أسلحة الدمار الشامل لاتزال موجودة في العراق

بقلم: أ. د. سامي الموسوي

قامت الحرب الامريكية الصهيونية (حرب جورج بوش الصغير وتوني بلير الملطخة يديه بالدم العراقي) عام ٢٠٠٣ بناءا على كذبة وجود أسلحة الدمار الشامل العراقية بالرغم من مضي سنوات على (التفتيش) عن تلك الأسلحة بواسطة المفتشين المستهترين. وبعد احتلال العراق ظهر زيف ذلك الادعاء واعترف المقبور (كولن بأول) وزير خارجية بوش الصغير بان ذلك كان كذبا وانه وصمة عار على جبينهم سوف تبقى للابد. وقد تبين ان الذين ساعدوا على إعطاء معلومات كاذبة عن تلك الأسلحة هم العديد من الذين كانوا يعتبرون انفسهم (معارضة) عراقية حيث زودوا المخابرات الامريكية بتلك المعلومات الكاذبة لكي يجروا أمريكا للحرب ضد بلدهم! والعديد من هؤلاء هم الذين حكموا بعد سقوط بغداد. السؤال الملح والذي يطرح نفسه هو عندما أقدمت أمريكا بقيادة جورج بوش ومساندة توني بلير لماذا عندما تبين كذبهم سكت عليهم الشعب الأمريكي وكذا هو الشعب البريطاني؟ اليس من الاجدر ان يتم تقديم هاذين المجرمين للمحاكمة على الأقل لانهم خدعوا شعوبهم وزجوهم في حرب لا معنى لها ودمروا بلدا مثل العراق ثم تركوه عرضة للنهش من قبل ايران وغير ايران؟ سؤال لم تتم الإجابة عليه لحد الان وعلى هذه الشعوب ان تحاكم المتسببين.

وفي الحقيقة والواقع تبين بعد ذلك ان أسلحة الدمار الشامل كانت فعلا ولازالت موجودة في العراق وهي تهلك الأخضر واليابس ولكن هذه المرة أسلحة تدميرية قتلت ملاين العراقين ولاتزال تقتل. هذه الأسلحة هي التي جاءت مع الاحتلال منذ عام ١٩٩١ ثم عام ٢٠٠٣ عندما تم تدمير البنى التحتية للعراق وضرب بواسطة اعتى الأسلحة المحرمة دوليا مثل اليورانيوم المنضب مما جعل امراض السرطان والتشوهات الخلقية تنتشر وقتلت ما لايقل عن مليون طفل عراقي وحسب زعم المقبورة الصهيونية مادلين البرايت وزيرة خارجية أمريكا بان ذلك يستحق دون خجل ولا ضمير. نعم ان أسلحة الدمار الشامل هو الحصار الاقتصادي الذي استمر ١٤ سنة قتل مئات الالاف من العراقيين ومنع الدواء عنهم. أسلحة الدمار الشامل هو ملجأ العامرية الذي تم قتل مئات الأطفال في ذلك الملجأ واذابة أجسادهم على الجدران بواسطة طيارين امريكان مستهترين بكل القيم الإنسانية. أسلحة الدمار الشامل هي جرائم جنود أمريكا في سجن أبو غريب وهي حالات القتل والاغتصاب التي فعلها هؤلاء المرتزقة وذيولهم وعملائهم في العراقيين من الأطفال والنساء وكل ذلك موثق عند الجهات الدولية والإعلامية. أسلحة الدمار الشامل هو حرب عام ٢٠٠٣ لاسقاط حكومة بلد عربي مسلم وعضو في الأمم المتحدة و دون ادنى سبب وبدون قرار من مجلس الامن (اللا امن) وباستخدام ارض عربية للهجوم عليه. أسلحة الدمار الشامل هو استخدام أسلحة محرمة في معركة مطار صدام (بغداد حاليا) واذابة البشر مع الجديد فيها. أسلحة الدمار الشامل هو خلق داعش ومساعدتها على احتلال ثلث العراق ثم ادعاء محاربتهم. أسلحة الدمار الشامل هو تسليم العراق على طبق من ذهب للعدو الفارسي لكي يكتمل التخريب. أسلحة الدمار الشامل هو تحطيم النسيج الاجتماعي العراقي وخلق نظام مبني على أسس طائفية وعرقية ومذهبية وقتل الوطنية بشكل تام. ذلك النظام (البول بريمري) نظام المحاصصة الذي هم انفسهم انتقدوه بل وعلق على ذلك وعليهم محقق وكالة المخابرات المركزية الامريكية CIA (جون نكسون) كما في هذا الرابط https://thenewkhalij.news/article/178930

/ . أسلحة الدمار الشامل هي إشاعة الفساد الإداري والمالي والبطالة ونشر المخدرات وتدمير الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والتجارة وإعادة عهود شركات النفط الأجنبية لما بعد التأميم النفط وجعل العراق دولة فاشلة ضعيفة لا تستطيع حماية حدودها ومعتمدة علـي بقاء القوات الامريكية. ان أسلحة الدمار الشامل جاءت مع الغزو الأمريكي الصهيوني الفارسي عام ٢٠٠٣ وجلبت الدمار الذي ما زال ينخر في جسد العراق بواسطة الاحتلال والعملاء. فعلى أمريكا ان تصحح ذلك وترحل وتأخذ معها كلما جلبته وتعيد العراق للعراقيين والا فان مصيرها سيكون عاجلا او اجلا مثل مصيرها في أفغانستان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here