مخطوفين , مفقودين , مغيبين , مقتولين , لا جديد , الأمر عادي ومتكرر , تعودت الناس على سماعه حتى تبلدت حواسها وتجمدت مشاعرها , وأصابهم الصمم وحجبت نظرهم غشاوة الخوف والرعب.
صمت مطبق ولا يجوز الحديث في الموضوع , إنه من المحرمات , ومَن ينبس ببنت شفة يُقطع لسانه , وإن تجرأ وسأل وطالب سيقطع عنقه , فقتل المسلم للمسلم من الإيمان!!
الأجهزة الأمنية بأنواعها تنأى بنفسها عن الموضوع , فلا يعنيها , وإياك أن نسنفهم منها وتطلب معاونتها فذلك من الممنوعات.
الله يرحمه , “فص ملح وذاب”, “الأرض بلعته , إنها غدّارة” , لماذا تهوّل الأمر , فما أكثر المخطوفين والمغيبين , إنهم عشرات المئات , ولا يُسمح بالحديث عنهم , وكأن الجميع في غفلة ونكران , وكلٌ ” يداري خبزته”!!
صمت رهيب لا مثيل له في مجتمعات الدنيا , وكأن الجرائم المتكررة لا تعني أحدا!!
أين ذهب المخطوفون , ما هو مصير المغيبين , لا يجوز الإقتراب من ذلك , فالفاعل فوق القانون , والدولة لا تستطيع تحريك ساكن , ورعاة الحرية والديمقراطية لا يأبهون ما دامت المصالح مؤمّنة.
الدين يتم توظيفه للقيام بأبشع الجرائم , والعمائم المتاجرة بالدين جاهزة لإطلاق الفتاوى المغرضة , التي تنسف القانون والدستور , ما دامت التأويلات هي الدين.
الناس في رعب , والتقول على الدين يصدح في المنابر على لسان المنافقين , الذين يحثون على القهر وإستلطاف الجور والحرمان من أبسط حقوق الإنسان , وعندهم قائمة طويلة من التبريرات.
فما أكثر الجرائم في مجتمعات تدّعي الكراسي فيها أنها تمثل الدين , ولا يُعرف عن أي دين يتحدثون.
فهل أن الخطف من طقوس هذا الدين؟
الكل تعرف وتحرف , وما أكثر المجاهيل!!
د-صادق السامرائي
Read our Privacy Policy by clicking here