الإبادة الجماعية للعرب في فلسطين وصمة عار يبررها لهم الحاخامات

بقلم: أ. د. سامي الموسوي

وصمة عار في جبين الإنسانية وخاصة أولئك الذين ساعدوا من ارتكبها بالمال والسلاح والتأييد. وصمة عار ستظل على جبين الإنسانية كلها مدى التأريخ وجريمة إبادة جماعية بحق الأبرياء الذين هم مرضى يتعالجون في المستشفى من جراء القصف الصهيوني المستمر على غزة. وصمة عار لن ينساها التأريخ وجريمة لحقت جرائم حكومة (نتن ياهو) ومن ايد تلك الحكومة وزودها بالصواريخ الامريكية التي حرقت المرضى وهم داخل المستشفى ومنهم أطفال رضع. وصمة عار على جبين كل صامت ولم يستنكر على اقل تقدير هذه الجريمة البشعة جريمة قصف (مستشفى المعمدان الأهلي العربي في غزة). ولكن لنرى كيف يشعر الصهاينة اليهود إزاء ذلك وهل يفتي لهم احبارهم وحاخاماتهم بذلك؟ سؤال الإجابة عليه تفسر ما يجول في ادمغتهم المريضة وهم يرتكبون هذه الاعمال.

في عام ٢٠٠٩ اصدر الحاخام الصهيوني (إسحاق شابيرا) كتاب أسماه (فتاوى يهودية) طالب فيه بإبادة العرب دون استثناء بل وقتلهم والتنكيل بهم بغض النظر عن دياناتهم و حتى الملحدين منهم ماداموا هم غير يهود و بحسب الرواية التِّلموذية (المحرّفة). وقد استند في ذلك على مجموعة من النصوص الدينية الموجودة في التراث العبري المحرف التي ترى الآخرين من غير اليهود عبارة عن حيوانات لا قيمة لهم إلا خدمة اليهود والسَّهر على راحتهم و هم في مرتبة أدنى من مرتبة البشر. وحسب بروتوكولات حكماء صهيون فإن كل ما يمتلكه العرب من مال وممتلكات عينية بما في ذلك أرواحهم التي في أجسادهم كلها ليست إلا هديَّة من الله قد أودعها في أجساد الآخرين لخدمة اليهود وبالكيفية التي يراها اليهودي مناسبة. و تتضمن تلك الفتاوى الدينية الصهيونية قتل كل من هو غير يهودي اذا كان يشكل خطرا على الكيان الصهيوني حتى لو كان طفلا أو رضيعا.

وقد سبق وان صدرت فتاوى و تَّصريحات من قبل للحاخامات الصَّهاينة يستنِدون إلى أحكام التوراة، لإقْناع شعوبِهم وجنودهم بشرعيَّة ما يقدمون عليه من قتل وإبادة للعرب، فقد سبق ان أصدر الحاخامات اليهود فتوى نشرتها الصحف الصهيونية مثل صحيفة (هآرتس) يستنِدون في شرعيَّة القتل والإبادة وارتكاب المجازر على ما نصَّت عليه التَّوراة في قوم العماليق وهم عرب. فقد أصدر الحاخام (مردخاي إلياهو) فتوى يستنِد في تبريره لمجازرهم الى التَّوراة المحرفة مثل ما جاء في سفر المزامير: (سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليْهم، ولن أتوقَّف حتَّى القضاء عليْهم). هذه هي نفس لهجة نتنياهو وحكوماتهم المتتابعة. وهم يقومون بطبع هذه الفتاوى في كتيبات ويوزعونها على جنودهم فقد قام كبير الحاخامات بالجيش الإسرائيلي (أفيخاي رونتزكي) بتوزيع كُتيبً على الجنود الذين يقاتلون في غزَّة، يحتوي على فتوى دينيَّة تُعارض الرَّحْمة بالأعداء. أي ان يقتلونهم بلا رحمة!

وهم يستندون على نصوص في العهد القديم او التوراة مثل خطاب (ربهم) الى موسى في سفر التثنية الإصحاح 25 الفقرة:10 بقوله: (فمَتى أراحَكَ الرَّبُّ إلهُكَ من جَميعِ أعْدائِكَ حَوْلَكَ في الأرْضِ الَّتي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إلهُكَ نَصِيبًا لكَيْ تَمْتَلِكَها، تَمْحُو ذِكْرَ عَمالِيقَ مِن تَحْتِ السَّماءِ، لا تَنْسَ”. أي ان (ربهم) يقول لهم لاتنسوا قتل العماليق وهم قوم عرب عن بكرة ابيهم. و في الكتاب المحرف يوجد عدة نصوص تَّحريض على قتْل غير اليهودي، حتَّى ولو كانوا لا علاقة لهم بالقتال و ليست لهم نية أوتفكير فيه، بل الإبادة المطلقة للبيئة والمحيط اللذين يعيش فيهما هؤلاء الآخرون. ومن هذه النصوص والفتاوى المستوحاة منها نقدر ان نرى لماذا هم قصفوا مستشفى المعمدان وغيره ويحرقون الأخضر واليابس.

