( النزيف مستمر ) ويخرج من العيون الحزينة والقلوب المكبوته في الانبار ؟

كتب : د . خالد القرة غولي

الغبار المتعمد الذي أثير حول منصب المحافظ في محافظة الانبار , لم تأت من فراغ بل تقف ورائها سلطات متعددة وأحزاب وتكتلات سياسيه واجندات خارجية متعدده , بل وصل الأمر الى إشراك دول الجوار في تحديد هويته , المواطن الانباري الكريم على معرفة تامة بمن يحق له الترشيح أولا وعلى من سلط الضوء وحشدت له مختلف الاتجاهات والأصوات والدعايات الإعلامية المتقنة والمغرضة , ويشاركني الجميع بان طريق الفوز لم يكن شائكا كثيرا لأن العراقيل والمعوقات التي وضعت ما هي إلا عبارة عن قشور وأغلفة كاذبة تجري من تحتها أوامر معروفة للجميع , وأتذكر جيدا ويتذكر معي الانباريون , ما حدث بعد انتخابات مجلس المحافظة الاخير وتم اقصاء المحافظ السابق المهندس قاسم الفهداوي وسط صمت ودهشة واستغراب الجميع , وحدث الذي حدث وإذا بربان سفينة العراق وقائد دفتها يصبح عصياً لاختياره وانتظرنا وتابعنا ما حدث عشيرة تؤيد وحزب يعترض وتكتل ينتقد وكأن انتخابات دولة رئيس الوزراء اكبر من اختيار محافظ الانبار ؟ أجيب والحسرة لا تفارقني كوني عراقي انباري لي اخوة اصدقاء اعزاء من اهلي في الانبار لم يقترب منا أو يرنوا من مشاعرنا إننا نمثل محافظة ما أو مذهبا ما بل كنا معاً نعمل من اجل العراق تحت شعار واحد لا غيره عراقي + عراقي = عراقي , بعد حدوث خروقات كبيرة ومراوغات وصراعات واتفاقات سرية وعلنية بين المتنافسين خرج من أزمة , ىوانتقلت من ساحة التنافس الشريف إلى ساحة للمعركة الطائفية المقيتة , وللذين لا يعلمون بان جميع الأسلحة قد استخدمت السياسية والحزبية والمالية والمناطقية والمذهبية والجهوية تحت غطاء التهديد للخروج من عنق زجاجة الاتهامات ويمكن ان تعود نفس الوجوه الى مقاعد مجلس المحافظة الاخير , وخلت من الوجوه الجديده من أصحاب الشهادات العليا والخبراء وهذا حال الديمقراطية الجديدة في العراق وفي الوقت الذي يترجح كفة احد المرشحين تنزل في اليوم الثاني هاوية بسبب تعرج طرق مضافة أخرى واستغراب جديد عما يكسبه المحافظ والأعضاء المنتخبين بعد إن تحولت الانتخابات إلى كرنفال قتالي انتقل من وسائل الإعلام إلى قاعات مغلقة تحت المظلة السياسية الجديدة ومن الطريف جدا في هذا الموضوع ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر تدخل وحضور شخصيات سياسية وحزبية ابعد ما يكونوا وتم القاش وتزيع المناصب في دول الجوار وكردستان , والايام المقبلة تشهد من يفوز وينتصر , ويهرب من يريد ان يهرب لكن النزيف استمر يخرج من بين العيون الحزينة والقلوب المكبوتة وهي ترى بأم عينها تمزيق صفحة الوحدة العراقية بعد أن تمزقت سياسياً وها هي الآن تتمزق اجتماعيا وثقافيا أقولها وبلا خوف أن وحدة الانبار هي الهدف الأسمى , من الفوز بمنصب محافظ الانبار أو تسلق فوق منصات التتويج وإذا ما أراد الفائزون أن يتفقوا , أن ما حدث قبل الانتخابات الاخيرة لمجلس محافظة الانبار الاخيرة , ورقة بوليسية عادية استخدمها احد ما لغرض الفوز , ولا اريد ان اقصد آو أسمي أحدا ما وكل الفائزين والمنسحبين صفحاتهم بيضاء في سجل الوطنية الخالد لكنني انصح الجميع من الفائزين والمنسحبين بفعل فاعل أن يعملوا من اجل
( الانبار ) العراق الموحد العزيز .. ومن الله التوفيق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here