الميركافا.. أسطورة لم تُختَبَر


شاهد| القسام تدمر دبابات إسرائيلية بهجوم مباغت في غزة

“إن ميل الجيش الإسرائيلي دوما إلى إعلاء أهمية الحلول التكنولوجية على حساب الابتكار التكتيكي أدى إلى التراجع النسبي لأدائه العسكري في مواجهة العَرَب، وهو تراجع أمكن إخفاؤه بالأعداد الضخمة للقوات الإسرائيلية المُستخدمة دوما ليس إلا”.

مارتِن فان كرِفيلد، مُنظر ومؤرخ عسكري إسرائيلي (6)

في عام 1980، بدأ الإنتاج واسع النطاق للميركافا، وبحلول يونيو/حزيران 1982 الذي بدأت فيه تل أبيب غزوها البري للبنان، كانت هناك 200 دبابة ميركافا في حوزة الجيش الإسرائيلي اشتبك الكثير منها بقوة في العديد من المعارك مع الدبابة السوفيتية “تي 72” التي استخدمها الجيش السوري آنذاك. وقد تباينت تقييمات المعارك التي خاضها الطرفان بين مَن يدَّعي تفوُّق الميركافا، ومَن يقول إن معظم المواجهات الناجحة للإسرائيليين مع الدبابات السوفيتية كانت بفضل استخدام صواريخ أميركية مضادة للدبابات أو زرع الألغام في طريقها. ومع ذلك، راجت تصريحات شارون عن تفوُّق الميركافا، وسرعان ما انفتح باب الدعاية الإسرائيلية التي روَّجت لها بوصفها دبابة لا تُقهَر (7).

دبَّابة ميركافا مُدمَّرة أثناء اجتياح لبنان في الثمانينيات. (الصورة: مواقع التواصل)
منذ تلك اللحظة أصبحت الميركافا دُرَّة القوات البرية في دولة الاحتلال، التي أنتجت منها أجيالا جديدة باستمرار، دون أن تُختَبر في أي معركة نظامية حقيقية، أو تُصَدَّر إلى دولة تخوض حربا نظامية بحيث تُثبت كفاءتها من عدمها. وقد كانت محدودية تسليح المقاومة الفلسطينية طيلة الثمانينيات والتسعينيات، وانسحاب الجيش السوري من لبنان ومن أي مواجهات نظامية مباشرة مع إسرائيل، سببا في استمرار اختلال الموازين لصالح إسرائيل المتفوِّقة بأعداد قواتها وترسانتها الضخمة، مقابل جماعات مقاوِمة لم تملك السيطرة في الجو أو البحر، وبالكاد حقَّقت نجاحات برية بالتمترُس في المدن. ولذا، لم تندلع مواجهة تكشف أوجه قصور الميركافا وجدواها طيلة تلك السنوات.

في ظل الهيمنة الأميركية على المنطقة في التسعينيات، وانحياز منظمة التحرير الفلسطينية لخيار الدبلوماسية، بدأت حركات مقاومة جديدة في الظهور أكثر من ذي قبل، وعلى رأسها حركة حماس بالإضافة إلى حزب الله في لبنان. وكانت السنوات الأولى للألفية الجديدة إيذانا بطفرة نتيجة انتقال الخبرات الإيرانية في الحروب غير النظامية إليهما. وعلى خلفية اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، وطرد القوات الإسرائيلية من لبنان في العام نفسه، بدأت جولات جديدة أشد كثافة في مواجهة جيش الاحتلال، سرعان ما وصلت إلى ذروتها في منتصف العقد الأول من القرن الجديد، وسلَّطت الضوء على هشاشة الميركافا (8).

الميركافا في قبضة المقاومة


مقاتلو القسام في مواجهة دبابة الميركافا.. ما طبيعة معركة المدن؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, , ,
Read our Privacy Policy by clicking here