مصر والى الان حين قال : لا زال الشعر رافضياً وهي كلمة مشهورة ومشكورة منه توفي رحمه الله قبل عشرين سنة لكن ذكره لا زال موجودا اكيدا وسيبقى. وقوله لا زال يعني كان ولا زال وسيبقى على نفس الحال. وبالرغم من نقطة القوة هذه التي لا تعدلها نقطة واهمية عالية جدا وشكرا لله على حسن فضله، فإننا نعلم ان كل شاعر سوآءا كان فصيحا ام شعبيا ينظم الشعر في الحسين عليه السلام وأصحابه بمقدار ما يفهم من ثورة الحسين ومن أقواله ومن أفعاله. ولا نتوقع من الشاعر ان يتعدى فهمه الشخصي بطبيعة الحال بل لعل ذلك يكون في عداد المستحيل في حين أننا نعلم بكل تأكيد ان بين فهمنا للحسين عليه السلام هو واقع الحسين عليه السلام وحقيقة مقاصده بونا شاسعا وفجوة ضخمة جدا يعني اننا لا نفهم الحسين عليه السلام حقيقة ولا يمكن ان نفهمه حقيقة كل ما في الامر اننا يمكن ان نقترب نحو هذا الفهم قدما او اقداما بالتعلم والتكامل والاطلاع على بعض حقائق الكتاب والسنة وإذا نحن لم نكن بهذا الصدد اي ننظم شعر ونحن لا نعلم ما الحسين وما اصحاب الحسين ومن الحسين ومن زينب ومن الاصحاب والاولاد، فاذا نحن لم نكن بهذا الصدد إذن فنحن معاتبون ومعاقبون لأننا نكون قد كذبنا على المعصومين عليهم السلام المتمثلين بالحسين نفسه ولربما السجاد ايضا عليه السلام واصحاب المعصومين عليهم السلام. يكفي اننا نلتفت الى ان اغلب الاشعار الفصيحة والشعبية التي قيلت بهذا الصدد تحمل جانبين باطلين في فهم المشاعر الحسينية لو صح التعبير: الجانب الأول: الجانب الاسري والعاطفة الدنيوية الشخصية التي يشعر بها الشاعر هو نفسه تجاه ولده ووالديه وأخيه وزوجته فهو يضيفها الى الحسين والى اصحاب الحسين عليهم افضل الصلاة والسلام في حين لو كان شيء من ذلك مهما قل لديهم لما ترك الرجال زوجاتهم واطفالهم ولما ترك النساء أزواجهن ولما افتخرن ان يكن من المسبيبات مع زينب سلام الله عليها وغير زينب من نساء الحسين عليه السلام فهذه تضحية حقيقية. وهذا ونحوه من العواطف الحقة لا تكون إلا عند نفي العاطفة الاسرية تماما واسقاطها من النفس حقيقة فإذا كان ذلك في النساء والرجال من الاصحاب فكيف باهل البيت عليهم السلام وهم السادة انفسهم سلام الله عليهم وكيف بالحسين بشخصه الذي هو معصوم و مفترض الطاعة. الجانب الثاني: الجانب القبلي. أعوذ بالله من الجانب القبلي الذي كان ولا زال وسيبقى يضرنا ما لم يخرج الشيطان من الساحة. و الجانب القبلي هو ما أشرنا إليه في الاضواء من التأكيد على جانب الاسرة والنسب وكأن الحرب حرب الحسن عليه السلام بين أسرتين متعاديتين لا بين الحق والباطل وذلك في مثل قول الشاعر: قوضي يا خيام عليان دار فلقد قوض العماد الرفيع واملئي العين يا امية نوما فحسين على الصعيد صريع. وكان بني امية انتصروا على الحسين فقط. وغير ذلك كثير في حين اننا نعلم ان هذا من غير المحتمل ان يخطر في بال الحسين عليه السلام واصحابه طرفة عين فضلا عن ان يكون هو الهدف الرئيسي لهم ولو كان هو الهدف الرئيسي لكانوا على باطل والعياذ بالله وعلى طلب الدنيا و حاشاهم.
جاء في منتديات يا حسين: كم مرة تكلم رأس الإمام الحسين عليه السلام: يقول السيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله نفسه الطاهرة: 1. لما حمل الرأس الشريف إلى دمشق ونصب في مواضع الصيارفة وهناك لغط المارة وضوضاء العاملين فأراد سيد الشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا عضاته فتنحنح الرأس تنحنحاً عالياً ، فاتجهت إليه الناس واعترتهم الدهشة حيث لم يسمعوا رأسا مقطوعاً يتنحنح قبل يوم الحسين عليه السلام. 2. وصلب على شجرة فاجتمع الناس حولها ينظرون إلى النور الساطع فاخذ بقراء “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ” (الشعراء 227). 3. وقال هلال بن معاوية رأيت رجلا يحمل رأس الحسين عليه السلام والرأس يخاطبه (فرقت بين رأسي وبدني فرفع السوط واخذ يضرب الرأس حتى سكت). 4. ويحدث بن وكيدة: انه سمع الرأس بقراء سورة الكهف فشك في صوته أو غيره، فترك عليه السلام القراءة والتفت إليه يخاطبه (يابن وكيدة أماعلمت أنا معشر الأئمة أحياء عند ربهم يرزقون). 5. فعزم على أن يسرق الرأس ويدفنه وإذا الخطاب من الرأس الشريف : (يابن وكيدة ليس إلى ذلك سبيل أن سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري على الرمح فسوف يعلمون أن الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون). 6. وقال المنهال بن عمروا : رأيت راسا حسين بدمشق على الرمح وأمامه رجل يقرا سورة الكهف حتى إذا بلغ إلى قوله تعالى “أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً” (الكهف 9) نطق الرأس بلسان فصيح : (أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي). 7. ولما أمر يزيدبقتل رسول ملك الروم حيث أنكر عليه فعلته ، نطق الرأس الشريف بصوت مرتفع :لاحوله ولاقوة إلا بالله. أقول: لقد وردت هذه الموارد في كتاب ( الحسين في الفكر المسيحي) لانطوان بارا ( ص 110-111 ) وهي بدون ترقيم لأنه ليس بصدد الحديث عن العدد يهتم بالعدد بينما ذكرها السيد الشهيد محمد الصدر الثاني بالترقيم وهي سبعة مواضع. أي والله راسك أعجب من أصحاب الكهف كيف لا وأنت ربيب الوحي وخامس أصحاب الكساء و سبط من الأسباط فلعن الله امة جهلت مقامك وانأ لله وانأ إليه راجعون. ودمتم برعاية بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه أسألكم الدعاء بحق الحسين.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط