مهند سري
سألت قصاب حيينا : الإرتفاع الذي طرأ على أسعار اللحوم، ماسره؟
جرّ حسرة وآهات، وقال : اليوم نفقت مني أربع رؤوس غنم في السيطرة.
وماذا يعني؟ قلت له، ثم اردفت : إني اتحدث عن مشكلة عامة، وليست خاصة بك.
رد بسيل من الأيمان المغلظة ابتداءً، وعقب على كلامي بالقول: السيطرات هي المشكلة، وليس خرافي التي نفقت، نعم خسرت مليون دينار، لكن من وراء هذه الخسارة؟ .. هنا ينبغي أن تسأل؟
إذاً انت تحمل السيطرة خسارتك؟
سألته فأجاب: بل ارتفاع أسعار اللحوم عموماً.. تصور اية حمولة لاتمر من أمام رجال السيطرة إلا وتخضع للابتزاز، إذ يفرضون على التاجر دفع مبلغ وقدره، وإذا تعذر، أو ساوم في السعر، ركنوه جانباً، وهم يعلمون أنه سيضطر للدفع قبل أن تصاب بضاعته بالتلف، وهذا ماحصل معي حتى نفقت خرافي الأربعة، وادركت أن السيطرة تحكم على المارة بقانونها : ادفع تسلم، وبدورنا نرفع الأسعار على المستهلك لتعويض ما اخذته السيطرات.
موضوع السيطرات ليس إبن اليوم، لكنه تفاقم، وشكل ظاهرة مخيفة، تهدد الأمن الوطني، إذ بإمكان أي مارق يعبر ببضاعة ممنوعة، أو مخدرات، أو متفجرات، مقابل مبالغ يسددها لبعض السيطرات.
وبالتالي فنحن بين خيارين : إما إلغاء السيطرات، لضمان انسياب حركة العبور الداخلي على مفهوم التجارة الحرة: دعه يعبر. . دعه يمر، وإما أن تتحول هذه السيطرات الى أداة تسليب رسمية، ووسيلة ضارة في تحميل السوق المحلية تبعات رفع الأسعار.
وبين هذين الخيارين، نحتاج الى قرار جريء، وخطط بديلة تقطع دابر قطاع الطريق.