ذي قار / حسين العامل
كشف ناشطون في الحراك الاحتجاجي عن مسارين لانطلاق تظاهرات ذي قار الخاصة بإحياء الذكرى الرابعة لتظاهرات تشرين الاول في ساحة الحبوبي وسط الناصرية والاخر في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، مشددين على القصاص من قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المغيبين وتغيير منظومة المحاصصة ومحاسبة الفاسدين.
وتظاهر الآلاف من أهالي محافظة ذي قار، أمس الاحد، في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، لإحياء الذكرى السنوية الرابعة لانطلاق تظاهرات تشرين مجددين العهد على مواصلة التظاهرات حتى الخلاص من الطبقة السياسية الفاسدة.
وقال الناشط هشام السومري لـ(المدى) ان “متظاهري محافظة ذي قار يشاركون بإحياء ذكرى انتفاضة تشرين في الناصرية وكذلك في العاصمة بغداد “، مبينا ان “فريقا من المتظاهرين ينظم تظاهرات تنطلق من ساحة الحبوبي وسط الناصرية فيما توجه فريق اخر من المتظاهرين الى بغداد للمشاركة بالتظاهرات المركزية في ساحة التحرير”.
وعن ابرز مطالب المتظاهرين قال السومري ان “تنسيقيات المحافظات المنتفضة التي اجتمعت مؤخرا في كربلاء اتفقت على ان تتضمن فعاليات احياء الذكرى الرابعة جملة من المطالب الاساسية من بينها محاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المغيبين ورفض الطبقة السياسية الفاسدة وسياسة المحاصصة التي اثبتت فشلها على مدى 20 عاما”، مشددا على “اهمية اجراء تغييرات جوهرية في منظومة الحكم ليكون صالحا لحكم الشعب الذي عبر عن رفضه للنهج السياسي الراهن المبني على الفساد وتقاسم مغانم السلطة”.
ويرى السومري، ان “احزاب السلطة دخلت مرحلة الاكسباير وما عادت تصلح لحكم البلاد كونها تمادت بالفساد ووفرت الحماية للفاسدين وناهبي المال العام وتجاهلت كل مطالب الشعب المشروعة”، معربا عن رفضه لـ”عودة مجالس المحافظات كونها حلقة زائدة اثبتت فشلها على ارض الواقع في تجربتها السابقة بإدارة شؤون الحكومات المحلية”.
من جانبه، قال الناشط في تظاهرات ذي قار احسان ابو كوثر الهلالي لـ(المدى) ان “فعاليات احياء الذكرى الرابعة لانطلاق انتفاضة تشرين تتجدد اليوم في ساحة الحبوبي عبر تظاهرات حاشدة انطلقت وسط الناصرية”، واضاف “كما تضمنت الفعاليات الجماهيرية اقامة مهرجان لاستذكار شهداء تظاهرات تشرين الذين ضحوا بأرواحهم وهم يهتفون للوطن”.
واكد الهلالي ان “تشرين مستمرة كون دوافع انطلاقتها الاولى مازالت قائمة وهي ستمضي حتى تحقيق كامل أهدافها”. ومن جانبها، اصدرت مجموعة من القوى التشرينية بيانا بالتزامن مع حلول الذكرى الرابعة لتظاهرات تشرين جاء فيه “مازلنا كما عاهدنا شعبنا وشهداءنا على موقفنا الثابت والرافض لعودة مجالس المحافظات”، واضاف ان “المساعي المشبوهة التي ينتهجها بعض المتظاهرين من خلال الترشح مع أحزاب السلطة هي خطوات خارج إطار الوطنية”. ويرى البيان أن “مساعي تحول الحركة الاحتجاجية إلى مشروع انتخابي فاشل هي أيضا محاولات للقضاء على صوت الشعب الحي”، واستطرد “وهذا يؤدي إلى فقدان ثقة العراقيين بأي ثورة أو مظاهرة قادمة”. ودعا البيان إلى أنه “لذلك على من فقد جادة الصواب الرجوع الى الطريق الصحيح وما زالت الفرصة كبيرة”، معلنا عن عدم المشاركة في الانتخابات التي عدها محسومة مسبقا وفق المعطيات التي رسمها النظام المحاصصاتي وقانونهم المرفوض مجتمعياً ومرجعياً، بحسب البيان. وشدد بيان المجموعة على؛ “نعلن براءتنا من المشاركين في هذه المجالس التي وصفناها بالحلقات الزائدة وأغلقناها بالدم هذا وأننا مازلنا على المبادئ الثورية الرافضة لنظام المحاصصة والأحزاب الفاسدة”.
واندلعت التظاهرات العراقية في الاول من تشرين الاول 2019، في 10 محافظات وسطى وجنوبية، وذلك عبر دعوات انطلقت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج على تردي واقع الخدمات وتفاقم معدلات الفقر والبطالة، واهانة الكفاءات العلمية، وتمادي الطبقة السياسية في انتهاج سياسة المحاصصة الحزبية والطائفية وهدر المال العام وحماية الفاسدين ناهيك عن الولاءات الاقليمية التي جعلت من العراق حديقة خلفية لدول الجوار.
وشهدت التظاهرات عمليات عنف غير مسبوقة، لا سيما بعد دخول جماعات مسلحة، وُصفت بـ”الطرف الثالث”، على خط قتل وقمع واختطاف المحتجين والناشطين. وأدت أعمال العنف والقمع إلى مقتل نحو 800 متظاهر، وإصابة أكثر من 27 ألفاً، وأكثر من 3 آلاف معتقل ومختطف ومغيب. في وقت لم تُحاسَب فيه أية جهة متورطة بهذه الأعمال. فيما قدر رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي اجمالي ضحايا تظاهرات تشرين بأكثر من 600 شهيد من المتظاهرين، وأكثر من 3500 إصابة تؤدي إلى الإعاقة، وأكثر من 24 ألف إصابة بسيطة، وذلك في لقاء صحفي منشور في صحيفة الشرق الاوسط بتاريخ 11 آذار 2023.
ويبلغ إجمالي حصيلة ضحايا التظاهرات في محافظة ذي قار اكثر من 140 شهيداً فيما سجلت المؤسسات الصحية نحو 5000 إصابة بين صفوف المتظاهرين معظمها ناجمة عن الرصاص الحي والقنابل الدخانية هذا ناهيك عن جرائم الاختطاف والاغتيال التي استهدفت الناشطين في تظاهرات ذي قار ولاسيما سجاد العراقي وفرج البدري.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط