بمناسبة اليوم العالمي للرجل: فارق كبير بين الرجولة والذكورة !
بقلم مهدي قاسم ـ
يعني ……بإختصار ……..
كل ما .. كنتُ أود قوله في هذا الشأن لأدلي بدلوي وهو :
ـــ إن ما يميز بين الرجولة والذكورة هو اتخاذ موقف حاسم إزاء الظلم والوقوف دوما إلى جانب الحق ، حتى ولو بضد من المصلحة الشخصية والفئوية في بعض الأحيان ..إذا …تطلب الأمر ..
طبعا ……………………
وهو أمر سهل جدا قوله من الناحية النظرية عبر إطلاق الكلام على عواهنه ..
و لكنه في نفس الوقت صعب كثيرا على صعيد التطبيق العملي ..
و ذلك لكون البشرية المتوارثة ــ جناتيا ــ لغريزة لأنانية ، والطمع والجشع والانحياز الفئوي فإنها غالبا ما تنظر إلى الحق من منظار مصالحها الذاتية و على ضوء ذلك تتخذ موقفا معينا في شأن من شؤون أو في ذروة أحداث استثنائية و ساخنة ..
بدليل إن الحضارة الغربية المزعومة التي طالما تشدقت برقي إنساني عال و نبيل ، قد سقطت مرة أخرى في امتحان المواقف الواضحة ، حينما تميز بين ضحية و أخرى أو تغض النظر عن مشاهد مجازر مرعبة و سلسلة دمار وخراب رهيبة ..
أما الحضارة الشرقية القائمة على وسائل نقل واستنساخ وحشو آلي للدماغ بأوهام خادعة للذات ، فإنها لا تقل نفاقا ودجلا وزيفا عن غيرها ..
ربما لهذا …………………….
نادرا ما نجد رجلا مثاليا مثل غاندي , أو نيلسون مانديلا .. أم جيفارا ـــ مثلا وليس حصرا ــ يساند الحق ويقف إلى جانبه ولو بتضحية بمصالح وامتيازات شخصية ….
إذ …………………..
كان بإمكان غاندي أن يعيش حياة مهراجا الباذخة بعد تحرير بلاده من الاستعمار الإنجليزي ويبقى حاكما أبديا على الهند ولكنه رفض ذلك وفضل العيش من عرق جبينه بعيدا عن بهرجة السلطة وامتيازات الحكم المرفهة ..
وكذلك قائد الجنوب الأفريقي نيلسون مانديلا الذي سرعان ما تخلى عن السلطة وامتيازاتها بعدما أصبح رئيسا للجمهورية رغم كونه أمضى أكثر من خمسة وعشرين عاما في سجون نظام البيض العنصري .. وعبثا حاولت البهرجة الإعلامية الغربية و فخامة الضيافة الرسمية والملكية أن تثنيه عن تأييده لقضايا الشعوب العادلة أو إدانة نظام الحكم في كوبا و إنهاء علاقة الصداقة مع كاسترو ، فلم يفلحوا لأنه كان رجل مواقف ومبادئ صامد بكل عزيمة وثقة بالنفس ، طبعا دون التخلي عن أفكاره و مبادئه السلمية.
نفس الشيء فعله الثائر العالمى جيفارا عندما استقال من منصبه كوزير للصناعة في كوبا ليعيش ، فيما بعد لحين إعدامه من قوات قبل النظام الفاشي في بوليفيا وتحت إشراف مباشر من قبل عناصر تابعة لجهاز المخابرات الأميركية ــــ حيث عاش جيفارا اصعب حياة شاقة ومحفوفة بفترات من جوع و أمراض منهكة أثناء قيادته لحرب الأنصار في بوليفيا ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط