اعرب بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو عن شكره لما ابدته حكومة إقليم كردستان من جهود لاستقبال وإيواء وحماية اعداد كبيرة من مسيحيين نزحوا من ديارهم في سهل نينوى جراء هجوم داعش على مناطقهم عام 2014، مرحبا في الوقت نفسه بوجود وزارة في حكومة الإقليم تعنى بشؤون الأقليات مقترحا على بغداد ان تحذو حذوها.
وقال الكاردينال ساكو خلال تصريحات إعلامية له في أربيل الأحد إنه عندما تم تهجير المسيحيين من ديارهم ومناطقهم على يد تنظيم داعش في عام 2014 كان الرئيس مسعود بارزاني قد اعرب عن استعداده لاستقابلهم وتوفير ملاذ آمن لهم، مستذكرا قيام حكومة الإقليم باستضافة الآلاف من المسيحيين الذين نزحوا من بيوتهم وقراهم في سهل نينوى بعد تعرضهم لهجوم مسلحي التنظيم.
ويستذكر الكاردينال ساكو ما قاله الرئيس بارزاني خلال تلك الازمة “لقد قال الرئيس بارزاني باننا جميعنا واحد نعيش ونموت سوية”. ويشير الكاردينال الى ان المسيحيين يريدون سماع مثل هذا الكلام من الآخرين أيضا.
من جانب آخر قال البطريرك ساكو انه يحيي وجود وزارة في حكومة إقليم كردستان معنية بشؤون الأقليات مقترحا على بغداد ان تفعل نفس الشيء.
وكان الكاردينال ساكو قد غادر شهر تموز الماضي مقره في بغداد منتقلا الى أربيل بعد قرار رئاسة الجمهورية بسحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين ساكو بطريرك على الكلدان في العراق والعالم وحامي أملاك الكنيسة في بغداد. وجاء تبرير الرئاسة لاتخاذ هذا القرار لعدم وجود سند دستوري لصدور المرسوم.
واتهم ساكو زعيم كتائب بابليون، ريان الكلداني، بوقوفه وراء هذا القرار. وكان الخصمان قد تبادلا الاتهامات فيما بينهما باستغلال مقدرات الأقلية المسيحية التي بدأت اعدادها تتناقص في العراق والاستيلاء على موجوداتهم الوقفية.
وكان ساكو قد أشار خلال تصريحات له في فعاليات منتدى السلام والامن في الشرق الأوسط الذي عقد الأسبوع الماضي في محافظة دهوك بانه يتوجب على الحكومة الاتحادية ان لا تدع لفصائل مسلحة، في إشارة للكلداني، حرية التصرف بمصائر المسيحيين في البلاد.
وطرح رئيس الطائفة الكلدانية أيضا مشروعا يتم من خلاله تعزيز التعايش الديني في العراق والذي يتضمن تعديلا في الدستور يوفر حماية وتمثيل أكبر للمكون المسيحي والأقليات الدينية الأخرى في العراق. وكانت المحكمة الاتحادية قد قررت في بيان لها هذا الشهر رد دعوى رفعها الكاردينال ضد قرار رئاسة الجمهورية بسحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيينه مسؤول عن الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، مؤكدة في بيانها صحة إجراء سحب المرسوم لعدم وجود ما يخل به.
وكان الكاردينال ساكو قد انتقد في تصريحات سابقة له صمت بابوية الفاتيكان في روما عما تعرض له من تجريده من المرسوم الجمهوري بتوليه منصب بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم وقال انه أصيب بخيبة امل على بقاء بابوية الفاتيكان صامتة على مدى خمسة أشهر تقريبا دون ان تتدخل على إجراءات رئاسة الجمهورية بحقه او تتحرك لرفض الهجمات ضد شخص البطريرك.
وعند وصوله الى إقليم كردستان في أواخر شهر تموز كان الكاردينال ساكو قد اعرب عن امتنانه لحكومة الإقليم لما لاقاه من ترحيب ودعم من قبل المسؤولين هناك.
وقال ساكو في رسالة نشرها على الموقع الرسمي للكنيسة الكلدانية نهاية الشهر الماضي بان نسبة المسيحيين من سكان البلد تراجعت الى 1% وذلك بعد عقدين من الزمن عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وقال الكاردينال ان مليون مسيحي غادروا العراق بعد العام 2003 وما تبعها من هجوم داعش عام 2014، مشيرا الى تراجع نسبة المسيحيين من 4% من سكان البلد الى 1% ومن المرجح ان يستمر نزيف الهجرة ويغادر الشباب بسبب البطالة.
وتعد الكنيسة الكلدانية من اكبر الكنائس في العراق، وتشير التقديرات الى ان عدد المسيحيين اليوم لا يتخطى 400 الف نسمة بعد ان كان يقدر تعدادهم بحدود مليون ونصف المليون شخص قبل العام 2003.
عن موقع K24 الإخباري
ترجمة حامد أحمد
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط