الإصلام : القطع والإستئصال
والدول المُصلمة: الدول المتقاطعة أو التي تسعى لتقطيع بعضها بعضا.
العجيب في الدول التي تسمي نفسها “مسلمة” أو (إسلامية) , أنها لا تمثل روح وجوهر الإسلام الذي تدّعيه وتتبجح بأنها تحميه , فدول الأمة محاطة بقوى مسلمة , لكنها تتصرف بأساليب وسياسات معادية للقيم والمعايير التي جاء بها الإسلام , ووضعَ أسسها المبنية على الرحمة والتعاون والتآزر والتجاور , ورفع من قيمة الجار وأهميته وضرورته للحياة الطيبة السعيدة , حتى كاد الجار أن يكون وريثا.
تجاورنا دولتان تدينان بالإسلام , هما تركيا وإيران , وعلاقاتنا معهما في أسوأ الأحوال , فالتقاطع والتآمر والتفاعل السلبي هو العنوان السائد والمهيمن على طبيعة العلاقات , التي تتسبب بتداعيات مريرة وقاسية خصوصا في مجتمعاتنا , التي صار فيها المسلم عدو المسلم.
ترى لماذا لا يمكن لمجتمعات تدين بدين واحد أن تتآلف وتتوافق في تفاعلاتها وتنظر لمصالحها جميعا , بدلا من التصارع والتكتل للنيل من بعضها البعض , والجميع خاسر ومُسخّر لتحقيق ما ينفع غيرها.
فما هي الفائدة من تعادي هذه المجتمعات وتصارعها وتحالفها مع قوى أجنبية ضد بعضها؟!
ماذا ستربح أية دولة في المنطقة بتحالفها ضد دولة مسلمة جارة ؟!
إن اللوم يقع على الدول المسلمة في المنطقة وبلا إستثناء , فجميعها ترتكب خطيئة جسيمة بحق دينها وتأريخها وأجيالها , وتساهم بتحقيق مصالح الآخرين وبرامجهم ومشاريعهم البعيدة المدى.
كما أنها تستنزف ثرواتها وطاقاتها في توفير ما يدمرها ويهلك مواطنيها , وفقا لدعاوى هذيانية تسمى عقائدية أو مذهبية أو دينية أو فئوية أو إن شئت طائفية , يتلذذ بها المدمنون على سفك الدماء والقتل المباح.
ويبدو أنها تابعة قابعة ومأسورة الإرادة والمصير , وتمضي على سكة المسموح به , وهو التعادي والتقاتل والإحتراب والدمار , وتخشى أن تكون أمة واحدة ذات قدرات إعتصامية بمعاني وقيم الإسلام , ويأتي في مقدمتها حق الجيرة وأسسها وأهميتها في بناء الحياة الأقوى والأفضل.
فلماذا يتبادل الجار المسلم العداء مع جاره المسلم؟!!
أ ليس في ذلك خدمة مجانية لاعداء الجميع؟!!
د-صادق السامرائي
25\5\2017
Read our Privacy Policy by clicking here