ظاهرة التسرب من المدارس.. سبل المعالجة معدومة!

لا يزال القطاع التربوي يعاني من ظاهرة التسرب من المدارس، التي تعتبر أحد أبرز المشاكل في العراق نتيجة انعدام الآليات والسبل الحديثة لمعالجتها.

إقرار القوانين

وفي هذا الصدد، تقول الناشطة في حقوق المرأة والطفل سارة أحمد، خلال حديث لـ (المدى) إن “الأسباب التي أدت إلى ازدياد حالات التسرب المدرسي عديدة ومختلفة من ضمنها سوء الأوضاع الاقتصادية للبلاد وانعدام الرعاية الاجتماعية”. وتضيف أحمد: أنه “لا تتوفر بيئة تعليمية حكومية مناسبة للأطفال، إضافة إلى أن المدراس الحكومية أغلبها متهالكه ولا تحتوي على أبسط المرافق الخدمية”. وتدعو الناشطة في حقوق المرأة والطفل عبر (المدى) إلى “إقرار قانون العنف الأسري، إلى جانب قوانين أخرى تسهم بمعالجة ظاهرة التسرب، ومنع الأهل من استخدام أطفالهم في التسول ورفضهم للتعليم”.

آثار التسرب

من جانبه، يقول الباحث الاجتماعي طه جمال في حديث لـ(المدى)، إن “آثار التسرب من المدرسة خطيرة على المجتمع من نواحي كثيرة؛ لأنها تزيد معدلات الجهل والأمية والبطالة وتضعف البنية الاقتصادية للفرد”. ويضيف: “ينتج عن ظاهرة التسرب عمالة الأطفال والزواج المبكر، وزيادة حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث وانتشار السرقات والاعتداء على ممتلكات الآخرين، كل هذه المشاكل ستنعكس سلبياً على نفسية التلميذ وتعطل مشاركته الفعالة والمنتجة في المجتمع”. ويتابع جمال، أن “تدهور المكانة الاجتماعية للتعليم لدى بعض الأسر، أدت إلى اعتبار ظاهرة التسرب ليست بتلك الأهمية وذلك نتيجة عدم توفر الوعي الثقافي اللازم لمدى الضرر من جراء انقطاع أطفالهم عن المدرسة”. ويوضح الباحث الاجتماعي في حديثه مع (المدى)، أن “انتشار الأمراض المختلفة كأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الكلى المزمنة والتشوهات الخلقية، كلها عوامل تدفع نحو الانقطاع المدرسي كخطوة نحو التسرب منه نهائياً”.

ويدعو جمال في نهاية حديثه، إلى “الاهتمام بالمرافق والخدمات التعليمية، وبنائها وفق الطرق والآليات الحديثة”.

نسب التسرب

يذكر أن وزارة التربية أعلنت في وقتٍ سابق، أنها سجلت انخفاضا في نسب التسرب المدرسي بلغ أقل من 30 بالمئة، مشيرة إلى أن نسب التسرب الأكبر تكون في المرحلة الثانوية. وبحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، فإن ظاهرة التسرب من المدارس أصبحت تشكل خطراً كبيراً على حقوق الطفل في العراق، وقد تؤدي إلى الاستغلال غير المشروع للأطفال الذين يقعون ضحايا للمجرمين والجماعات الإرهابية.

يشار إلى أن عددا كبيرا من المدارس الابتدائية تضررت جراء العمليات العسكرية في المحافظات التي سيطر عليها تنظيم داعش، في وقت بلغ عدد المدارس التي تعتمد دوامين 700 مدرسة ابتدائية و255 مدرسة ثانوية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here