الصين وروسيا ودخول الشرق الأوسط من أوسع أبوابه

محمد صابر / مصر

يوماً بعد يوم تزداد حدة التوتر والتلويح بالحرب من قبل دول منطقة الشرق الأوسط، فلم يبقي سوى قذيفة تخطئ الهدف أو تصريحا مستفز أو اجتياح بري يطال قطاع غزة !!

حيث تشهد المنطقة انقساما كبيراً و تحالفات والكل يستعد وينتظر الشرارة الأولى لبدأ الحرب الإقليمية الكبيرة والتي من الممكن في طرفة عين أن تصبح حربا عالمية ثالثة فأمريكا والتحالف الغربي يرى أن إسرائيل هي الورقة الأخيرة للبقاء في زعامة العالم و حتى إن كان نسبياً ومؤقتا يجب دعمها بكل ما يملكون من قوة حتي لا تسقط كما حصل في أوكرانيا واعطاء درساً لدول الشرق الأوسط
أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هم القوة الكبيرة في العالم بعدما رأى الجميع غير ذلك في حرب أوكرانيا، أما في الفريق الآخر تتحرك إيران بحرية كبيرة في المنطقة والفضل يرجع إلى بعض الاذرع العسكرية الموالية لها في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن وهذا ما يجعلها ندا قويا لدول الفريق الأول
مع بدأ العملية في اسرائيل وغزة يوم السابع من تشرين الاول الماضي بدء حلفاء إيران بالتنسيق لضرب مصالح الفريق الأول في المنطقة إن كان في العراق أو سوريا وتهديد المصالح الأمريكية اما القسم الثاني من حلفائها في لبنان واليمن فبدأ الاشتباك مع إسرائيل وان كان بشكل بسيط و نسبي ولكنه يضعف الجبهة ويفقدها بعض الاتزان ولكن ما ترجوه إيران هو انزلاق قوة إقليمية أخرى في النزاع

وهي مصر لانه عندما تدخل مصر بشكل رسمياً الحرب سيكون هناك توازن في معدل القوة والجبهات كما ترى إيران في وجهة نظرها لان عند دخول مصر الحرب ستترك إيران وحلفائها جبهة إسرائيل وتتعامل مع الجبهة الأمريكية الغربية بفضل الاذرع القوية لها في العراق ولبنان سوريا فيما يتبقى جبهة اليمن للتعامل مع الخليجي والذي لا يريد المخاطرة وترك الخندق الأمريكي
وفي هذا الوقت ستلعب الصين الدور الأكبر في تاريخها في الشرق الأوسط وهو قد بدأ بالفعل وهو حماية منطقة الخليج للحفاظ علي تدفق النفط والغاز منه وظهر ذلك بعدما ارسلت الصين بعض القطع البحرية الي المنطقة في رسالة مضمونة أننا هنا يمكننا حماية المنطقة…
وهذا ما يضعف الموقف الأمريكي في المنطقة اكثر مماهو ضعيف لأنها لا تستطيع كبح جماح هذه الحرب إذا أشتغلت أو اشتعلت المنطقة على حد سواء !!! لانه ستصبح كمن أراد اظهار قوته للتحكم ففقد السيطرة على كل شئ فأوكرانيا أصبحت لقمة سائغة في فم الدب الروسي وتايوان أصبحت في قبضة التنين الصيني اما الغرب فأصبح في صراع لا ناقة له به ولا جمل….
وإسرائيل التي تدعمها امريكا بكل شىء أصبحت بين قوسين من تفكك داخلي بعدما فقد مواطنيها الثقة في القادة العسكريين والسياسيا وأصبح الخوف يملئ جنبات الجيش الإسرائيلي لتبقى روسيا هي المستفيد الأكبر من هذا الصراع بعد تحريك أميركا لمعظم قطعتها العسكرية الي منطقة الشرق الأوسط وتبقى إيران حليفاً استراتيجيا للدب الروسي وفعل ما لم يقدر عليه جميع الدول الغربية وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية مشغولة بالشرق الأوسط وعنصر أساسي في الحرب الإقليمية المقبلة بعيدا عن أوكرانيا وعن تايوان

في النهاية مثلا يقول( تجي تصيده يصيدك ) فامريكا الان تحتاج للدعاء ام روسيا والصين يخططون لرسم خريطة جديدة هم فقط من يوزعون الأدوار فيها..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here