بغداد/ تميم الحسن
نحو ثلث الناخبين سيحرمون من التصويت في الانتخابات المحلية المقبلة بسبب عدم امتلاكهم بطاقة الاقتراع.
وهذه المجموعة مقسمة الى 5 فئات رئيسية من بينهم سكان المدن التي افرغت اثناء احتلال “داعش”.
وتجري الانتخابات المحلية بوجود اكثر من 10 مدن فارغة او شبه فارغة، ونحو 200 قرية تواجه مصاعب في عودة السكان.
ويفترض بحسب بيان للحكومة صدر في حزيران الماضي، اجراء الانتخابات المحلية في 18 كانون الاول المقبل.
وكانت المفوضية قد اغلقت قبل اكثر من شهر باب تحديث بيانات الناخبين، حيث توجه الى مقرات المفوضية اكثر من مليون فرد.
وفي الحصيلة النهائية للتحديث، سجلت المفوضية قيام 2006 أشخاص بتحديث البيانات ضمن التصويت الخاص.
وبحسب قانون الانتخابات الاخير فان المشاركة في التصويت تكون عبر البطاقة البايومترية حصرا.
وسيدفع هذا القرار وبسبب ضعف الاقبال على التحديث الى مقاطعة نحو 8 ملايين عراقي للانتخابات، وما يعادل نحو 33% من المصوتين.
وتقول مصادر مطلعة لـ(المدى) ان عدد العراقيين الذين يملكون البطاقة البايومرتية “16.5 مليون من اصل اكثر نحو 24 مليون يسمح لهم بالتصويت”. وتنتمي هذه المجموعة الى عدة فئات منها النازحين في المخيمات او من الذين يسكون خارج تلك المراكز. ويقدر عدد هؤلاء بنحو نصف مليون عراقي، اكثر من 300 الف خارج مواقع الايواء وهؤلاء 200 الف منهم تقريبا لايملكون بطاقات.
و130 الف نازح اخر في مخيمات الايواء، ويرجح ان 68 الف منهم فقط يمتلكون بطاقات بايومرتية.
وبحسب المصادر المحلية في عدد من المدن فان هناك نحو 13 مدينة ومنطقة تعرضت الى عمليات نزوح وتهجير.
ابرز تلك المناطق هي جرف الصخر، حيث غادرها نحو 65 الف شخص، وهم كل السكان، منذ اكثر من 7 سنوات ولم يعودوا حتى الان.
وهؤلاء مقسمون بين العدد الاكبر الذي يعيش في مناطق قريبة من الجرف الواقعة جنوب بغداد، ومخيم “بزيبز” قرب الفلوجة.
والمخيم الاخير لايتم الحديث عنه في التصريحات الرسمية لاسباب غير معروفة رغم انه يضم 1400 عائلة، جميعهم يصنفون بانهم من “عوائل داعش”.
وهذه العوائل لا تملك في الغالب اوراق ثبوتية، وبحسب المنظمات الدولية هناك اكثر من 10 الاف عراقي بلا أوراق رسمية بسبب احداث “داعش”.
والبلدة الثانية هي سنجار، شمال الموصل، حيث يقدر نحو 80% من السكان لم يعودوا اليها وهم بنحو 200 الف شخص.
اضافة الى مدن اخرى مثل عزيز بلد، جنوب سامراء وهي تقريبا خالية من السكان، والعوجة قرب تكريت، وهي بلدة صدام حسين.
ومنطقة سليمان بيك شرقي صلاح الدين، وهي ايضا شبه خالية، واجزاء من العظيم في غربي ديالى، وبيجي شمال تكريت، والحويجة جنوب غربي كركوك.
اضافة الى نحو 200 قرية مهجورة، ابرزها الواقعة في جنوب كركوك، وقرى آمرلي شرقي صلاح الدين، وقرى غربي ديالى.
ومشكلة هذه المناطق والمخيمات بان اغلب السكان يخشون العودة الى مناطق سكناهم للتصويت او تحديث البيانات. وتلزم المفوضية الناخب باجراء معاملات الحصول او تعديل بطاقته السابقة في مدينته الاصلية.
وسيكون للنازحين المتواجدين في المخيمات حصراً حق التصويت في المدن المتواجدين فيها، اما البقية عليهم العودة الى ديارهم للاقتراع.
وعلى هذا الاساس فان مدينة مثل الحضر جنوب الموصل فيها ما نسبته بين 15 الى 20% من السكان متهمين بالتعاون مع “داعش”.
ووفق مسؤولين محليين هناك فان هؤلاء اعدادهم “تقدر بـ25 الف وسيكونون خارج الاقتراع لعدم قدرته على ترويج المعاملات بسبب اتهامات ضدهم”. والامر كذلك ينطبق على مناطق في تلعفر غرب الموصل، اذ غادر اغلب التركمان السُنة وهم يمثلون بين 35 الى 40% من السكان (بحدود 30 الف شخص).
اما الفئة الثانية من العراقيين الذين لايملكون بطاقات الناخبين، هم المغتربون ويقدر عددهم بنحو 1.5 مليون، واغلبهم لم يعد الى البلاد لتحديث البيانات.
والمجموعة الثالثة هي المواليد الجديدة بين عامي 2004 و2005، حيث تشير المراكز المعنية بالانتخابات الى ان هؤلاء لايكترثون الى السياسة وبالتالي لم يحصلوا على بطاقة الناخب، وعددهم ايضا بنحو 1.5 مليون.
اما الفئة الرابعة فهم السجناء والموقوفين، وهؤلاء يقدر أعدادهم بين 60 و70 الف، وفي انتخابات 2021 الاخيرة شارك 571 الف سجين فقط بالاقتراع.
الى ذلك يضيف هوكر جتو وهو مراقب للانتخابات فئة خامسة الى الذين لا يملكون بطاقات اقتراع بايومترية، وهم المقاطعون.
ويقول هوكر في مقابلة مع (المدى) ان الفئة الاخيرة “هم العراقيون الذين يمتنعون عن التصويت لاسباب عدم قناعتهم بالمرشحين وبإجراءات المفوضية وبجدوى الاقتراع”.
وكان ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي قد اعلن في وقت سابق مقاطعته الانتخابات.
كما ذكرت حركة امتداد، التي تعتبر من حركات احتجاج تشرين، عدم المشاركة اضافة الى تجمعات اخرى مثل حركة رفض.
كذلك فان جمهور التيار الصدري، والذي يقدره اوساط التيار بنحو 20% من الناخبين، قد لايشاركوا بالاقتراع بسبب مقاطعة زعيم التيار مقتدى الصدر الانتخابات.
ويذكر جتو ان النازحين في المخيمات قد تقل نسبة تأثيرهم على مستوى الاقتراع بسبب امكانية المشاركة بالمحافظات المتواجدين فيها ضمن الاقتراع الخاص.
لكنه يشير الى تأثيرات قد تحدث بسبب بعض الفصائل التي انتشرت في المناطق التي تعرف بـ”المتنازع عليها”، على ارادة الناخبين.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط