بقلم: أ. د. سامي الموسوي
لم نسمع طيلة اعمارنا ولا ابائنا ولا اجدادنا ولا اجداد اجدادنا السابقين واللاحقين بأن يوم ٣ تشرين عام ١٩٣٠ هو يوم العيد الوطني للعراق ولكن كل شيء جائز مع حكومات الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي البغيض! بعد البحث وجدنا ان يوم ٣ تشرين هو يوم مشؤوم في تأريخ العراق لانه اليوم الذي سيطر المستعر البريطاني على حق التصرف بالثروات العراقية (مجهولة المالك) حيث ان بريطانيا لم يكن لها الحق حسب قرارات عصبة الأمم المتحدة ان تتصرف بخيرات العراق لانه ليس بلدا عضوا في عصبة الأمم المتحدة بل بلد تحت الانتداب البريطاني حينها وعليه فهو اشبه بالقاصر الذي لم ينضج للتصرف بامواله ولا الذي يستعمره بانتداب أي بريطانيا الا بموافقة العصبة. وعليه فأن نوري سعيد اتفق مع الإنكليز ان يمنحهم حق التصرف على ان يكون هو رئيس وزراء وهم يعملون لادخاله عصبة الأمم المتحدة مما يرفع عنه صفة القاصر الذي لايستطيع التصرف الا بانتداب. فكان يوم ٣ تشرين ١٩٣٠ يوم دخول العراق للعصبة وبنفس الوقت يوم سيطرة بريطانيا على نفط وخيرات العراق (بابا كركر) فهل يصح ان يكون ذلك يوما وطنيا للعراق؟! هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان اليوم الوطني لشعب هو ليس العوبة بيد كل من هب ودب وصار وزيرا او رئيس وزراء من أمثال المدعو مصطفى الكاظمي او من اتى بعده. ولقد مر هذا اليوم ولم يعطيه أهمية او يعتبره يوما وطنيا كل العراقيين ما عدا المنتفعين منه من أمثال المغنية المعروفة بشذى حسون والذين جاؤا بها لكي تغني في ما اصطلح عليه بمهرجان العراق الأول والذي أقيم في ساحة الاحتفالات في وسط بغداد والتي كان الاجدر ان يقالم عليها (تعزية خاصة و وطنية) لضحايا حريق الحمدانية. ساحة الاحتفالات هذه كانت تصدح فيها أصوات الصناديد من جيشنا البطل ووقع اقدامه وزمجرات جنوده وصدى أرواح شهدائه البررة من كافة الشرائح دون تمييز ولا تفرقة طائفية. ساحة الاحتفالات التي كانت ترهبها أمريكا وبريطانيا بجورج بوشها الصغير والمقبور وتوني بليرها الجبان الملطخة يديه بالدماء. ساحة الاحتفالا التي صدح فيها نشيد وطن مد على الأفق جناحه تأتي اليوم المغنية شذى حسون وهي نصف عارية لتغني (موطني هل اراك ـ ناعما منعما ـ) — ناعما منعما اليس كذلك؟! لا نعرف من اين أتت هذه المغنية بكلمة (ناعما) وماذا تعني بها؟! ليس ذلك فحسب ولكن دماء ورائحة احتراق جثث (حريق الحمدانية) لاتزال تفوح ويمكن ان يشم ريحها داخل وخارج العراق الا في ساحة الاحتفالات التي تم تدنيسها بالعاريات والمتبرجات حسب الموضة الجديدة (موضة ما بعد كورونا). الم يكن من الاجدر ان يؤجل هذا المهرجان الى ان تجف دماء اهل الحمدانية؟ بغض النظر عن تدنيس ساحة الاحتفالات الرسمية وكلمات (النعومة) الحسونية والتعري من اجل الموضة الم تخجل حكومة محمد السوداني (حكومة أحزاب الاطار) من اهالي ضحايا حريق الحمدانية وهم لايزالون يموتون الواحد تلو الاخر وعلى الأقل بسبب الإهمال الحكومي؟ ام ان المثل المصري (اللي اختشوا ماتوا) ينطبق هنا؟
على كا حال كان الاجدر بالمدعو مصطفى كاظمي ان يشكل لجنة من العراقيين ذوي الاختصاص لكي يختاروا لهم يوما وطنيا ثم يعرض ذلك على الرأي العام ولعل اليوم المناسب هو يوم ٣٠ حزيران عام ١٩٢٠ وهو يوم ثورة العشرين التي طردت المستعمر والمحتل البريطاني وحققت فيما بعد استقلال العراق والتي اشترك فيها العرب والاكراد وكافة الأديان والمذاهب. ولعل البعض يرى ان يوم التحرر من النظام الفاشل الحالي والذي جاء بعد الاحتلالات هو اليوم الوطني الموعود حينها سوف لن يتمنى احد ان يكون العراق (ناعما) بل خشنا صلبا يستطيع ان يقف شامخا قويا يدك حصون اعدائه دكا.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط