علاء كرم الله
لربما عنوان المقال سيثير الفضول لدى القاريء ويسأل كيف حدث ذلك وأين؟ وهل يعقل أن تفوز أمانة بغداد بالمرتبة الأولى في معرض دولي للزهور؟ ، وهي العنوان الكبير وراء خراب وأهمال بغداد ؟! ، عفوا يا أمانة بغداد فهذه هي الحقيقة ، وأرجو أن تعذرينا أن تعجبنا بفوزك بمسابقة دولية وأية مسابقة في الزهور؟!! ، ترى ماذا حل بسويسرا ، وما جرى للنرويج وهولندا!!؟ بلدان الزهور والورود! ، أذا كانت أمانتنا تحصد المركز الأول في معرض دولي للزهور؟! ، لا بد من وجود خلل في الطبيعة ! لننتظر ونرى؟! ، عفوا يا أمانة بغداد لكلامي هذا ، لأنك لم تتركي لدى العقل الجمعي للعراقيين غير صور الخراب والأهمال ودمار بغداد ، وصور ملايين الأطنان من الأزبال والأوساخ التي تغطي وجه بغداد والشوارع المكسرة والمليئة بالمطبات والحفر، وحتى الساحات القليلة التي تم أنشائها فقد أفتقدت الى أبسط أنواع الذوق والترتيب وتناسق الألوان!! ، أعذرينا يا أمانة بغداد فكل العراقيين وبلا أستثناء يجدون أن بغداد قد تشوه وجهها على أيدي أمنائك الذين لم يصونوا! هذه الامانة الكبيرة والغالية والتاريخية ، وخاصة في العشرين سنة الأخيرة من بعد أحتلالها من قبل الأمريكان السفلة! الذين أحتلوها من أجل تدميرها ومحوها بل ومحو العراق كله!!؟ ، فقد تشوهت بغداد في العشرين سنة الأخيرة بشكل كبير وقبيح حتى باتت مدينة لاتطاق ولا يصلح بها العيش! . كنا نتمنى منك يا أمانة بغداد ، أن تتحدي المحتل وخبثه وخططه لتدمير بغداد وتحافظي عليها وتعتني بها لأن بغداد أهلا لذلك ، ولأنها المدينة التاريخية التي تحمل عبق التاريخ وزهوه ، ولكنك ومع الأسف خيبتي كل أمال العراقيين عندما أهملتي بغداد الى الحد الذي وصلت فيه كأسوء وأوسخ مدينة في العالم! . وأليكم قصة الفوز الرهيب لأمانة بغداد بمعرض دولي للزهور!!!!؟ ، (( في الجناح الخاص برابطة المجالس البغدادية والمشارك في معرض بغداد الدولي للكتاب الذي أقيم مؤخرا على ساحة أرض معرض بغداد الدولي قبل أيام ، أسترعى أنتباهي الخبر الذي نشرته صحيفة الرابطة بعددها رقم (13) ،// بأن جناح أمانة بغداد المشارك في معرض دمشق الدولي للزهور بدورته (43) حصد المرتبة الأولى على الأجنحة الخارجية المشاركة بالمعرض!!!!؟ ، وأعلن ذلك في الحفل الختامي للمعرض الذي أقيم عصر الثلاثاء 12/ أيلول في قاعة ( شيراتون دمشق)! ، والذي تم فيه تقديم شهادات الفوز والمشاركة عن نتائج مسابقة (أجمل تنسيقية زهور) ، من قبل معاوني وزراء السياحة والزراعة ومدير سياحة دمشق ، حيث قام بأستلام الشهادتين رئيس وفد الأمانة ( عبد المنعم ناصر العيساوي) ، فيما أستلم المهندس الزراعي (علي حاتم الرماحي) ، شهادة فوزه بالمرتبة الثالثة لمسابقة تنسيق الزهور ( التنسيق الحر) ، التي شارك بها أكثر من 20 متسابقا يمثلون مختلف الشركات والمشاتل الزراعية ومحلات بيع الزهور!؟ ، وذكر في الخبر حضور معاون وزير السياحة السوري الذي ألقى كلمة أشاد بها بالمشاركين ، على هامش الحفل الختامي الذي حضره عدد من مدراء الأجنحة وأعضاء وفد بغداد// كل من رئيس تحرير جريدة صوت بغداد عادل العرداوي ، والمهندس الزراعي محمد راشد وممثلي مشتل الدهلكي الزراعي في بغداد عادل وعلي غالب ، وطيف واسع من المعنيين بتربية النباتات والزهور))!! . الى هنا أنتهى الخبرالذي يخص فوز أمانتنا والذي نقلته من الصحيفة نصا ، وبالأمكان الرجوع الى الصحيفة وتصفحها من خلال ( اليوتيوب) . وللتعليق على خبرالمشاركة والفوز نقول : حقيقة بقدر ما أفرحني الخبر رغم فقر المعرض! حيث لم يسلط عليه الأعلام المحلي ولا العربي ولم نسمع أي خبرعن فترة أقامته ولو بتايتل بسيط في أية فضائية وأية أخبار!!؟ ، كما لم تشر الصحيفة الى عدد الدول المشاركة فيه؟؟ ، أن كانت من الدول العربية أو العالمية؟ ، ولا أدري كيف يطلق عليه معرضا دوليا في حال عدم مشاركة دولية وعربية!؟ ، حيث لم تذكر الصحيفة أسم أية دولة عربية أو أجنبية مشاركة سوى العراق وبعدد من أصحاب المشاتل؟!! ، وطيف واسع من المعنيين بتربية النباتات والزهور!! ، ورغم كل هذا التضخيم من قبل الصحيفة والمبالغة بالمشاركة!؟ ، أنتابتني فرحة وقلت مع نفسي ( المهم العراق فاز بالمرتبة الأولى ، محد مشارك ، بس أحنا ، معرض فقير بائس ، المهم في الأمر هو أن هناك خبر زين عن العراق والحمد لله! ، أحسن من أخبار الفواجع والموت والدمار والخراب وأية أخبار سيئة عن العراق التي تتسارع فضائياتنا الأعلامية على نقلها بالصوت والصورة ، حتى لو كان أصطدام دراجة هوائية! ، بالوقت الذي لا تحاول هذه الفضائيات نقل أي خبر جميل فيه شيء من الفرح والنجاح والأمل عن العراق حتى لو كان مثل خبر فوز العراق بمعرض الزهور الدولي في دمشق!!؟ (رغم أنه يبدو معرض مشاركة لأصحاب المشاتل)!! . وطبعا أن موضوع تشويه صورة العراق ونقل كل ماهو سيء عنها أمام العالم ، هو أمر مقصود ويمثل أحد الأهداف الستراتيجية للأحتلال الأمريكي البغيض ، لتشويه صورة العراق أمام أنظار العالم ! . أعود بالقول بأن خبر فوز أمانة بغداد بمعرض دولي للزهور في دمشق!!؟ رغم ضعفه الأعلامي فأنه بقدر ما أفرحني فأنه أثار لدي ولربما لدى الكثير الكثير من العراقيين سؤالا عن مدى صحة الخبر وجدية المشاركة وهل المعرض هو معرض دولي فعلا؟ لأن صحيفة (المجالس البغدادية) التي نشرت الخبرلم تنشر صورا كثيرة عن المعرض باعتباره معرضا دوليا وعن الدول المشاركة!؟ ، ثم أين لقطة وصورة الفوز الحقيقية التي فاز بها وفدنا المشارك في المعرض؟؟! ، وأين صورة (تنسيقية الورود) التي نظمها وعملها وفد أمانة بغداد المشارك لكي تحصد المركز الأول!؟؟ ، ثم ان المعروف بمثل هذه المشاركات والمعارض الدولية أن تسلم الدروع والكؤوس والميداليات الذهبية للفائز الأول ، وليس ورقة ( كارتونة) مكتوب فيها المشاركة كما ظهرت الصورة بالجريدة!! ( وبالأمكان الرجوع الى الجريدة)! ، وبعيدا عن المشاركة التي يبدو انها مشاركة ترويحية وللمجاملة!! ، لأن لا يوجد ما يدلل على كونها مشاركة فعالة في معرض وصف بأنه دوليا وشاركت به عدة دول!!؟ ، في حين لم يظهر في الصورتين اليتيمتين التي نشرتهما الصحيفة المذكورة غير صورة بائسة لشخص يحمل ورقة بيضاء بيده ! ، ويبدو أنها هذه هي الجائزة!!؟. الشيء الملفت للأنتباه أن أي عراقي لا يمكن أن يصدق مثل هكذا أخبار عن أمانة بغداد ليس لضعف التغطية الأعلامية فقط عن المعرض والمشاركة فيه لا لا أبدا ، بل لأن أمانة بغداد تركت صورة مشوهة ولوعة في نفوس العراقيين! بسبب أهمالها لبغداد! فكيف تشارك بمعارض دولية وتحصد المراكز الأولى!!؟. فهذا الخبر فتح أمامي ملف أمانة بغداد بكل ما فيه من وجع وألم! ، فأنا هنا لا أستثني أحدا من كل الأمناء الذين تسنموا موقع المسؤولية لأمانة بغداد من بعد الأحتلال الأمريكي الغاصب للعراق ، فكلهم ساهموا بخراب وتدمير بغداد أما بالأهمال المقصود أو لعدم المهنية ، او بسبب الفساد الذي طال هذه الدائرة حالها حال بقية دوائر الدولة التي ينخرها الفساد! ، حيث أن بعض الأمناء كانت عليهم ملفات فساد! ، والذي لم يظهر عليه فساد أكتفى بالجلوس خلف مكتبه ويستلم الرواتب والمخصصات والأمتيازات ومن ثم يقبض تقاعدا بملايين الدنانير نظير خدمة سنتين لا أكثر وفي أحسن الأحوال 4 سنوات خدمة وراحة وخدم وحشم! ، ولتختنق بغداد بالأزبال والأوساخ والمجاري الطافحة! . وليدلني أحد عن منجز واضح للعيان قامت به أمانة بغداد على طول العشرين سنة التي مضت!!؟؟ . وقد أشتهر من بين كل هؤلاء الأمناء الأمين الأسبق نعيم عبعوب ( أشهر من نار على علم )!! ، والذي أشتهر بقصة الصخرة التي سميت فيما بعد ( بصخرة أبن عبعوب) ! التي سدت المجاري وتسببت بغرق بغداد! ، والذي ذاع صيته أكثر بمقولته المشهورة عن (أمارة دبي بأنها مدينة زرق ورق!!) ، ومن المفيد ان نذكر هنا أن أبن عبعوب ظهرت عليه ملفات فساد (كوووومة)! حسب ما نشرت وسائل الأعلام حينها ! بس كلها أنتهت وأنسدت ويعيش الآن في النمسا!!! . فامانة بغداد وبعد مرور 20 سنة من أستلام هؤلاء السادة لأمانتها ، لازالت بغداد مدينة خربة بائسة مهملة مزدحمة ملوثة بأطنان الأوساخ والأزبال التي تغطي وجهها ، وبشوارعها الضيقة المكسرة وبكثرة الطسات والنكر والحفر ويبدو أنها ستبقى هكذا!! . أعود للمعرض الدولي ومشاركة أمانة بغداد فيه! أقول : ( مادام عدكم هيج ذوق وحرص وتعرفون الجمال ، وتشاركون بمعارض دولية مال زهور، ليش متشتغلون لبغداد؟؟! ، فهل قدمتم يوما لمسة جميلة بسيطة على مستوى شارع أو ساحة او رصيف أو مرفق بسيط؟؟ ، أما كان الأولى بيكم أن تنظفوا بغداد من الأزبال والأوساخ ، وتزرعوها بكل الورود والأزاهير وتملؤا ساحتها بالزهور والرياحين أولا ، قبل المشاركة بمعرض بائس فضائي!! لا يعرف عنه أي شيء ولم تذكر جريدة ( المجالس البغدادية) التي نشرت الخبر أسم دولة واحدة مشاركة غير العراق!!؟ كما لم تعلمنا الجريدة التي نشرت الخبر من هي الدولة التي فازت بالمركز الثاني ولا الدولة التي فازت بالمرك الثالث!!؟ . أقول أنتم غير مجبورين أن تنقلوا مثل هكذا أخبار لا يصدقها العقل والمنطق! . أخيرا نقول : أعملوا لوطنكم وقدموا له شيئا قبل أن تشاركوا بالمعارض الدولية يا أمانة بغداد!!؟.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط