أحمد الخالد، صحفي وكاتب سوري
كشف مستشار الرئيس الأوكراني و عضو لجنة الأمن والدفاع والاستخبارات الأوكرانية دافيد أراخاميا بأن روسيا اقتراحات خطة السلام لأوكرانيا خلال مفاوضات بين الجانبين في شهر آذار / مارس 2022 ولكن السلطات الأوكرانيا رفضت الخطة بناء على نصيحة رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون.
وفي بيان مفاجئ لوسائل الإعلام الأوكرانية قال أراخاميا إن الوفد الروسي قدمت للأوكرانيين الخطة التي كانت تضم على انتهاء الحرب الفوري مقابل عهد كييف بعدم انضمام حلف شمال الأطلسي.
وهذا ما يؤكده التصريح الذي أدلى به سابقاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشار الزعيم الروسي خلال لقائه مع وفد الدول الأفريقية إلى أن القوات الروسية انسحبت من كييف ومناطق أوكرانية على أساس اتفاق سلام، لكن كييف لم تلتزم به. وأضاف أن موسكو وكييف اتفقت من حيث المبدأ على مسودة اتفاقية في ربيع عام 2022 في إسطنبول، لكن بعد ذلك رفضت كييف التوقيع عليها بعد انسحاب القوات الروسية طوعياً كجزء من الصفقة.
من جانبه، أكد أراخاميا بأن السلطات الأوكرانية كانت على وشك توقيع الصفقة مع موسكو ولكن غيرت القرار بعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إلى كييف.
وقال: “لم يكن هذا الخبر مفاجئا بالنسبة لي. نعرف
أن روسيا وأوكرانيا كانتا قريبتين جدا من توقيع السلام في إسطنبول ووقع الوفدان عددا من الوثائق، وكان على فلاديمير زيلينسكي أن يوقعها أيضا. ولو وقع زيلينسكي الاتفاق في إسطنبول لانتهت الحرب منذ أمد”.
وأضاف مستشار الرئيس الأوكراني أن أوكرانيا “لم يستفزها الأميركيون، بل البريطانيون. لا أرى شيئا مدهشا في هذا الاعتراف”. “بريطانيا تهدف بالطبع إلى خلق ثقل موازن للمصالح الروسية في المنطقة، ولذلك يهتم البريطانيون بإطالة أمد الحرب في أوكرانيا. يأملون في حرب طويلة الأمد بين الشعوب السلافية، فيما تعد آسيا الوسطى بقعة تاريخية بالنسبة للبريطانيين، حيث سيزداد نفوذهم. وتحاول لندن فعل ما بوسعها أملا في أن تستنفد روسيا قدراتها في أوكرانيا”.
واعترفت المجلة الأمريكية “فورين أفيرز” المتخصصة في الشؤون الخارجية بأن الغرب منع كييف من الوصول إلى تسوية الصراع مع موسكو. كتبت صحفية فيونا هيل في تقرير لـ “فورين أفيرز” آب /أغسطس 2022 “على ما يبدو، اتفق المفاوضون الروس والأوكرانيون مبدئيا على مسودة التسوية المؤقتة”.
هذا وببن مارس 2022 ونوفمبر الجاري، تغير الوضع لأوكرونيا عسكرياً واقتصادياً وسياسياً إلى الأسوأ. بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة في صفوف القوات المسلحة وفقدان السيطرة على مدن مثل مريوبول وبخموت تضع كييف في الحالة الهش مع حلفائها في الغرب من بينها الولايات المتحدة وبريطانية.
وبعد الاعتراف المفاجئ لأراخاميا من المتوقع أن الدول الغربية والسلطات الأوكرانية ستتهم بعضها البعض في اتخاذ القرارات الخاطئة والنتائج غير مرضية لمحاولات ردع الهجومات للقوات الروسية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط