بقلم مهدي قاسم
من المعلوم أن الإنسان يختلف بشيء واحد فقط عن الحيوان إلا وهو تمتعه بنعمة العقل ..
وربما لهذا السبب انقرضت أعداد كبيرة من الحيوانات والطيور والحشرات ــ بما فيها الديناصورات العملاقة ــ بينما بقي الإنسان ــ بفضل استخدام عقله ــ يسبق في أحيان كثيرة ، أو يتجنب المخاطر المهددة لحياته ، ليدب على الأرض سعيدا أو تعيسا حتى الآن ..
فالإضافة إلى وجود الحاسة السادسة ذات إشعارات مهمة عند الإنسان ــ و يُقال عند بعض الحيوانات أيضا ــ و المنبئة باحتمالات حدوث مخاطر وكوارث ومصائب ، فأن للعقل دورا كبيرا في تجنب المخاطر سيما منها المميتة :
فمثلا بفضل هذا العقل نعلم أنه في حالة عبورنا الشارع تحت الإشارة الحمراء المحذرِة من المخاطر أثناء حركة المرور للسيارات والقطارات فأننا سنتعرض حتما لحادثة الدهس أو الموت النهائي ، وفي هذه الحالة المسألة ليست قضاء وقدر أو مكتوبا على الجبين بل ولا ينبغي تحمل الله مسؤولية حدوث ذلك ، إنما عدم خضوعنا لمنطق العقل والتفكير السليم في اللحظة ذاتها أثناء أقدامنا على قيام بإجراء ما ، وبالتالي فإن الإنسان هو المسؤول عن ما يؤول إليه مصيره من فاجعة ومأساة حينما يسرف متحمسا في أفراحه و اتراحه كأن يفجر ألعابا نارية في أمكنة مغلقة ــ فوق ذلك ــ شديدة اشتعال ، أو كأن يطلق رصاصا غزيرا و بشكل عشوائي وطائش قد يقتل شخصا مجهولا من قبله .,
و إضافة إلى كل هذا ، فأن الإنسان ــ وبفضل ملكة عقله هذه ــ يُفترض أن يتعلم من حدوث كوارث وفواجع ــ بفعل سوء تدبير و تقدير الإنسان نفسه ــ أي من أخطاء مِمَن سابقوه موجوعين ، متألمين ، وبالتالي ، فلا ينبغي إن يكرر تلك الأخطاء الكارثية بدافع حماس أو ابتهاج طاغ قد ينعش القلب لفترة قصيرة ، ولكنه يشل العقل غير المتبصر أيضا ، ربما بكارثة رهيبة ..