أولئك الكتَّاب الكبار لم يكونوا بحاجة حتى إلى جائزة بوبل !
بقلم مهدي قاسم
وفي وسط لهاث متعب .. جريا منهكا وراء ألقاب أدبية و فنية من قبيل: شاعر ، كاتب ، روائي ، إعلامي فنان ، بلوجر و و و ..الخ ، يوصل أحيانا لحد توسل مذل بدون أية ضرورة أو حاجة ملحة لذلك غير هوس قهري بالشهرة ..
تذكرتُ في غمرة هذه الهرولة والضجة لنيل واحدا من هذه الألقاب و في كل الأحوال وحتما !، أقول تذكرتُ في وسط هذه المعمعة أولئك الكتَّاب الكبار الذين مُنحوا جائزة نوبل عن جدارة ولكنهم رفضوها بكل بساطة وعن طيبة خاطر ــ ربما لأسباب مبدئية ــ لشعورهم بأن نيل هذه الجائزة لن تُقلل ولا تكثر من أهميتهم الإبداعية ، و هذا ما حدث بالفعل :
فالكاتب المسرحي الإنجليزي الساخر جورج برنارد شو الذي رفض جائزة نوبل بقي محتفظا بشهرته العالمية حتى بعد مماته بل و حتى الآن ، و كذلك الأمر بالنسبة للفيلسوف والروائي الفرنسي الوجودي جان بول سارتر صاحب ” الفلسفة الوجودية ” و الذي هو الآخر رفض جائزة نوبل انطلاقا من ثقته بأعماله الفلسفية والروائية التي ستُخلده سواء مع جائزة بحوزته جائزة نوبل أو دونها ..
بينما صاحب رواية ” دكتور جيفاكو. ” نعني الروائي الروسي بوريس باسترناك ( تلك الرواية التي نالت شهرة عالمية بفضل تحولها إلى فيلم سينمائي رائع ببطولة عمر شريف ) ـ فهو أيضا قد رفض جائزة نوبل رغم حاجته الماسة إلى النقود ..
علما إن جائزة نوبل ليس فقط لها أهمية اعتبارية إنما مالية أيضا تُقدر بمئات آلاف من دولارات ..
أما ما هي ” المناسبة ” التي جعلت هذه السطور تخطر على بالي ف.. الواقع .. نسيتها ..أقصد المناسبة التي جعلتني أتطرق إلى هذا الموضوع !ّ..
آه .. نعم تذكرتُ الآن : أقصد ظاهرة الجري واللهاث وراء ألقاب طنانة ورنانة !..
مع التأكيد على عدم قصدنا شخصا محددا بعينه ..
نقول هذا لدرء أي سوء فهم أو تأويل شخصي ..
إنها تكاد تكون ظاهرة عامة وشبه عالمية هذا اللهاث خلف الشهرة .
Read our Privacy Policy by clicking here