واسط / جبار بچاي
بسبب لوحة ضوئية كُتب عليها بالانكليزية (أنا أحب الصويرة)، تفجر خلافا كبيرا بين محافظ واسط محمد جميل المياحي والنائب عن كتلة الحلبوسي عدنان برهان الجحيشي وهو من أهالي القضاء.
وبدلاً عن اللجوء الى لغة الحوار وفض الخلافات ودياً تصاعدت حدة الصراع بين الاثنين رافقتها جملة من الاتهامات المتبادلة التي أوجزها المحافظ ضد النائب بالابتزاز والسعي لإذكاء الفتنة الطائفية في القضاء الذي يجمع خليطا من الشيعة والسنة، فيما توعد النائب بإقصاء المحافظ من منصبه بعد الانتخابات المقبلة مشدداً بقوله “إيدي أكصها إذا بقى محافظ”.
ويقود محافظ واسط كتلة واسط أجمل التي ستشارك في انتخابات مجلس المحافظة المقبلة وتضم قائمته الانتخابية خليطاً من الشيوخ والوجهاء والكفاءات المختلفة من أبناء المحافظة، بينما يقود النائب عدنان برهان الجحيشي تحالف خيمة واسط، الذي يضم أيضاً خليطاً مماثلاً من المرشحين. قصة الخلاف بين الطرفين قد تبدو قديمة وهناك صراعاً مخفياً لكنه ظهر الى العلن قبيل افتتاح مشروع تطوير مدخل قضاء الصويرة حين أراد النائب وضع لوحة ضوئية في ساحة كبيرة عند المدخل كتب عليها (أنا أحب الصويرة) وأعلى تلك اللوحة كتبت عبارة “هدية النائب عدنان برهان الجحيشي” إذ قدمت قوة كبيرة من الشرطة الى الموقع وأرادت منع النائب وبعض جمهوره من وضع تلك اللوحة التي تتطلب أعمال حفر بسيطة في الساحة لتثبيت ركائزها.
أمام ذلك الموقف انفجر النائب غضباً وطلب من القوة الأمنية عدم التدخل وأنه جاء بهذه اللوحة كهدية منه الى أبناء الصويرة ولا ضير في ذلك، في وقت هناك لوحة مماثلة وضعت في مكان آخر يبدو أنها هدية من الشركة المنفذة لمشروع المدخل ولم يكتب فيها شيء سوى عبارة أنا أحب الصويرة.
النائب الجحيشي تحدث غاضباً في فيديو بثه أتباعه مؤكداً أنه جلب الكثير من الأموال والمشاريع لقضاء الصويرة ومن المعيب أن يتم منعه من وضع لوحة جميلة، معتبراً رفعها اهانة لأهالي القضاء كما أكد أن المحافظ لم يبقَ له سوى ثلاثون يوماً وسوف يتم إبعاده عن إدارة المحافظة في الدورة الانتخابية المقبلة مع مدير البلدية والقائممقام. وسبق ذلك بيومين ظهور النائب ومرشحي كتلته في مؤتمر صحفي نفى فيه انسحاب كتلته من السباق الانتخابي على خليفة إقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي من قبل المحكمة الاتحادية.
مؤكداً عدم صحة الأنباء التي تحدثت عن انسحاب تحالفه من الانتخابات وأن تحالف خيمة واسط سيشارك بقوة في الانتخابات وسيعمل على إقالة من وصفهم بـ”الفاسدين ممن سرقوا أموال الواسطيين دون حسيب أو رقيب”.وعلى إثر تداعيات اللوحة أصدر محافظ واسط بياناً أتهم فيه النائب بالابتزاز والضغط من أجل الحصول على مكاسب شخصية ونفعية كذلك سعي النائب لإرجاع الطائفية الى القضاء، مؤكداً تحريك شكوى لدى القضاء ضد النائب مطالباً برفع الحصانة عنه.
وجاء في البيان الذي حصلت (المدى) على نسخة منه “منذ ستة أشهر نتعرض لابتزاز مفضوح من قبل النائب عن كتلة تقدم في محافظة واسط عدنان برهان الجحيشي حيث بدأ يتزايد هذا الضغط والابتزاز من اجل الحصول على مكاسب شخصية ونفعية منها طلبات غير قانونية فضلاً عن محاولاته الواضحة في إيقاف المشاريع في قضاء الصويرة وضغطه المباشر على الشركات المنفذة لاسيما الشركة المنفذة لمشروع تطوير الصويرة أحد مشاريع وزارة الإسكان والإعمار والذي يتابع بشكل مباشر من قبل السيد وزير الاعمار والإسكان والذي فيه تقدم واضح في جداول العمل”.
وأضاف البيان “نضع أمام القضاء العراقي والرأي العام في واسط أن النائب عدنان برهان طلب في وقت سابق الضغط من اجل تعيين احد أبنائه قائممقام لقضاء الصويرة ورفضنا ذلك كذلك الضغط على إرجاع الطائفية المذهبية في الصويرة بعد أن غادرها العراق والتي لم نفكر بها وطلبه وقدم توزيع المناصب بين الشيعة والسنة وهذا منافي للدستور والقانون وبعيد عن أخلاق أبناء محافظتنا”.
وأكد المحافظ في بيانه أن “النائب ضغط بشكل مباشر على المحافظ للحصول على مقاولات وجاء بشركات وهمية ورفضنا إعطاءها مشاريع كونه كانت غايته ابتزاز ومساومة تلك الشركات وكل الادلة في ذلك موجودة”.
مضيفاً أنه “منذ أسابيع يضغط النائب على هيئة استثمار واسط ويطلب إحالة قطعة ارض 85 دونم في الصويرة له لإنشاء مجمع سكني بطريقة غير قانونية”.
وذكر البيان أن “ما يقوم به النائب من اللعب على الوتر الطائفي والمناطقي ماهي إلاّ وسائل رخيصة لا نلتفت لها؛ مشروعنا بناء وإعمار كل شبر في واسط ونتشرف أن تكون واسط عشيرتنا وعائلتنا بعيداً عن اي تفرقة وتمييز”.
وخلص المحافظ في بيانه بالقول “حركنا دعاوى قضائية بحق النائب أعلاه ونطالب برفع الحصانة وان يمتثل أمام القضاء ليحاسب على أفعاله غير القانونية ولن نقبل بالمزايدات الانتخابية لأن استقرار واسط أهم واكبر من ذلك”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط