المواجهة الشاملة تقترب بين “حزب الله” وإسرائيل وباريس تطالب بالنأي


جيش الاحتلال يشن غارات على لبنان رداً على هجوم صاروخي (وكالات)
مصادر خليجية لـ”السياسة”: الوضع خطر… وكندا وألمانيا تحذران من السفر إلى لبنان
اتصالات عربية ودولية عاجلة لميقاتي.. ولقاء لافت بين السفيرة الأميركية واللواء عباس إبراهيم

بيروت ـ من عمر البردان

ينزلق لبنان تدريجاً نحو مواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل، بفعل ارتفاع حدة التوتر بين “حزب الله” وإسرائيل على طول الخط الأزرق من الناقورة غرباً حتى مزارع شبعا شرقاً، تزامناً مع تصاعد التوتر في غزة والضفة. وقد قام الجيش الإسرائيلي، أمس، بقصف مناطق وقرى محاذية للحدود مع لبنان، حيث شهدت أطراف بلدة عيتا الشعب قصفاً مدفعيًّا مركّزاً من قبل الجيش الإسرائيلي، كما طال القصف أطراف بلدتي رميش وراميا، فيما شهدت أحراج عيتا الشعب سقوط قنابل فسفورية. وتحدّثت معلومات عن إصابة مواطن في المنطقة، فيما قام ‏الطيران الحربي الاسرائيلي بتنفيذ غارات جوية عند أطراف بلدة مروحين الحدودية، وذلك على وقع موجات نزوح كثيفة من المناطق الحدودية، حيث فرغت البلدات والقرى من ساكنيها.
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط قتيل وعدد من الجرحى في إطلاق نار من لبنان، ورد بفرض حظر وإغلاق في البلدات القريبة من الحدود، قال حزب الله إنه قصف دبابة ميركافا إسرائيلية في شتولا بالجليل الغربي، مؤكدا أن طاقمها سقطوا بين قتيل وجريح، مؤكدا إن استهدافه للجيش الإسرائيلي في شتولا يأتي ردا على استشهاد وجرح صحفيين ومواطنين جنوبي لبنان، موضحا أن مقاتليه استهدفوا مركزا لجيش العدو في شتولا بالصواريخ الموجهة مما أدى لوقوع قتلى وجرحى. وفي وقت سابق، اعترف الجيش الإسرائيلي بـ”4 إصابات على الأقل في هجوم صاروخي مضاد للمدرعات من لبنان على قرية حدودية إسرائيلية”. وبعد لحظات، قال الجيش الإسرائيلي “تعرض موقع عسكري إسرائيلي حدودي لإطلاق نار من لبنان بعد قصف شتولا”. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن صاروخا مضادا للدروع أطلق على ثكنة عسكرية لجنوده في الجليل الأعلى. وأضاف “قواتنا ترد بقصف مدفعي”.وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل شن هجمات على جنوب لبنان في أعقاب إطلاق النار. كما أعلن إغلاق كل المناطق على مسافة 4 كيلومترات من الحدود اللبنانية وحظر الحركة فيها.
وإذ علمت “السياسة” من أوساط وزارية رفيعة أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أجرى في الساعات الماضية سلسلة اتصالات عربية ودولية، سعياً من أجل تحييد لبنان والحؤول دون انفجار الوضع في الجنوب، أكدت مصادر دبلوماسية خليجية لـ”السياسة”، أن الوضع في لبنان في غاية الخطورة، وأن الأمور قد تخرج عن السيطرة في الجنوب في أي وقت، إذا لم يع بعض الأطراف خطورة ما قد يجر اللبنانيين إليه. واشارت أوساط سياسية، إلى أن حزب الله ووفقا للمعطيات قد دخل فعلياً في المواجهة مع إسرائيل، وهي مرشحة لمزيد من الاتساع في الساعات المقبلة، بانتظار ترجمة كلمة السر الإيرانية التي حملها وزير خارجية إيران إلى بيروت. وعشية وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت، دعت الرئاسة الفرنسية اللبنانيين وحزب الله إلى البقاء في منأى من النزاع بين إسرائيل وحماس، معربة عن قلقها البالغ حيال الوضع المتوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية. وطالب الاليزيه، حزب الله واللبنانيين الاتزام بضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الاولى.
وفيما زارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا، المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم واستعرضت معه التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وما ينبغي القيام به لوقف التصعيد. حذرت كل من كندا والمانيا، رعاياهما في لبنان لتجنّب مناطق الصراع والانتباه من عمليات الخطف، كما دعت سفارتا البلدين إلى تجنب السفر غير الضروري إلى لبنان بسبب الظروف الأمنية التي لا يمكن التنبؤ بها.
وفي المواقف، لفت الرئيس فؤاد السنيورة، إلى أن لبنان لا يستطيع أن ينخرط بعملية ضد إسرائيل لأنه مأزوم أصلاً، مشددا على رفضه أي قرار يتخذه حزب الله أحادياً، قائلا يجب أن يكون قرار السلم والحرب بيد الدولة. وشدّد السنيورة، على ان قرار حزب الله ليس لبنانياً بل إيرانياً وأغلبية اللبنانيين ترفض توريط لبنان. من جهته، رأى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، أن “الأوضاع الراهنة صعبة جداً ومرشّحة، إلى التطوّر أكثر وأكثر،كما انها تأخذ أبعاداً أكثر مما كان متوقعاً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here