محمد حسين المياحي
صار صعبا على القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إقناع العالم بصواب منطقهم في التعامل القمعي الوحشي مع الانتفاضات والنشاطات المضادة له، ولم يعد العالم يرى منطق النظام القائم على مواجهة الشعب الرافض له بالحديد والنار وإن يقف الشعب مکتوف الايدي ازاء ذلك، وهذه بحد ذاتها نقطة عطف في عملية الصراع والمواجهة القائمة بين الشعب والمقاومة الايرانية من جهة وبين النظام من جهة أخرى.
الاوساط السياسية والاعلامية الدولية لم تعد تتقبل المنطق الخاطئ والمعادي للقيم الانسانية وحتى القوانين والاعراف المتعارف عليها، ولذلك فإن الاصوات بدأت ترتفع وتنادي بحقانية الشعب الايراني في مواجهة نار النظام بنار مضادة وعدم الرکون والاستسلام لممارساته القمعية الاجرامية.
العالم قد رأى وشهد بأم عينيه الجرائم الفظائع التي إرتکبها النظام الايراني بحق الشعب الايراني المنتفض بوجهه ولاسيما إنتفاضات 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، و16 سبتمبر2022، وکيف إنه قد تجاوز کل الحدود في ممارساته القمعية من أجل إسکات صوت الشعب ومطالبه المشروعة، فإنه صار ينظر الى ضرورة الادعان لحقانية الشعب الايراني والمقاومة الايرانية برد النار بالنار على هذا النظام وبهذا الصدد فقد نشرت صحيفة “داكزيورك” السويدية مقالا بتاريخ 19 سبتمبر تحت عنوان “رد النار بالنار” تناولت فيه الوضع في إيران بعد عام من الانتفاضة الشعبية في إيران، وتناولت فيه حقانية الشعب الايراني بمواجهة النظام بنفس اللغة التي يقوم النظام مواجهة الشعب بها.
وقد جاء في هذا المقال:” لقد مرت الآن ذكرى الثورة في إيران. وكانت وفاة جينا مهسا أميني الشرارة التي أشعلت احتجاجات شعبية واسعة النطاق، والتي انتشرت كالنار في الهشيم في جميع أنحاء البلاد. شهد العام الماضي مظاهرات واسعة النطاق وإضرابات واسعة النطاق وعصيان مدني منهجي من قبل شعب سئم من كل ما يتعلق بالجهة الرسمية وقوات الأمن القمعية. لقد نفد صبر الشعب. رد النظام الإيراني على هذه الاحتجاجات الجماهيرية بالاعتقالات الجماعية وإعدام السجناء السياسيين. وقبيل الذكرى السنوية، تم أيضا اعتقال أقارب الشهداء لأسباب وقائية حيث يخشى النظام الإيراني حدوث موجات جديدة من الاحتجاجات الجماهيرية.”
وأضاف المقال متسائلا:” لماذا يخاف النظام ويستخدم كل الوسائل لخنق هذه الثورة؟ قد يكون أحد التفسيرات هو المقاومة الهائلة التي تشهدها البلاد.”، لکنه إستطرد:” أحد الأمثلة على ذلك هو الهجمات السيبرانية الهامة التي قامت بها مجموعة ” قيام تا سرنكوني” (الانتفاضة حتى الإطاحة بالنظام) خلال العام والتي كشفت عن وثائق حكومية داخلية واسعة النطاق للحكومة الإيرانية. وثائق تكشف استراتيجيات النظام وأساليبه في قمع الثورة والتعامل مع المعارضة. تم التحقيق في العمليات ضد المواقع الحكومية في إيران من قبل مجموعة Treadstone 71، وهي مجموعة بارزة في مجال الأمن السيبراني، وخلصت إلى أن النهج كان عبارة عن تسلل حدث داخل البلاد.” وخلص المقال الى القول:” قال نيلسون مانديلا ذات مرة: “إن المناضل من أجل الحرية يتعلم بالطريقة الصعبة أن المضطهد هو الذي يفرض طبيعة النضال، وغالبا ما لا يترك للمضطهدين أي ملاذ سوى استخدام الأساليب التي تعكس أساليب المضطهد. في مرحلة ما، لا يمكن للمرء أن يحارب “النار إلا بالنار.”.