كما و يستندون لما جاء في سفر (يوشع ) الذي أمر جنودَه بأن يحرقوا مدينة “أريحا” بمن فيها من الرجال والنساء والأطفال، كما جاء في كُتُبِهم، ولم يقتصر الأمر على حرْق “أريحا” بل عليهم أن يقوموا بذلك في كل مدينة استولوا عليها. حيث جاء في سفر يشوع ما يلي: (وأخذوا المدينة واقتلوا كل من في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير و بحد السيف.21:6-22). وجاء في سفر التثنية ما يلي: (وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًّا، التي ليست في مدن هؤلاء الأمم هنا، أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا، فلا تستبقِ منهم نسمة، بل تُحرمها تحريمًا:الحثيين، والأموريين، والكنعانيين، والفرزيين، والحويين، واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك.16:20

وجاء في سفر التثنية17:13: فضَرْبًا تضربُ سُكان تلك المدينة بحد السيفِ، وتُحرمُها بكلِّ ما فيها مع بهائمها بحدِّ السيفِ، واجْمَع كل أمتعتها إلى وسطِ ساحتها، وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتِها كاملة للرب إلهك، فتكون تلاًّ إلى الأبد لا تُبنى بعدُ.

وجاء في سفر صموئيل ما يلي: “إيَّايَ أرْسلَ الرَّبُّ لِمَسْحِك مَلِكًا على شَعْبِه إسْرَائِيل، والآنَ فاسْمَعْ صَوْتَ كَلامِ الرَّبِّ، هكَذا يَقُولُ رَبُّ الجُنُودِ: إنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ ما عَمِلَ عَماليقُ بإسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ في الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِه مِنْ مِصْر، فالآنَ اذْهَبْ واضْرِبْ عَمَالِيقَ، وحَرِّمُوا كُلَّ ما لَهُ، ولاَ تَعْفُ عَنْهُمْ؛ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وامْرَأَةً، طِفْلاً ورَضِيعًا، بقَرًا وغَنَمًا، جَمَلاً وحِمَارًا” 15:4. ونسبوا إلى النبي حزقيال أنه قال:لا تشفق أعينكم، ولا تعفوا عن الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، واقتلوا للهلاك. 7:9. هذا هو تفسير قصفهم وقتلهم للعرب دون استثناء حيث وفقا لهذه النصوص جاءت فتاواهم بالقتل وهذا تصريح كبير حاخامات إسرائيل (عفوديا يوسف) وهو رئيس لحزب ديني متطرف يقول بأن: (الرب قد ندم لأنه خلَق العرب و وصفهم بانهم انجاس، والموت لهم أفضل من الحياة. اما الحاخام (شلومو أفينير) وهو من كبارهم له كتيِّب يوزع على الجيش الإسرائيلي يقول لهم فيه ما يلي: إنَّ إظهار الرَّحْمة إزاء عدوٍّ قاسٍ هو شيء لا أخلاقي بصورة فظيعة، وأبلغ الجنود بأنَّهم يحاربون قتلة! أي انهم يحثونهم على عدم ابداء الرحمة في قتالهم الأعداء. اما الحاخام (شلوموا إلياهو) فانه يحث على الإبادة بقتل ملاين من اعدائهم العرب حيث قال: (إذا قتلْنا 100 دون أن يتوقَّفوا عن ذلك فلا بدَّ أن نقتُل منهم ألفًا، وإذا قتلْنا منهم ألفاً دون أن يتوقَّفوا فلنقتل منهم عشرة آلاف، وعلينا أن نستمرَّ في قتْلِهم حتَّى لو بلغ عدد قتْلاهم مليون قتيل ويشير هذا الى ما جاء في كتاب المزامير: (سوف أُواصل مطاردة أعدائي والقبْض عليْهِم، ولن أتوقَّف حتَّى القضاء عليهم). واصدر الراباي (يتسحاق شبيرا) والراباي (يوسي إليتسور) كتاب اسموه (شريعة السلطة) من ضمن ما جاء فيه ما يلي: (يجب قتل أطفال العرب كي نسبب الحزن لأهاليهم و يتوجب الانتقام منهم باستمرار و بقسوة ومن ذلك يجب قتل الرضع منهم) ويمنعون حتى النقاش في ذلك أي قتل الرضع!

والادهى من ذلك فأن (مجلس الحاخامات) في فلسطين المحتله كان قد دعا الحكومة الصهيونية إلى إصدار الأوامر بقتْل المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أن (التوراة) تجيز قتْل الأطفال والنساء في زمن الحرب. كما وقد وصفوا العرب بانهم أسوأ من الثعابين السامة وانهم أي العرب يتكاثرون كالنمل ويجب ان يذهبوا إلى الجحيم. وقد أشاد هؤلاء الحاخامات بمرتكبي المجازر اليهود ضد العرب على مدى التاريخ. فهذا الحاخام الكبير (إبراهام شابير) في رسالة وجَّهها لمؤتمر شبابي صِهْيَوْني،في الولايات المتحدة حيث قال: (نريد شبابًا يهوديًّا قويًّا أو شديدًا نريد شبابًا يهوديًّا يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم منَ الأرض يجب أن نتخلَّص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم)

اما سياسيهم فهم لهم نفس التوجهات الحاخامية تجاه العرب وهذا (مناحيم بيجين) يقول في كتابه الموصوف ب “الثورة”: (ينبغي عليكم أيها الإسرائيليون ألا تلينوا أبدًا عندما تقتلون أعداءكم، ينبغي ألا تأخذكم بهم رحمة، حتى ندمر ما يسمى بـ (الثقافة العربية) التي سنبني على أنقاضها حضارتنا فالعرب الفلسطينيون مجرد صراصير يجب سحقها).

وصمة عار يبررونها بكتبهم المحرفة!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here