الأخطاء النحوية والإملائية في رسالة الماجستير والموسومة بصناعة الحلويات والمعجنات
بقلم مهدي قاسم
بداية نود أن نشير إلى أن الأطروحة الخاصة بصناعة الحلويات والمعجنات ” للباحثة ” زهراء فيصل هاشم في جامعة البصرة ، قد أثارت استهزاء وتهكم الكثير من العراقيين ، حتى احتل هذا الخبر صفحات التواصل الاجتماعي لأيام عديدة متتالية ، فضلا عن مئات تعليقات ساخرة لاذعة ، لا لشيء فقط لأن الطالبة المذكورة قدمت أطروحة في صناعة الحلويات والمعجنات ، وكان سبب استغرابهم هو كيف يمكن كتابة أطروحة جامعية في مجال الأطعمة والحلويات خاصة ؟ ..
وهو اعتراض ربما يفتقر إلى الوعي بأهمية الفن المطبخي و صناعة الحلويات والتي تُعد ذات بعد إبداعي بامتياز *، و ربما مرد ذلك يرجع لعدم علمهم بوجود طباخين ماهرين على المستوى العالمي فازوا و يفوزون بجائزة نوبل الخاصة بصناعة الطعام أو الحلويات ضمن منافسات ومسابقات دولية بين حين و آخر ، و أن فنون الطبخ والحلويات ذات أهمية إبداعية أسوة بأي عمل إبداعي آخر في مجالات وحقول علمية و فنية و أدبية أخرى .* ..
ومما يُثير الاستغراب هو هذا الموقف المستهزئ من عملية الطبخ وصناعة الحلويات ، و تحديدا بالذات من قبل أشخاص ينتمون إلى مجتمع معروف عنه بحمله ألقاب عائلات عراقية عريقة تحمل أسماء الأطعمة والمشروبات مثل ” أبو التمن ” الباججي ” ” القهوجي ، الحلو ، و الخ من ألقاب أخرى ،ذات صلة بالطعام والمشروبات والحلويات ..
فما بدا مما حدا ؟ ..
علما إن النقد البنّاء وجُد لغاية نبيلة ، أي من أجل البناء والتقويم والإرشاد بموازاة كشف الأخطاء السلبيات والمعوقات والعراقيل الكابحة للتطور والتحديث ، ولكن حينما تتحول عملية النقد من أجل النقد ــ شاطي باطي ــ فحسب ، فحين ذاك ستفقد عملية النقد هذه أهدافها و أهميتها و فوائدها المرجوة ..
و مع أنني أحاول أن أفهم ظاهرة النقد الساخر و المستهزئ ، فيما يتعلق الأمر بمسألة الأطاريح الجامعية في العراق ، و ذلك بسبب مظاهر الفساد والمحسوبية التي رافقت عددا كبيرا من هذه الأطروحات تحت ظل نظام الفساد واللصوصية الطائفية القائم حاليا في العراق ، و التي ــ أي شهادة دكتوراه ــ إما اُشتريت من جامعات تحوم حولها شبهات فساد قوية جدا ، أو تلك مُنحت و التي كُتبت بسطحية مبتسرة لا تُترقى إلى مستوى البحث الأكاديمي الرصين والرفيع المطلوب ، فضلا عن هزالة مضمونها المضحك حقا في أحيان أخرى ..
و رجوعا لعنوان المقالة ، فإن كُثرة أو حدة النقد المّركزة على أطروحة ” الباحثة ” زهراء فيصل هاشم قد أنستهم عملية التركيز على الأخطاء اللغوية والإملائية و التي كتُبت بأسلوب ركيك فظيع ، و على نحو :
( رسالة الماجستير الموسومة صناعة لحلويات والمعجنات في محافظة كربلاء المقدسة ” ) !!..
فيُفترض ــ حسب تصوري ــ أن يُكتب مضمون الإعلان عن مناقشة الأطروحة المذكورة آنفا على نحو : رسالة الماجستير الموسومة بصناعة الحلويات و المعجنات في محافظة كربلاء المقدسة ..
إلا أن الطامة الكبرى هنا لا تكمن فقط في الضعف اللغوي ” للباحثة ” المذكورة ، إنما في عدم انتباه أو قيام المشرفين على البحث من قبل أساتذة جامعيين بطلب من الطالبة المذكورة بتصحيح تلك الأخطاء اللغوية والإملائية الواخزة لعيون الحريصين على سلامة اللغة العربية ..
* هامش ذات صلة :
( رشح طاهيًا لجائزة نوبل للطبخ
سبتمبر 22, 2023
تهمل جائزة نوبل فن وعلم الطهي وتريد مجموعة من كبار الطهاة معالجة هذا الإغفال. وقد حصلت بالفعل على جائزة الشيف الدولية الأخيرة هذه جائزة نوبل في الطبخ وهي الآن تقبل الترشيحات لأهم طاهٍ في العالم. في حال لم تكن تتابع هذه القصة. تنتهي الترشيحات في 30 أبريل.
تم إطلاقه في وقت سابق من هذا العام من قبل مجموعة من كبار الطهاة في العالم بما في ذلك Gaston Aucrio و Joan Roca (الذي يعد مطعمه El Celler de Can Roca حائزًا حاليًا على لقب أفضل مطعم في العالم) تم إنشاء جائزة Basque Culinary World لتكريم قادة الصناعة الذين يستخدمون فن الطهو كقوة قوية للتغيير. المنظمة نفسها تطلق عليها البحث عن الطهاة الذين يحسنون المجتمع من خلال فن الطهوــ نقلا عن غوغل )