تشرفت للمرة الثالثة بمقابلة المرجع العملاق سماحة السيد علي السيستاني في مكتبه المتواضع ( أيجار) في النجف الأشرف …
لقد استهل الحديث هو مفتتحاً بإسمي ( الدكتور صاحب الحكيم هو …. ) ، و أشاد بالجهود الخيرة ، و الأعمال المتواصلة منذ أكثر من 40 عاما ً … في الدفاع عن حقوق الإنسان ، و خاصة مراجع الدين و العلماء و الخطباء …
و أخذ يكرر إسمي عدة مرات و أنا مندهش و فخور و لم يسبق لي أن واجهت مثل هذا الموقف الرائع في حياتي ، و اختلطت المشاعر و الأحاسيس عندي … أحقا ً أنا أعيش هذه الدقائق مع سماحته … و أن أسمع و أرى ما لا استطيع وصفَه أبداً..
و كنت ابكي … و هي الطريقة الوحيدة التي أستطيع بها عيش تلك الدقائق الفريدة … و شاهد تلك الدموع نجلُه الكريم سماحة السيد محمد رضا … الذي غمرني بلطفه الكريم..
و يشهد اللهُ تعالى علي أني ما سمعت من أحد بمثل ذلك التمجيد و الإكبار كما شاهدته و عشته مع هذا العملاق… الذي يعرف دقائقَ الأمور و مطلع على تفاصيل الأحداث …
أهديته لوحتين جداريتين ( رفعهما نجله الكريم أمام ناظريه ) صُنعتا من القماش ، الأولى تضم صورَ علماء الحوزة المعذَّبين في زنزنات نظام #صدام_المجرم ، والذين تعرضوا لمحاولات الإغتيال ، وكذلك المعتقلين من مراجع الدين من أقطار عديدة ( بما فيها صورته الكريمة).
وتضم اللوحةُ الثانية صورَ 240 من شهداء الحوزة الدينية من مختلف الجنسيات و البلدان ، مرتبة حسب الحروف الأبجدية ، بما فيهم ( 5 ) خمسة مراجع عظام هم الصدر الأول و البروجردي ، و السبزواري ، و الغروي و الصدر الثاني ، الذين قتلهم نظام #صدام_المجرم و حزب البعث الفاشي … و هم الذين أرختُ حياتهم و ترجمتُهم في ( موسوعة عن قتل و اضطهاد مراجع الدين و علماء و طلاب الحوزة الدينية لشيعة بلد المقابر الجماعية ” العراق” ) التي نفدت طبعاتُها الثلاث.
و استأذنت بطلب الحديث راجيا ً منه و من علماء الحوزة و الأساتذة و المبلغين و الخطباء أن يذكروا سِيرَ هؤلاء العظماء الذي قدموا أعز ما يملكون و هي دماءهم السخية في سبيل نصرة الحق ..
أشكر سماحة السيد رياض الحكيم هذا الجليل الذي رتّب لي تلك الرحلة الرائعة التي اختتمتها بالتوجه إلى المقام السامي للإمام علي عليه السلام لأشكر الله تعالى على هذا التوفيق العَطِر … و لم تجفْ بعد قطراتُ دموع الشكر و يشهد الله علي أني لم أبالغ فيما كتبتُ… عن هذا اليوم السعيد في حياتي…
#الدكتور_صاحب_الحكيم
مقرر حقوق الإنسان
سفير السلام العالمي
منظمة العفو الدولية
لندن النجف الأشرف
اليوم 30 آب 2023
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط