التسويق والتعويق!!

من الواضح أن العديد من المواقع الإليكترونية ممولة وتعبر عن رؤية مموليها , ولا تستطيع التحرر من قبضتهم إلا فيما ندر.
ومن الواضح أيضا , وجود آليات تسويقية لأبواق الكراسي , ولكل متسلط بيده المال والسلاح , لتأمين الهيمنة والإستحواذ الغنائمي على البلاد والعباد.
ويبدو أن هناك العشرات وربما المئات من المحطات الترويجية على شبكات الإنترنيت ومواقع التواصل الإحتماعي بأنواعها.
فللمروجين والمسوقين قنواتهم التي يخاطبون الناس من خلالها , واليوتيوب أقرب شاهد ودليل.
فالواقع المعاصر يختلط فيه ألف حابل ونابل , وتمتزج الرذيلة والفضيلة , وتتصادم الكلمة الطيبة مع الخبيثة , وفيه أعوان الشر ينتصرون على أصحاب الخير , وما أكثر الهرج والمرج.
ولا جديد في الأمر , فحال المجتمعات يتهاوى إلى قيعان الدونية عندما يتحطم مركز القوة وينتفي القانون , وتفقد أنظمة الحكم هيبتها وقيمتها , وتتجاهل المواطنين , وتترك الحبل على غاربه.
ومن أبشع ما يحصل , أن تفقد الكلمة قيمتها , والقلم دوره , لأن السلاح أصدق من المداد , والقول مباد , الناطق بالحق لسانه مقطوع , والمصلح منبوذ , والفاسد قائد , والمخلص شارد , فالخوف سلطان , والقتل والخطف هما العنوان , فلا تعتب على المروجين والمسوقين للخشيل , فهم يطاردون لقمة عيشهم , ويبيعون بضاعتهم كما كان الشعراء وأصحاب الأقلام على مر العصور والأزمان.
يميلون أنى تميل رياح الكراسي , فلا علاقة لهم بموقف , إنهم سائل يتلون كالحرباء , ويتخذ شكل الوعاء الذي يوضع فيه.
“ولا خير في ود إمرءٍ متلونٍ…إذا الريح مالت مال حيث تميل”
هؤلاء تواجهك مقالاتهم , وترويجاتهم للبضائع الفاسدة , فأسلوبهم ضعيف , وعباراتهم واهية , ويحاولون خداع القارئ , وكأنهم يغفلون أن الناس في العصر المعلوماتي صارت على معرفة ودراية وافية عن الكثير مما يجهلون , فهم يتوهمون المعرفة , ويتميزون بالنرجسية والأنانية الفاضحة.
وأكثرهم مدادهم جيوبهم , فهي أفواههم , وما فيها يكون في أفواههم , وعلى السطور.
فما أبخسهم , وأرخص بضاعتهم , وكأن حبل الكذب طويل , والتأريخ بلا أحكام وقوانين , فالزبد سيذهب جفاءً , وكم من كتاب في ظلمات النسيان يستكين!!
فهل من صرخة حق ونور كلمة؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here