الحمدانية: ليست الفشل الأول ولا الأخير في المسلسل المتكرر للنظام الفاشل

بقلم: أ. د. سامي الموسوي

فاجعة الحمدانية التي تفحمت بها أجساد العراقيين المحتفلين بعرس سقط عليهم سقف القاعة محترقا وقتل العشرات وجرح غيرهم لاتخص شريحة واحدة فحسب بل هي فاجعة بكل معنى الكلمة تخص الشعب العراقي كله من أقصاه الى أقصاه. وان هذه الفاجعة هي سبب مباشر للفشل الذي طالما عانى منه العراق بسبب الأحزاب الفاشلة وحكوماتها منذ عام ٢٠٠٣ المشؤوم. وكل ما عملته حكومة الأحزاب الحاكمة هو على غرار (اقتل القتيل وامشي في جنازته) فذهب هذا وذاك للتعزية وتمت طمطمة القضية بلجنة (سوبرمانية) انهت التحقيق في يوم وليلة وتم منح مبلغ مالي رمزي للمحاولة لاسكات اهل الضحايا وبعض التصريحات الفارغة الغاية منها الضحك على ذقون العراقيين كما هي العادة.

حريق قاعة عرس الحمدانية هي ليست الأولى ولا الأخيرة ما دام هذا النظام الفاشل موجود. فكان قبل ذلك حرائق متشفى الحسين في ذي قار وتفحم أجساد المرضى فيه وحريق مستشفى اليرموك الذي تفحمت فيه أجساد الأطفال الخدج والرضع وبعد ذلك حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد الذي قتل واحترق فيه فيه اكثر من ٢٠٠ مريض والحرائق المتكررة في أسواق الشورجة وحرائق البساتين في المقدادية وحرائق الحقول الزراعية المتكررة وغيرها كثير. والسبب في كل هذه الحرائق هو غياب معايير السلامة او لاسباب مفتعلة والنتيجة هي فقط يتم طمطمتها ونسيانها لكي يستمر الفشل ولكي لايكتشف السبب الفعلي الذي فيه يدان من هم في هرم السلطة كما تم طمطمة ملفات سبايكر وداعش والفساد المالي والسرقات وغيرها وغيرها. بقي ان نقول ان البعض من أهالي الضحايا في الحمدانية رفضوا زيارات رئيس البرلمان ووزيرة الهجرة والوزير الأول لمجلس الوزراء (للتعزية) ومن حقهم المطالبة بتحقيق دولي محايد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here