الكاتب والاعلامي : سفيان فارس عبدالله
اكتسبت قرية اسكي موصل المعروفة تاريخيا وجغرافيا بمدينة (بلد) اهمية كبيرة في العصر الاشوري حيث يشير المؤرخون الى ان مدينة بلد كانت مركزا فنيا مهما في العصر الاشوري جاءت هذه الاهمية نتيجة وجود العديد من المقالع الحجرية التي كانت تستخرج منها احجار الرخام وخاصة الرخام الابيض والازرق اذ كانت تستخرج الاحجار الكبيرة وتشكل وتنحت على شكل تماثيل وثيران مجنحة ومن ثم تنقل فيما بعد الى المدن الاشورية الاخرى عبر نهر دجلة عن طريق (الاكلاك) . والاكلاك عبارة عن اخشاب متراصة ومربطة ومثبتة مع بعضها بشكل محكم توضع فوقها الثيران المجنحة وتنقل الى المدن الاشورية مثل اشور و الشرقاط ونينوى وخور سباد . حيث يشير الملك سنحاريب عند كتابة مآثره بكل زهوٍ وفخر انه جاء بالثيران المجنحة من مدينة (بلاطو) وهي مدينة بلد لتزين قصره . كذلك عثر على ثيران مجنحة في بلدة خور سباد تعود لفترة حكم الملك الاشوري سرجون الثاني وكتب عليها انها جلبت مدينة بلاطو (بلد) والجدير بالذكر ان الثيران المجنحة كانت توضع على مداخل القصور والمعابد والبيوت وتشير الى القوة والحكمة والشجاعة في ذلك العصر . وفي العصور الاسلامية ازدادت اهمية مدينة (بلد) وازدات معها اهمية هذه المقالع اذ اخذ يستخدمون الحجارة وخاصة الرخام في تزيين الدور و المساجد والنحت والكتابة عليها وكذلك بناء الاعمدة والاساطين المرمرية وحتى الارضيات والمجاري كانو يستخدمون احجار الرخام لسهولة تشكيلها ومطاوعتها لاعمال النحت والكتابة .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط